عزوف المهندسين

طلعت إسماعيل
طلعت إسماعيل

آخر تحديث: الإثنين 12 مارس 2018 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

انتهت انتخابات نقابة المهندسين، وفاز وزير النقل الأسبق هانى ضاحى بمقعد النقيب فى مواجهة منافسه النقيب السابق المهندس طارق النبراوى، هذا هو الموجز لنتائج معركة انتخابية شغلت قطاعا كبيرا من المهندسين على مدى 3 أسابيع هى عمر الماراثون الانتخابى، الذى اختتم الجمعة 9 مارس الحالى، وشهد هجوما ودفاعا، وغمزا ولمزا، بل وطعنا فى الخصوم على مرأى ومسمع من الجميع، وتلك هى طبيعة الانتخابات، والعمل العام، فى كل مكان على أى حال.

فى التفاصيل أن المهندس ضاحى ممثل قائمة «مهندسون فى حب مصر» حصل فى جولة الإعادة على 8 آلاف و353 صوتا، بنسبة 54% فى مقابل حصول منافسه المهندس النبراوى ممثل قائمة «تيار الاستقلال» على7 آلاف و199 صوتا، بنسبة 46% من جملة المصوتين الذين بلغوا 15 ألفا و538 صوتا، وبنسبة مشاركة ربما لا تصل إلى 2 % من أعضاء نقابة يتجاوز عددهم عتبة الـ700 ألف عضو.!!

وفى التفاصيل أيضا أن جولة المرحلة الثانية من الانتخابات التى جرت فى 2 مارس الحالى وأسفرت عن الإعادة بين ضاحى والنبراوى، تجاوز عدد من صوتوا فيها حاجز الـ27 ألف مهندس، وحصل فيها مرشح قائمة «فى حب مصر»، المهندس ضاحى على 12447 صوتا مقابل 8312 صوتا لمرشح تيار الاستقلال، المهندس النبراوى، بينما حصل أقرب المنافسين، المهندس مصطفى أبو زيد، على 6033 صوتا، أى أن اجمالى المشاركين لم يصل إلى 4% من أعضاء النقابة العريقة.

وفى لعبة المقارنات بين انتخابات المهندسين الأخيرة وتلك التى سبقتها، نقول إن شهر مايو 2014 شهد فوز المهندس طارق النبراوى بإجمالى عدد أصوات 20 ألفا و680 بنسبة 58 % تقريبا من 37 ألفا و486 مهندسى أدلوا بأصواتهم، من أصل 379 ألفا و751 ممن لهم حق التصويت، أى بنسبة مشاركة بلغت نحو 10% من الأعضاء.
طبعا الأرقام ربما لا تكون دقيقة بنسة 100% فى ظل شح المعلومات الأساسية المقدمة سواء على موقع النقابة الإلكترونى «التجريبى»، أو ما تناثر بين سطور التغطيات الصحفية، المبتورة للأسف، لانتخابات المهندسين، ما يعكس تراجعا، وضعفا مهنيا فى الصحافة المصرية، وإغفال، إلا من رحم ربى، عنصر التدقيق والبحث عن المعلومات وبذل مجهود لتصحيح المتناقض منها.

على كل حال فإن ما توفر من أرقام يعطينا صورة عن تراجع لافت فى نسبة ذهاب المهندسين إلى صناديق الاقتراع الخاصة بنقابتهم، التى تقوم على خدمة مطالبهم الفئوية بالأساس، وهو تراجع ربما يكون كبيرا مقارنة بنقابات أخرى، مثل الصحفيين والتى لاتزال تجرى انتخباتها بـ 25 % من اعضاء جمعيتها العمومية على أقل تقدير حتى الآن.

هذا العزوف، على هذا النحو قد يفسره البعض بانصراف المهندسين، والشباب منهم، عن المشاركة لعدم الثقة فى جدوى الانتخابات نفسها، وهم يرون قواعد اللعبة تعود إلى المربع الأول، كما كان الوضع قبل 25 يناير، عندما كانت الدولة تحشد لمرشحها فى مواجهة الخصوم، فيأتى إلى مقعد النقيب الاسم المعروف سلفا.

النقيب الجديد (فى حوار مع الزميل خير راغب ــ المصرى اليوم الأحد 11 مارس 2018)، يرى أن العزوف له مجموعة أسباب: «فى مقدمتها التعقيدات العديدة التى وضعت أمام (المهندس) للادلاء بصوته، خاصة أن نسبة كبيرة من المهندسين عملها فى أماكن نائية وبعيدة عن أماكن إقامتها، فضلا عن عشرات الآلاف التى تعمل فى الدول العربية».

وليكن نصف الجمعية العمومية واجهته التعقيدات التى أشار إليها النقيب الجديد، لكن أين نصف الجمعية العمومية الآخر؟، ولماذا لم يحضر حتى 20 % منها؟، وعندها ربما وجدنا حضورا يفوق المائة ألف مهندس على أقل تقدير.

عزوف المهندسين عن المشاركة فى الانتخابات مؤشر خطر، لا بد أن يحرك فينا عوامل القلق، ولا يجب تجاهل دلالاته السلبية، التى قد تنسحب على مجالات عديدة فى حياتنا، والأمر غير بعيد عما يمكن أن يدور فى أى استحقاق انتخابى، وجرس انذارللمهتمين بالشأن العام، ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved