الدورى «بعافية».. يا أبوتريكة!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 15 مارس 2015 - 9:20 ص بتوقيت القاهرة

•• أفتقد محمد أبوتريكة اللاعب الساحر. كما افتقدت لمسات وسحر محمود الخطيب وحازم إمام الكبير وقبلهم نجوم كنت تحب أن تذهب الكرة إليهم لكى تستمتع بمهاراتهم ومواهبهم وسحرهم. ومنذ غياب أبوتريكة غابت «صيحة المفاجأة والإعجاب» عن مباريات الأهلى والمنتخب. فكان ساحرا فى تمريراته وفى أهدافه وفى رؤيته للملعب.

•• تصريحات أبوتريكة الأخيرة مع اللاعب النجم والإعلامى الموهوب محمد بركات ضربة معلم، خاصة أن أبوتريكة لم يتحدث فى صحف أو محطات تليفزيون مصرية منذ اعتزاله، وحاولت أنا شخصيا معه.. لأنه أبوتريكة ببساطة، وقد أسعدنى حوار سابق أجريته معه على مدى ساعتين منذ سنوات.. إلا أن رأى أبوتريكة فى مرض الكرة المصرية لم يكن موفقا. فهو قال: «الدورى دخل العناية المركزة بعد حادثة بورسعيد، ومات إكلينكيا بعد حادثة الدفاع الجوى»..

•• لا يا أبوتريكة.. يعنى إيه مات إكلينيكا؟ ماذا تقصد؟ حتى لو كنت تعنى الدورى الحالى و.. حتى لو أصيب إصابة بالغة ألغته. فهو لن يموت على الرغم من محاولات مستميته لاغتياله. شأن محاولات مستميته لاغتيال كل نقطة ضوء فى مصر، وكل نبتة تدب فيها الحياة فى الوطن..

•• الدورى لم يمت على الرغم من أن الشواهد كلها تقول إن هناك حفنة تقاتل كى تقتل الدورى. وتقاتل كى تقتل أى حياة فى مصر، سواء الذين يحاربون كرة القدم، أو يحاربون الفنون والأدب والثقافة أو يحاربون المؤتمر الاقتصادى فكما جاء فى سياق رفضهم للمؤتمر«لأنه لمصلحة مصر».. تصور؟!..

•• هذه الحفنة يا أبوتريكة تسلط عليها أضواء النجوم، وتكتب لها الحياة فى الفوضى. ومن يستخدمها يظن أنه قادر على احتلال مصر بالفوضى.. وأذكرك يا أبوتريكة بأن ما حدث فى بورسعيد ولد من بطن احتقان وكراهية بين شباب الأولتراس.. ومن ذلك تدمير محلات والقيام باعتداءات فى محطة سكة حديد بورسعيد من جانب أولتراس الأهلى.. واستغل هذا الاحتقان مجرمون لارتكاب جريمة إنسانية بشعة، خاصة حين اختلط التعليم فى حروب الأولتراس بقتال واشتباكات وقتل فى سلوك جماعى مجنون..

•• هذه الحفنة من البشر ترفع رايات نبيلة منها: «الكرة للجماهير».. وحين فتح الباب للجماهير وقعت كارثة أخرى. وقد قلت ألف مرة إن الكارثة وقعت لسوء تقدير الموقف. وسوء المعالجة الأمنية، وسوء التعامل مع الجماهير فى الملاعب منذ 30 أو 40 عاما، فيقع المتفرج فى الأسر وهو يدخل ملعب، ويغرد ويحلق كطائر عرف الحرية حين يغادر هذا الملعب.. كذلك كان من أسباب تلك الكارثة رفع شعار الاقتحام. والبدء فى الاقتحام وهو ما ترتب عليه سقوط ضحايا لم يكن لهم أى يد فى هذا الاقتحام..

•• نجم مثلك صنعته كرة القدم، وصنعه الأهلى، وصنعه الدورى، كنت أتمنى أن تنطق كلماته بعد المواساة والأسف والأسى بالأمل فى الحياة، وبأهمية الانتصار على ما أصاب الدورى المصرى والكرة المصرية وما أصاب مصر كلها بسبب العنف والإرهاب ومن يؤيد هذا الإرهاب.. كانت ابتسامتك تنير الشاشات والملاعب بالبهجة. وقد عاش كل منا كما عشت أنت وكما عاش غيرنا ألف مأساة. لكننا قاومنا الألم والحزن الذى يفوق الوصف من أجل الحياة. كنت أظنك ستفعل ذلك.. لكنك لم تفعله للأسف..«الدورى بعافية شوية» يا أبوتريكة وستكتب له الحياة بإذن الله..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved