سمير بانوب وآخرون

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 13 يونيو 2011 - 8:27 ص بتوقيت القاهرة

لا أعرف ما إذا كانت تلك الظاهرة الإنسانية تتكرر فى بلاد أخرى لها ما لنا من تاريخ وتركيبة اجتماعية أم لا. أقصد تلك الهجرة العكسية التى تبدأ لدى علماء من تخصصات مختلفة نجحوا وتألقوا فى سماوات الغرب لسنوات عديدة بعد أن رحلوا كالطيور المهاجرة من مصر فى بداياتهم. نراهم يعودون بعد رحلة طويلة من العمل الشاق بالفعل والجهد الخلاق الذى أضفى ملامح عالمية على اسمائهم المصرية وإن ظلت رائحة صعيد مصر ودلتاه عالقة بها. يعودون فى أسراب بعد أن انشغلوا كثيرا بنجاحاتهم التى كثيرا ما تفاخرنا بها عن بعد حينما تأتينا أخبارهم فى البلاد البعيدة لكنها فى النهاية عودة حميدة نتمناها ونأمل أن تعود على الوطن بخير يستحقه وينتظره من ابنائه.

سعيت إلى لقاء الأستاذ الدكتور سمير بانوب المصرى الأصل الأمريكى الجنسية والذى تسبق اسمه دائما كلمات الثناء التى وجهها إليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطاب تقول كلماته «شكرا يا سمير بفضلك يتمتع كل أمريكى بنظام عادل للتأمين الصحى». بانوب أحد القلائل فى العالم الذين يتمتعون بسمعة علمية تشهد ببراعتهم فى التخطيط لسياسات تأمين صحى يمكنها تغطية احتياجات أى مواطن فى أى وطن. وضع سياسات محكمة لتأمين ثمانية وستين بلدا من بلاد العالم المختلفة أولها الولايات المتحدة الأمريكية وآخرها السودان. اللقاء دعت إليه مستشفى سرطان الأطفال والحضور مجموعة من الأطباء المهتمين بقضية التأمين الصحى وأساتذة اقتصاد وصحة عامة وإدارة أعمال وصحفيين. أطل علينا الدكتور بانوب بابتسامة الواثق ليلقى بالفعل محاضرة محكمة بدأها بأن التأمين الصحى يجب أن يتم التخطيط له بالطريقة التى تتلاءم مع طبيعة المجتمع: احتياجاته وموارده. وأنه كان يعجب كثيرا لمن يتشبهون بنظم التأمين فى مجتمعات تختلف تماما عنهم فالأصل أن نبدأ برؤية محلية لا عالمية فالتأمين الصحى لا يستزرع.

استمعنا فى إنصات وإعجاب لعالم يملك تماما ناصية الموضوع وانتظرنا أن ينتقل فى النهاية إلى ما نتمنى بالفعل أن نسمع. ماذا عن التأمين الصحى فى مصر؟ تمنيت لو استطعت أن أنقل إليكم كل الاسئلة والإجابات لكنى أكتفى ببعض إجابات الدكتور بانوب دون تعليق وأظنكم قادرون على استنتاج الاسئلة.

لا.. أنا أخرجونى من حساباتكم. مصر فيها خبراء كثيرون فى التأمين الصحى. إذا أردتم استشارتى فاتصلوا بى على بريدى الإلكترونى لا أشارك فى خطة التأمين الصحى فى مصر لأننى لا ألقى الترحيب الكافى فيها. فى البلاد الأخرى يستقبلنى فى المطار رؤساء الحكومات والوزراء، عرض على الدكتور أشرف حاتم رئاسة اللجنة التى تعد البرنامج لكنى رفضت.

حينما جاء دورى فى السؤال داهمنى خرس مباغت بصعوبة بالغة استعدت بعضا من قدرتى على انتقاء الكلمات واختصارها فى سؤال: عفوا سيدى لماذا جئت إذن؟

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved