الفوز بالبراءة قبل الفوز بمباراة!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 13 أغسطس 2018 - 9:20 م بتوقيت القاهرة

** لم تعد المشكلة فقط فى كيفية اختيار مدرب المنتخب، ولكنها فى هذا الخلاف المعلن حول مدرب المنتخب.. وعلى الرغم من إعلان الاتحاد عن اسم المدرب الجديد، وهو المكسيكى «خابيير أجيررى» وليس خافيير أجيرى (وفقا لرأى الميل رائد عزازى الخبير باللغة الإسبانية).. على الرغم من ذلك، هناك خلاف معلن بين أعضاء مجلس الإدارة. ولا ندرى هل يتولى منصبه فعلا يوم 15 الحالى أم يكون هناك كلام مختلف؟

** مبدئيا قصة أنه متهم بالتلاعب فى المباريات، تبدو غير دقيقة، وقد رد هو عليها بأن جميع اللاعبين أو من لهم علاقة بمباراة سرقسطة وليفنتى التى انتهت بفوز سرقسطة 2/1 لم توجه إليهم أى اتهامات.. وهذا وحده دليل براءة، لكن الرجل له شهادات خبرة، ولست من مؤيدى الاختيار بناء على تلك الشهادة فقط، ولكن هناك معايير سبق وأشرنا إليها عند اختيار مدرب، ومن أهمها بجانب خبراته ونتائجه شخصيته، وأفكاره، وأسلوبه فى التدريب وفلسفته، والشخصية المقنعة فنيا ونفسيا فى غاية الأهمية، ليس لكرة القدم فقط وإنما لكل اللعبات، فقد كان راستوروتسكى مدرب الفريق الأوليمبى السوفيتى للجمباز يقول للبطلة الأوليمبية لودميلا تورشيفا وهى من أفضل لاعبى الجمباز فى تاريخ اللعبة: «أنا أعرف كل شىء، وأستطيع أن أفعل أى شىء، وأن أعلمك كل شىء.. فقط إذا أطعتنى، ولابد أن تكون ثقتك بى مطلقة»!

** تلك الثقة مهمة، وتساوى شهادات الخبرة والنتائج، كذلك علينا أن نفهم كيف يرى خابيير أجيررى الكرة المصرية واللاعب المصرى، ووفقا لتصريحات نسبت إليه أخيرا، فهو يرى الدورى المصرى هزيلا وضعيفا، وأن الأمل يكمن فى اللاعبين المحترفين، وقد يكون محقا فى ذلك. لكنه مطالب حين يتولى المنصب أن يصنع لنا فريقا جيدا من المحليين والمحترفين، ويلعب كرة جيدة بشقيها الدفاعى والهجومى، وأن يجعل للاعب المصرى شخصية جريئة فى الملعب مسلحة بمهاراته وبلياقته البدنية، وهو يؤمن بأهمية اللياقة، وفقا لتصريحاته أيضا والتى يقول فيها إن اللاعب يلمس الكرة لفترات قليلة للغاية أثناء المباريات، ومعظم الوقت هو يجرى دون الكرة للمساندة دفاعا أو هجوما.

** على الرغم من أهمية ما سبق كله.. شهدت الأيام الماضية خلافات بين أعضاء الاتحاد، وأخبارا عن استقالات فى حالة التعاقد مع المدرب المكسيكى، و«لا يوجد دخان من غير نار»، ولو ترجم الخلاف المنشور فى إعلامنا إلى المدرب الجديد فإنه يستحق أن يفكر مرتين فى قبول المنصب، فمن المؤسف أن يكون الخلاف معلنا، وأن يتضمن إشارات إلى تلاعبه فى نتائج مباريات، ومن المؤسف أن ما يجب أن يناقش فى غرفة مجلس الإدارة، يطرح للنقاش فى الصحف والمواقع والبرامج التليفزيونية، وهذا الإعلان عن الخلاف يبدو موقفا يعلن فيه صاحبه براءته من التعاقد مع أجيررى.

** لم تعد طريقة اختيار مدرب مشكلة. وإنما أصبحت المشكلة هى طريقة مناقشة كفاءة هذا المدرب، وهل يصلح أم لا يصلح لتدريب المنتخب، وأن يعلن هذا الخلاف على الرأى العام. وبذلك يبدأ المدرب عمله، إذا بدأ، وهو يسعى للفوز بالبراءة قبل الفوز بمباراة.. بالذمة ده كلام؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved