توقعات أشرف العربى

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 14 يناير 2017 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

فى الصالون الثقافى للإعلامى البارز أحمد المسلمانى بالزمالك، مساء الأربعاء الماضى، كان الضيف هو الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى. وبحضور مجموعة من الكتاب والصحفيين والإعلاميين دار حوار شامل بدأ فى السابعة والنصف مساء واستمر متصلا حتى الحادية عشرة والنصف ليلا، تخلله استراحة لربع ساعة لتناول عشاء خفيف.

الدكتور أشرف، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية «قسم الاقتصاد» من نفس دفعة أحمد المسلمانى «قسم السياسة» عام 1993، ورغم أنه لا يزال تحت الخمسين، إلا انه صار من أصحاب الخبرة فى الحكومة بحكم الاقدمية.

العربى بدأ اللقاء بحديث عام ركز فيه أساسا على استراتيجية 20300 التى تم إطلاقها فى فبراير من العام الماضى، ويعتقد أنها أفضل تشخيص لحال مصر حاليا وتطبيقها يضمن الانطلاق إلى المستقبل.

فى تقديره أن الدول لا تتقدم إلا بالأفكار الحالمة، لكن شرط ألا تتصادم مع الواقع، أى الدمج بين الطموح والواقعية. ولذلك فإن هدف أن تكون مصر من بين أفضل 30 اقتصادا عالميا عام 2030، لا يعد حلما، لكن بشروط، منها أن يكون برفع مستوى النمو بين 7 ــ 8% طوال الـ13 عاما المقبلة، وأن يكون هذا النمو احتوائيا، وأن تقفز معدلات الاستثمار إلى 30ــ35% بدلا من تراجعها الآن إلى 14%، وان يكون هناك استقرار شامل، أمنيا وسياسيا وماليا واقتصاديا، لجذب المستثمرين خصوصا الأجانب، وأن يتراجع العجز فى الميزان التجارى الذى وصل إلى 50 مليار دولار.

الدكتور العربى يرى أن تحرير سعر الصرف فى 3 نوفمبر الماضى هو خطوة صحيحة جدا وجاءت متأخرة لسنوات. هذه الخطوة أظهرت القيمة الحقيقية للاقتصاد، ورغم آثارها التضخمية المؤلمة فإنها ستؤدى لفوائد كثيرة منها مثلا تقليل الاستيراد، فالمواطن سيفكر مائة مرة قبل أن يفكر فى السفر إلى الخارج للسياحة أو التسوق او حتى للعمرة، فقبل قرار التعويم كان يدفع لرحلة العمرة حوالى سبعة آلاف جنيه، ارتفعت الآن لحوالى 40 ألف جنيه. هذا الأمر ــ رغم آثاره التضخمية ــ هو فرصة ذهبية للإنتاج والتصنيع المحلى والاعتماد على المنتج الوطنى وزيادة الصادرات. فى توقعات الدكتور أشرف العربى أيضا فإن المرحلة المقبلة ستشهد اتجاها «نزوليا» للدولار.

وردا على من يطالبون بزيادة الأجور، يعتقد الدكتور العربى أن هذا ليس حلا جذريا بل سيؤدى إلى تضخم أكبر قد يصل إلى 30%، والحل هو زيادة فرص العمل والانتاج لتخفيض عدد العاطلين الذين وصلوا إلى 3.6 مليون عاطل. ومن المفارقات أنه تبين انه كلما زاد الدعم، زاد الفقر!!، والحل هو زيادة فرص العمل.

فى توقعات العربى أيضا فإن ميكنة كل البيانات سوف تنتهى مع نهاية هذا العام، بما فيها الحيازات الزراعية، والرقم القومى للمنشآت، والبيانات المؤمنة، والتعداد الذى سيتم لأول مرة إلكترونيا ونعرف نتائجه بعد 8 أسابيع وليس بعد سنوات، وخلال شهرين سيكون هناك دليل يحتوى على أهم 500 خدمة يحتاج إليها المواطن.

منظومة البيانات القومية سيتم ربطها مع الجمعيات الخيرية حتى يتم توزيع العمل الخيرى بصورة صحيحة، بحيث تذهب المساعدات لاكبر عدد من المحتاجين، وحتى لا يحصل أى شخص على تبرعين من جهتين مختلفتين فى وقت واحد.

وزير التخطيط يعول كثيرا على اكتمال منظومة البيانات حتى يمكن توجيه الخدمات وتسهيلها وعلى سبيل المثال فإن منظومة الخبز، وبعدها منظومة السلع التموينية، نجحت ليس فقط فى وصول الدعم لمستحقيه، ولكن فى تنشيط ودعم حوالى 25 ألف بقال تموينى ودمجهم فى الاقتصاد الرسمى.

الآن أيضا فإن الحكومة تعرف من هو المولود الجديد الذى ولد فى هذه اللحظة فى النجع الفلانى بالقرية الفلانية، كما تعرف اسم المتوفى فى اللحظة التى يستخرج فيها شهادة الوفاة، وبالتالى يمكن رفعه فورا من منظومة الخدمات والتموين وأى نوع من أنواع الدعم.

تلك بعض رؤى وتوقعات الدكتور أشرف العربى، وإضافة إلى ذلك فقد تحدث عن تجربة مدارس النيل وتوشكى ومشروع المليون ونصف فدان وقضايا أخرى قد نعود إليها لاحقا إن شاء الله.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved