مصطلحات قرآنية الرشد د - التوازن

جمال قطب
جمال قطب

آخر تحديث: الخميس 12 أكتوبر 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

علمنا أن التخصص ومعرفة الإنسان ما له وما عليه حيال (الله/ النفس/ المجتمع/ الأمة/ العالم) هى أولويات الرشد وأركانه، لكن هذه الأولويات ليست نوعا واحدا، وليست من درجة واحدة. فأنواع التكليف الشرعى خمسة هى: (نحو الله/ نحو الذات/ نحو المجتمع/ نحو الأمة/ نحو العالم). ومقومات كل فرع من هذه الفروع الخمسة ليست من درجة واحدة، ففى كل فرع هناك الأركان ثم الثوابت ويليها الشروط والمتغيرات. وهذا ما رتبه علماء الأصول بقولهم أن أحكام التكليف خمسة:
1ــ الفرض الواجب وهو ما لا غناء عنه
2ــ المستحب وهو مكمل الفرض
3ــ المباح وهو كل ما تستطيع استعماله بشرط عدم الضرر مطلقا
4ــ الحرام وهو جميع الممنوع شرعا الذى تم تحريمه سواء بالوحى القرآنى أو بصحيح البيان النبوي
5ــ المكروه المتقارب والمتشابه مع المحرمات الممنوعة
ــ1ــ
فالمسلم الراشد يجد نفسه أمام أنواع من التكاليف لا يمكن ترك أحدها بالإضافة إلى معايير إنجاز لا يمكن التغافل عنها وشرط الرشد هو إنجاز ما عليك فى الأنواع الخمسة مع مراعاة الأحكام والضوابط الخمسة كما نحاول بيانه فى السطور التالية..
ــ2ــ
فالمسلم الراشد مع الله جل جلاله يؤمن به ويعبده ويطيعه بحيث لا يهمل الشعائر (الصلاة/ الصيام/ الزكاة/ الحج) ولا يستخف بها، ثم يتمكن من إعداد نفسه فردا مسئولا كعضو فى فريق فى مهنته وحرفته ثم يشرع فى تكوين أسرته ويمارس رعايتها مع الالتزام بظروف المجتمع وحاجاته مراعيا أن تكون اختياراته وتوجهاته فيما ينهض بالأمة ويساهم فى الرخاء والسلام العالمى.
ــ3ــ
والمسلم الراشد يتولى بناء ذاته بناء صالحا لنفسه ولأداء وظائفه فى الحياة، والذات هى مجموع النفس والعقل والجسم ومجموع الحواس من السمع والبصر إلى اللسان (الذوق والكلام) إلى الشم واللمس. وبناء الذات يبدأ فى تنمية كل جزء منها بما يليق بذلك الجزء فلابد من الهدوء والتوافق النفسى ولابد من تدريب وإعداد مهارات العقل من (التفكر/ التذكر/ التعلم/ التدبر إلخ). كذلك فلابد من إعطاء الجسم حقه من الصحة والسلامة وحتى يتمكن الراشد من تحقيق ذلك فلابد من تقدير قيمة الزمن حتى لا ينفذ الوقت فى جزء وتهمل بقية الأجزاء. ولا ينس المسلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم» وإصلاح اللسان يحتاج إلى علم وثقافة وحس عالم وذوق رفيع ومعرفة النفس ومعرفة من تخاطبه إلخ.
ــ4ــ
والمسلم الراشد فى مجتمعه لا يقدم شيئا على أصوله وفروعه (الوالدين والأبناء) ويحافظ جيدا على رباط الزوجية قبل أن يحافظ على أصدقائه وسائر علاقاته، ويبدأ بحرفته وعمله إنجازا وتنمية وتعليما للخير الذى يحسنه كما يحسن التواصل مع جميع مؤسسات المجتمع ملتزما بالقانون والعرف الصحيح. 
ــ5ــ
أما التزام الراشد نحو أمته فيبدو فى اختيار كل ما يحقق تقدم الأمة وسبقها فى التنافس الحضارى ولا يستهويه المسلك إلى الحضارات الأخرى فيهرب ليتمتع بما عند الآخرين دون أن يشارك مجاهدا فى تصحيح مسار الأمة نحو السبق الحضارى.
ــ6ــ
وأخيرا فالمسلم الراشد يعرف جيدا أن الله خلقه للإعمار وأنه مكلف بلفت نظر الناس وإحساسهم لفضائل الإسلام من خلال كلماته وأعماله وتصرفاته وأخلاقه.
يتبع

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved