الأراجوز يلعب بكرة النار

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 13 سبتمبر 2012 - 9:00 ص بتوقيت القاهرة

●● من القارئ غريب مبارك تلقيت رسالة خاصة يقول فيها: «بخصوص عودة الدورى والنشاط بأكمله، وهو يمس آلاف الأشخاص، هل تقول لنا ماذا فعلت الدولة مسبقا لعودة النشاط؟ فالملاعب فارغة من جمهورها وهو عنصر أساسى للعبة. ولم يتم حتى الآن سن قوانين رادعة للشغب داخل الملاعب. وهناك حالة فوضى داخل اتحاد الكرة فكيف يعود النشاط فى ظل تلك الفوضى.. ألا يكفى 74 شهيدا.. ارجوك قل لنا رأيك وأنا أعلم أنك لا تقبل بالباطل؟»

 

 

 

●● كنت أتمنى عودة النشاط وعودة الحياة للملاعب، وعودة الحياة للبلد. ومن أسف أن ما أتمناه لا يعنى قدرتى على فرضه. وقد شرحت أسباب ما جرى فى بورسعيد، ولا أحد يرغب فى قراءة هذه الأسباب. ورفضت استمرار نفس الوجوه فى اتحاد الكرة. وطالبت بعدم دخول كل من عملوا فى الاتحاد طوال العشرين عاما الماضية، لمنح الفرصة للوجوه الجديدة. وطالبت بقرار سياسى سريع بعيدا عن اللائحة عندما طلب المصرى الاعتذار عن هذا الموسم، وردت اللجنة الموقرة السابقة بتهديده بالهبوط، ثم بعد تردد أخذوا بما طالبت به، وحين قرروا إلغاء الهبوط فيما مضى وقفت ضد القرار لأنه يخالف ضميرى، إلا أن الكنافة انتصرت على الضمير.. وكلما تحدثت عن القانون، ومحاسبة من يخرج عن النظام العام، يعلو صوت أهل الفوضى والنفاق بالرفض وبالتحريض، كأن الحرية أن تحرق، وتضرب، وتدمر، ممتلكات خاصة وعامة، والنتيجة أن مصر تخرج من فوضى إلى فوضى، ومن كارثة إلى كارثة.

 

 

 

 ●● نعم الرياضة من أهم الساحات التى تحتاج إلى التغيير فى الأفكار والعقول والأشخاص، وتدخل الدولة ضرورة وذلك بقرارات سياسية وسيادية تتواكب مع ثورة قامت من أجل التغيير.. فالرياضة بفكرها وأفكارها تعانى تخلفا حقيقيا، فيكفى أن هناك حتى اليوم ونحن فى بداية العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين من يكتب قبل مباراة مهمة للأهلى مثلا قائلا: «حسام البدرى يطالب لاعبيه بالفوز..» تصور، فهل يمكن أن يطالب المدرب بغير ذلك.. هذا أبسط وأتفه مثال يوضح لك ما نحن فيه..؟!

 

 

 

●● وأخيرا رأيى أسجله دائما اجتهادا يحتمل الصواب والخطأ لكنه أبدا لم يكن رأيا لغرض. ومن أسف أن البعض يريد ردحا وليس رأيا، والبعض يحب عروض الأراجوز من باب التسلية أو التنفيس، ولست أراجوزا، ولست مطالبا بتسلية أحد، وبعض الناس هذه الأيام يريدون منك أن تكون لاعبا مع فريق ضد فريق، تسب اليوم خصمك، ثم تهتف فى اليوم التالى بروح وبحياة خصمك، فالمهم أن تظل أراجوزا مطلوبا مسليا يبحثون عنه، وهم الذين يكرهونك فى النهاية، وهو أمر عجيب، فهم يكرهونك أولا وأخيرا لأنك تفعل لهم ما يطلبونه، أو يكرهونك لأنك لا تفعل لهم ما يطلبونه.. وهناك من يشعل النار بالتحريض، وبالإيحاء، وبالنداء، وهناك من يلقى بكرة النار فى حضن الأراجوز، فيلعب بها، ويجرى بها، ويجرى خلفها، ثم يجرى منها، بعد أن تحرق الجميع كما ترى.. ألا ترى؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved