نهاية التاريخ

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 14 مايو 2012 - 8:55 ص بتوقيت القاهرة

ألقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالكارت الأخير الذى يبدو أنه ادخره عامدا إلى لحظة مواتية تماما. صرح أوباما بأنه قد حان الوقت للاعتراف بحق المثليين (الشواذ جنسيا) فى الزواج وتكوين أسرة!! كان لأوباما رأى مخالف منذ أربع سنوات فى أثناء حملته الانتخابية سعيا وراء الرئاسة: الزواج رجل وامرأة.

 

فما الذى بدل قناعاته إلى الحد الذى دفعه للإعلان عن رأى يلزم الدولة بلا شك بقانون ومبدأ دستورى إذا ما أعيد انتخابه مرة ثانية رئيسا لها؟

 

رغم أن الأمر أوضح ما يكون لأمريكا والعالم لكنه قوبل بترحاب شديد من المثليين ومن يناصرونهم من النشطاء سياسيا واجتماعيا.

 

عين أوباما بالطبع كانت على أصوات المثليين وهم فى الواقع يهتمون دائما بإثبات وجودهم وهويتهم ويمارسون أنشطة عديدة تظهر للعيان.

 

هم مجتمع متنام أصبح له كيان فى الإعلام والصحافة ومجالات الخدمة العامة.. له أيضا مؤيدون ينضوون تحت عنوان عريض: الحرية وحقوق الإنسان.

 

ربما كان باراك أوباما أو الرئيس يتحدث علانية فى هذا الشأن لكن كثيرين سبقوه بالفعل لا القول. هولندا أول بلد أباح زواج المثليين تبعتها حكومة كندا فى ظل الليبراليين والتى لم تكتف بمنحهم حق الزواج بمراسيم شرعية إنما أصدرت عام 2005 قانونا صدقت عليه المحكمة العليا يبيح للمثليين نفس حقوق الزوج والزوجة فى الميراث والضمان الاجتماعى بل سمحت لهم بتبنى الأطفال وتطالب صحف كندا الآن بأن يضاف إلى خانة الجنس فى جواز السفر خانة ثالثة بعد امرأة أو رجل!

 

هى بلا شك قضية بالغة التعقيد شائكة خصوصا حينما بدأت بعض الدراسات العلمية تشير إلى احتمالات أثر للموروثات الجينية قد تظهره عوامل بيئية يعيش فيها الإنسان. لذا فالقضية ذاتها بمعنى الشذوذ عن الفطرة والطبيعة البشرية. قضيتى الأساسية هى الأسرة نواة المجتمع الإنسانى فى أى بقعة كانت على الكرة الأرضية.

 

داهمنى تصريح أوباما وأنا فى مونتريال ــ كندا. كان من الطبيعى أن أبدأ فى سؤال من حولى عن الأمر الذى ربما ترددت فيه من قبل فمناقشة تلك القضية يعد تدخلا فى حريات الآخرين. جاءتنى المناسبة مواتية إذن.

 

تنوعت الإجابات لكنها كانت تحمل معظمها تأييدا لموقف أوباما وإعجابا بتطور تفكيره وواقعيته. وانقلب الأمر فأصبحت أنا هدفا للأسئلة.

 

ألا ترين كيف تطور مفهوم الأسرة؟ ألا تشاهدين برامج التليفزيون والأفلام؟ المجتمعات الحرة المفتوحة لا تناقش علاقات الإنسان الحميمية بل تنتج وتتطور وتبنى هذا هو الأهم دائما لتطور البشرية.

 

هل يشهد العالم الآن نهاية تاريخ الجنس البشرى؟ هل أينعت بذور الفناء وضربت بجذورها فى الأرض وما بقى إلا الحصاد؟ هل ينحسر مفهوم الأسرة وتهتز أسس علم النفس؟

 

رمقتنى صديقتى المقربة بعطف وهمست: «لا تبتئسى. لن ينقرض الجنس البشرى سيظل هناك دائما أناس أسرى لمعتقدات قديمة.. مثلك. هم سينجبون لتلك المجتمعات الجديدة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved