لا ترسلوا البسطاء إلى المحرقة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الخميس 11 يوليه 2013 - 10:45 ص بتوقيت القاهرة

حزب مصر القوية طالب قبل يومين جماعة الإخوان المسلمين بوقف الزج بالشباب فى مواجهة مع الجيش وإعطاء فرصة للحل السياسى.

 

هل يمكن لأحد أن يزايد على حزب مصر القوية ورئىسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فيما يتعلق بالمرجعية الإسلامية.. هل يمكن لأحد أن يتهمه بأنه فلول أو ثورة مضادة أو علمانى؟!

 

إذن تلك هى الدعوة الرئيسية التى ينبغى لجماعة الإخوان أن تسمعها خصوصا فى هذه الأوقات التى تبدو صعبة أمامها.

 

لا أحد يجادل فى حق الإخوان فى ممارسة جميع الوسائل الاحتجاجية ضد ما يرونه أنه استيلاء على الشرعية التى كان يمثلها الرئيس المعزول محمد مرسى.

 

من حقهم أن يعتصموا وينظموا المسيرات ويرفعون اللافتات، لكن ليس من حقهم الذهاب إلى الجيش والشرطة للاحتكاك بهم خصوصا فى الثكنات العسكرية.

 

قبل يومين كتبت منتقدا بشدة مأساة الحرس الجمهورى وقلت إنها كارثة لا يمكن تبريرها تحت أى ظرف وأنه ينبغى إجراء تحقيق عاجل وشفاف لمعرفة الحقيقة، فى نفس المقال كتبت منتقدا سلوك الإخوان الذى يرسل هؤلاء الشباب إلى الاحتكاك بالجيش والشرطة، فتلقيت عشرات الشتائم والسباب من بعض القراء الإخوان وكان أكثرهم أدبا من توعدنى بنار جهنم لأننى لا أقول الحقيقة.

 

مرة أخرى يحق للإخوان أن يفعلوا أى شىء فى إطار القانون ولا يحق لهم استدراج معارك جانبية دموية.

 

الكلام الذى قلته فى المقال هو ما قاله بالنص بيان حزب مصر القوية، وهو السبب الجوهرى الذى جعل الجماعة الإسلامية ترفض الانضمام إلى الإخوان المسلمين فى المسيرة إلى نادى الحرس الجمهورى يوم الجمعة الماضى.

 

المسألة بوضوح ما حدث أمام الحرس الجمهورى كارثة ينبغى كشفها وفضحها، لكن على الإخوان التوقف عن المتاجرة بدم أنصارهم الغلابة والفقراء. عليهم تأمل ما حدث لأقارب المجند المسكين ابن قرية الأنصار بالقوصية بأسيوط الذين حاولوا اقتحام وتدمير مقر الإخوان بالمدينة احتجاجا على قتل ابنهم برصاص المتظاهرين أو حتى برصاص عشوائى. ما ذنب الأسرة الإخوانية التى أرسلت ابنها للاعتصام السلمى مع جماعة يؤمن بأفكارها ثم يعود إليها جثة فى تابوت.

 

أقسم بالله اننى فى أشد حالات التعاطف مع هؤلاء الإخوان البسطاء وبعضهم لا يعلم حقيقة وتفاصيل المشكلة السياسية التى تعيشها البلاد، هم لديهم يقين لا يتزعزع بأنهم يدافعون عن قضية دينية وليست سياسية. هؤلاء سوف يفيقون يوما ما ويسألون قادتهم: لماذا وصلنا إلى هذا الحال البائس؟! ما يفعله قادة الإخوان بأنصارهم البسطاء عندما يرسلونهم إلى أماكن الاشتباك.

 

يفترض أن يسأل الإخوان أنفسهم سؤالا: أى هدف يريدون تحقيقة عندما يصرون على استمرار إرسال أنصارهم البسطاء إلى مواقع يعرفون انها ستكون قاتلة؟

 

ماذا يتصورون عندما يرسلون هؤلاء البسطاء إلى وزارة الدفاع أو مقر الحرس الجمهورى؟!

 

هذه الجماهير الغاضبة ستظل تهتف وتنتقد وسيتطور ذلك بالطبع إلى اشتباك.. هل يريدون الدخول إلى مقر الوزارة أو الحرس للسيطرة عليه فعلا.. وهل تلك هى المفاجأة التى تحدث عنها صفوت حجازى؟!

 

حتى هذه اللحظة لا يدرك الإخوان انهم لا يواجهون الجيش، هم يواجهون كل المجتمع. نعم كل المجتمع.. أو يخبرونا من يقف بجانبهم الآن؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved