دورى الأمم العربية فى مصر!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 11 أكتوبر 2018 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

** عندما أعلن اتحاد الكرة عن نيته تغيير شكل مسابقة دورى الدرجة الثانية التى تسمى الأولى تأدبا، قلت للمهندس هانى أبوريدة هذا قرار شجاع لمصلحة اللعبة بالتأكيد. والفكرة كانت أن يكون عدد أندية الدرجة الثانية مماثلا لعدد أندية الدرجة الممتازة، مثل العديد من دول العالم التى سبقتنا فى إدارة شئون اللعبة. لكن الفرق المشاركة فى الدرجة الثانية هبت وعصفت واعترضت.. وكان معها حق فى نقطة واحدة وهى أنه لا يمكن تطبيق الشكل الجديد للدورى بدءا من الموسم القادم. ولم يكن لها أى حق فى كل النقط الأخرى التى اعترضت عليها، من نوعية حق الصعيد، وحق مدن القناة، وحق مدن سيناء، وحق كل الشعوب التى ما زالت محافظات مصر تخص كل منها نفسها بعيد قومى، تقام له الاحتفالات وتنشر الإعلانات التى يهنئ فيها شعب كل محافظة السيد المحافظ.. مع أن مصر لها عيد قومى واحد وشعب واحد..!
** الأفضل لكرة القدم فى مصر بعيدا عن تلك الأنامالية، أن تقام مسابقة دورى الدرجة الثانية من 18 ناديا. لكن هذا يتم إقراره بدءا من موسم 2020 / 2021 مثلا وليس الموسم القادم. وتعد خطة لمعالجة آثار تطبيق هذا القرار.
** الأمر نفسه يسير على قرار آخر أعلنه الاتحاد، وهو الخاص بمعاملة لاعبى دول الشمال الإفريقى معاملة اللاعبين المصريين.. ما هذا القرار؟ ما الهدف منه؟ من الذى استيقظ صباح يوم وصرخ وجدتها مثل أرشميدس، وخرج علينا بتلك الفكرة أو بهذا الحلم؟ حلم من هذا؟
هل هو حلم مدروس؟ هل هو لمصلحة الكرة المصرية؟ هل هو لمصلحة كل الأندية؟ هل سندفع رواتب لاعبى الشمال الإفريقى بالعملة المصرية أم بالعملة العزيزة؟ هل سيعامل اللاعب المصرى فى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب على أنه ليبى وتونسى وجزائرى ومغربى؟
** إن الإنجليز فتحوا الباب للأجانب على مصراعيه فكانت النتيجة أن منتخب إنجلترا لم يحقق بطولة منذ عام 1966، وبات وصوله إلى دور الثمانية فى أى بطولة سببا للاحتفال فى أوساط اللعبة، وفى صحف إنجلترا بسبب الحرمان. وحين فكر الاتحاد الإنجليزى فى تخفيض عدد اللاعبين الأجانب بنسبة 7% بحلول عام 2022 واجه معارضة من أندية يملكها أجانب ولهم مصالحهم.. ولا أعلم مستقبل القرار الآن لكنهم يعارضونه. خاصة أن قوة البريميرليج باتت مصدرا للدخل القومى وليس لكرة القدم وحدها..
** هذا القرار سيكون له تأثيره على لاعبين فى دولة يصل عدد سكانها إلى 100 مليون، وتضم ملايين اللاعبين الصغار الذين يحلمون حلم محمد صلاح وأولياء أمورهم يحلمون مثلهم بتحقيق هذا الحلم.. كما أنه معلوم أن المنتخب قد يعانى، وأن المنتخب يعانى فعلا فى بعض المراكز حاليا، والمعاناة مقياسها عند اللعب مع روسيا أو أوروجواى وليس جزر الأنتيل الهولندية..
** النقطة الأخرى أن الاتحاد المصرى لو أراد تطبيق القرار بعد دراسة فنية مقنعة، تشرح لنا أنه لا تأثير على المنتخب ولا على اللاعبين المصريين فليطبق فى موسم قادم أو بعد القادم، أو بعد ما بعد القادم مثل صواريخ حزب الله التى دمرت إسرائيل..!
** ثم السؤال الأخير: لماذا لا تجعلوا الفكرة عربية كاملة من المحيط إلى الخليج فى إطار تلك البروتوكولات أو اتفاقيات التوءمة التى وقعها الاتحاد مع اتحادات الكوكب كلها، ليكون الدورى المصرى نموذجا لدورى الأمم العربية؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved