على هامش الأهلى والمصرى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 12 يناير 2015 - 8:25 ص بتوقيت القاهرة

• الحزن النبيل صورة حضارية، وتراه فى مدن وملاعب وأحداث وحوادث مؤلمة ومفجعة أيضا. وكان الحزن النبيل سلوك لاعبى الأهلى فى مباراة المصرى بعد ألف يوم من عدم اللقاء.. وهذا الحزن المتحضر لا علاقة له بالتحريض، ودعوات اقتحام مقر النادى، ثم لماذا الآن تلك الدعوات.. هل هى مفاجأة أن يلعب الأهلى مع المصرى وهو أمر معلوم منذ بدأت المسابقة؟

ننتظر العدالة، ونرغب فى كشف الحقيقة.. لكن الحياة يجب أن تستمر. وهذا بعيدا عن جملة تستخدم لتمرير المبالغات فى الحزن وتشويهه، بأن الضحايا سقطوا فى مباراة لكرة القدم.. ففى الواقع إن الألم لمصاب واحد فى مباراة يساوى نفس الألم لمصاب مصرى واحد فى أى موقع.. ومن يطالب بتوقف كرة القدم عليه أن يطالب مصر كلها بالتوقف وأن تنتظر القصاص من قتلة ضباطنا وجنودنا وشبابنا ألم يسقط مئات الشهداء فى ميادين مختلفة.. فلا عمل ولا ترويح ولا حياة..

• الأجواء التى سبقت المباراة، أصابت لاعبى الأهلى بالتوتر وليس بالحماس، بسبب الشعور بالمسئولية. فالإعلام تناول المباراة على أنها ثأرية، وبعضه تناولها بالشك فى مرورها بسلام، والبعض الثالث رأها بداية أو نهاية للدورى وللكرة المصرية هذا الموسم.. وكان تعليق الإسبانيين ماكيدا وجاريدو ممتازا فى المؤتمر الصحفى، فتحدثا عن أهمية إقامة المباراة للكرة وللمجتمع، وكيف أنه كان حتميا إقامتها..

• توتر لاعبى الأهلى انعكس على أداء الفريق الذى شابه التسرع وليس السرعة، والعشوائية، وليس التركيز، والعصبية وليس الهدوء. وفى المقابل لعب المصرى مباراة جدية وجيدة، ولو كانت عند لاعبيه وعند مدربه ثقة أكبر فى النفس لكان الأداء أفضل، خاصة ان الفريق له شخصية هذا الموسم، ويمتلك عناصر جيدة.. هدف المصرى من المباراة كان أسهل من هدف الأهلى. فاللعب من أجل نقطة التعادل يكون أحد خيارين، بينما كان للأهلى اختيار واحد وهو الفوز.. واعتمد المصرى على الأداء الدفاعى والتكتيكى، وضغط فى فترات من المقدمة، ثم تراجع للدفاع المتراجع بعدما سجل هدفه الوحيد وهذا أحد سلبيات الفرق المصرية بصفة عامة.. فقدان الثقة واعتبار التعادل فوزا، وهذا ميراث تعبير عاش طويلا: التمثيل المشرف؟!

• هذا مجرد رأى على هامش مباراة الأهلى والمصرى..

•••

• سيفوز الليلة كريستيانو رونالدو بجائزة الكرة الذهبية. كل الترشيحات تقول هو، وأنا كنت اتمنى مانويل نوير حارس مرمى منتخب ألمانيا الذى يجرى سبعة كيلومترات فى المباراة. وهو الذى أحدث ثورة فى حراسة المرمى بصفة عامة وكان أحد عوامل فوز ألمانيا المستحق بكأس العالم. وهو أيضا الفائز مع بايرن ميونيخ ببطولة الدورى والكأس فى بلاده.. وإذا كان رونالدو فاز بالدورى والكأس مع ريال مدريد، وأضاف بطولة أوروبا، فإن بطولة كأس العالم أهم وأكبر من كأس أوروبا للأندية.. فلماذا لا يفوز نوير باللقب؟ هل لأنه حارس مرمى؟ أم لأنه ليس أحد خيوط الشبكة العنكبوتية للشركات التجارية الكبرى التى باتت تحكم كرة القدم وتحكم الفيفا وتحكم العالم؟!

• مبروك كريستيانو على مضض، وهارد لك نوير بمرارة؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved