كيف تنتقل السلطة؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 11 مايو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● أرجو أن تقرأ العنوان بالتشكيل السليم. فالسلطة (بضم السين) هى الرأس الأعلى والقيادة. والسلطة (بفتح السين) شىء آخر.

 

●● عقد أليكس فيرجسون اجتماعا مع مجلس إدارة مانشستر يونايتد، وملاك النادى، وأخبرهم بقرار اعتزاله، وعرض اسم المرشح لخلافته، دافيد مويس المدير الفنى لإيفرتون، وقال تعليقا على موافقة المجلس على ترشيحه. من حسن حظهم أنهم وافقوا على اختيارى، فهو الرجل الذى سوف يبنى الفريق من جديد. وسوف يستمر فيرجسون مستشارا فنيا لنادى مانشستر يونايتد، ووقعت الإدارة عقدا مع مويس لمدة 6 سنوات.. وانتهت القصة فى 48 ساعة.

 

●● مضى الأمر بسلاسة وتواضع واحترام. وهذا لا يحتاج لأموال قارون، التى نتحجج دائما بها وبأن نقص الإمكانات عقبة أمام اختيار مدرب،  وتدريب الفريق، وبناء ملعب،  وإصلاح نجيل، وصيانة عشب، وتنظيم مسابقة، وتسويق اللعبة،  وبيع حقوق البث. مع أن كل هذا وغيره يحتاج إلى فكر أو يحتاج إلى عقل ( بلاش عقل دى يمكن صعبة، محتاج إلى مخ ).. وأنتم تعلمون أنه حين يستقيل مدرب فإنه يسبب ارتباكا مذهلا كأنه كان يقود مكوك الفضاء ديسكفرى وتخلى فجأة عن مقعد القيادة، فجلس مركز التوجيه فى ناسا يلطم خدوده لا يدرى ماذا يفعل.. ولو لم يكن رحيل مدرب مربكا لذلك، فهو سيكون قرارا يظل فى الافواه لأيام وربما لأسابيع، تلوكه وتمضغه (قصة البدرى) لأنه لا يوجد شىء رياضى بحق يمكن الحديث عنه. أو يوجد ولا يعرف أصحاب المجال انه يوجد.

 

●● وقع الاختيار على دافيد مويس لخلافة مويس، لأنه صاحب خبرة وموهبة، وبصمة تركها على فريق إيفرتون الذى يقدم كرة جميلة،  وحقق نتائج طيبة أمام أقوى فريقين، مانشستر يونايتد حامل اللقب الحالى، ومانشستر سيتى حامل اللقب الماضى.. وهو يجيد قراءة المباريات، وقراءة خطط خصومه، ويبنى على أساسها خططه التى تحمل مفاجآت غالبا. هو باختصار مدرب يفكر ويقود الكرة داخل الملعب بتفكيره. ولا يسمح بركلات اللاعبين للكرة داخل الملعب بقيادة تفكيره.. وعندما خسر فريقه أمام ويجان هذا الموسم بثلاثة أهداف نظيفة وخرج من بطولة الكأس. اعتبر تلك الهزيمة نقطة تحول ودرسا مهما للاعبيه. واستمد منها طاقة إيجابية فيما بعد. ولم يستسلم لسلبياتها.

 

●● وفى عمليات اختيار مدرب جديد تظهر آثار مسلسل رأفت الهجان على العقل المصرى. فالعملية سرية، والسم سرى، والاتفاق شديد السرية، والمفاوضات تستمر اسابيع. وناس تسافر وناس تجىء. ويكون الخبر فى الأول فى الصحف والبرامج أن المرشحين سبعة مثلا. ويكون المرشح فعلا خارج هؤلاء السبعة. وترصد شهادات الخبرة،  والأندية التى دربها، والنتائج التى حققها، وتلحق بالسيرة الذاتية جملة تبدو مثل ختم النسر وشهادة «الاتنين الموظفين» على لسان كل واحد من المدربين المرشحين: «أنا أحترم الكرة المصرية وأعرف الأهلى والزمالك، وأهرامات الجيزة، وأعشق القاهرة الفاطمية» ويكون ذلك شهادة مضروبة، فمن أسوأ عيوبنا حاجتنا المستمرة لشهادة تقدير من الأجانب، وراقب أى مذيع أو مذيعة تستقبل سائحا أجنبيا وهو يطل على مصر برأسه من باب الطائرة لأول مرة وسوف يسأل فورا: ما رأيك فى مصر؟

 

●● إن بعض المدربين الأجانب الذين يتحدثون عن معرفتهم بالأهلى والزمالك وبطولاتهم وحكاياتهم ونجومهم وشعبيتهم، تجده حين يصل مطار القاهرة يدق بابه ويسأل: « مصر دى يا معلم؟!»

 

●● الصبر يارب.. والنبى الصبر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved