هؤلاء هم الطرف الثالث

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 15 يناير 2012 - 9:20 ص بتوقيت القاهرة

●● لا أرى من يشن حملة ضد الشغب والعنف، وضد تجاوزات جماهير أندية تبدو لنا أنها استمرأت الفوضى، وتسعى لمزيد من الفوضى، وتتعامل مع الفوز والخسارة ببلطجة.. هل يسهل نهش لحم الحكام لأنهم ليسوا نجوما ولا يحتمون بشعارات أندية فيما يتوقف المهاجمون للحكام عن مهاجمة جماهير محصنة بشعارات أندية.

 

●● الرياضة وخاصة كرة القدم، يراها بعضهم من المتابعين والمواطنين مفسدة وإهدارا للوقت، وهذا ليس صحيحا، فهى مجال مهم من مجالات الحياة، لكنها ليست كل الحياة. وقد شرحت كثيرا كيف تغيرت نظرة المصريين إلى كرة القدم وفرقها.. فكانت هى الاهتمام الأول والثانى والأخير قبل 25 يناير. وكان المشجع يرى الفريق وطنه الذى ينتمى إليه، ويعبر عن هذا الانتماء بكل السبل والوسائل. ووجد النظام السابق فى تلك المعادلة ما يريحه، فشجع هذا المفهوم، فكانت الأناشيد الوطنية تعزف وتعرض فى حالات الفوز بمباراة أو ببطولة، بطريقة: «مبروك لمصر.. المصريين أهمه.. والله وعملوها الرجالة».. هكذا اختصروا الوطن فى فريق.. ولم يعد ذلك هو نفس الحال.

 

●● الثائرون فى الفضائيات والإعلام والناقدون والمهاجمون للرياضة ولكرة القدم فى هذه الأيام.. أراهم يصمتون ويغضّون النظر عن فوضى قطع الطرق وإيقاف القطارات، وتعطيل المصالح.. وأرى أسوأ من ذلك، مثل هذا الصمت الإعلامى والفضائى لما يجرى لواحد من أهم المشروعات القومية، وهو الاعتداء على أرض الضبعة، التى أعدت منذ عقود لإنشاء أول محطة نووية مصرية من أجل الأجيال القادمة.. لماذا تصمتون إزاء هذا الاعتداء الخطير، وأنتم من قلتم عنه سابقا إنه محاولة من رجال أعمال للاستيلاء على الأرض؟

 

●● شىء مذهل.. تعليقات وآراء غاضبة على مباريات كرة قدم وعلى نتائجها وعلى حكامها، ثم صمت مطبق على شغب جماهيرى مستمر فى ملاعبها، وغيبوبة كاملة نحو ما يجرى فيما هو أهم ألف مرة من مباراة أو من فريق، وهو الاعتداء على أرض أعدت منذ سنوات لواحد من أهم المشروعات القومية التى تعد لأجيال.. أين أنتم جميعا من هذا الذى يجرى؟

 

●● هناك انفلات متصاعد وخطير فى المجتمع لابد من مواجهته، فمباراة الإسماعيلى والشرطة شهدت شغبا واعتداء على مساعد الحكم، كأنه كان مسئولا عن كمية الأهداف التى أهدرها اللاعبون فى الشوط الأول، وهو الفريق نفسه الذى خسر أمام سموحة المتفوق فى الأسبوع السابق.. وفى الإسكندرية تقدم فريق الأهلى للكرة الطائرة وأنهى الحكم المباراة بسبب الشغب، ولا تمر مباراة رياضية فى أى لعبة أو فى كرة القدم دون شغب تتفاوت درجاته، وهو مايجسد حالة مجتمع وليست حالة رياضة أو لعبة!!

 

●● الذين يعترضون القطارات، ويقطعون الطرق، ويعطلون المصالح، ويعتدون على الأراضى والمشروعات القومية، ويهددون العمل فى الموانىء، ويفسدون المباريات والملاعب بالشغب والعنف، ويرفعون من هرم الانهيار الأخلاقى بمسالك انتهازية.. هؤلاء هم الطرف الثالث.. هؤلاء هم أعداء ثورة يناير، ولا أجد موقفا جادا وقويا نحوهم من الإعلام الساخن والثائر.. أليس ذلك عجيبا؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved