مصر وقطر.. انفراج مؤقت أم دائم؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 15 سبتمبر 2014 - 8:05 ص بتوقيت القاهرة

هل يفرق كثيرا أن تكون قطر أبعدت بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين من أراضيها وهى مضطرة إلى ذلك، أم كان من الأفضل لنا أن تفعله عن طيب خاطر، وهى مقتنعة به؟!

فى السياسة المهم هو النتيجة وليس الدوافع والنوايا، والأخيرة مهمة جدا فى العلاقات العاطفية والجيرة و«قعدات المصطبة».

كنا نتمنى ألا تعادى الدوحة غالبية الشعب المصرى، لكن قطر فعلت ذلك وأكثر، وطلبت منها مصر بعشرات الطرق التوقف، فلم تفعل ثم جاء التدخل السعودى الإماراتى الكويتى البحرينى وربما بعض الأطراف الدولية الأخرى فأبعدت بعض قيادات جماعة الإخوان.

إذن ومثلما انتقدنا مرارا السلوك القطرى فى هذا المكان، فعلينا أن نرحب بالخطوة القطرية الأخيرة بغض النظر عن دوافعها وأسبابها.

الذى ينبغى أن يشغل مصر هو مراقبة السلوك القطرى فى المستقبل، وهل هذه الخطوة الأخيرة تعكس تغييرا فعليا فى سلوك الدوحة أم أنها مجرد مناورة لكسب الوقت وإعادة ترتيب الأوراق؟

الإجابة عن السؤال السابق ليست بالسهلة، لانها تتطلب أولا الإجابة عن السؤال الاستراتيجى الأعمق، الذى حار فى تفسيره كثيرون، وهو:

ما تفسير المواقف القطرية فى المنطقة منذ عام 1996، هل هى تبحث عن دور إقليمى أم هو اعتناق قادتها للأفكار المتطرفة، ثم كيف يستقيم كل ذلك مع وجود قاعدة العديد الأمريكية هناك؟!

وبما اننا لن نعرف الإجابة بسهولة، فنعود للسؤال الأول، لنقول إن خطوة قطر مساء الجمعة الماضى التى فاجأت أنصار جماعة الإخوان بكشف أن حجم الضغوط الخليجية كان كبيرا، وأن «المعلم الكبير» فى واشنطن ربما يكون قد تدخل «لتهدئة اللعب» لأن هناك خطرا أكبر يلوح فى المنطقة اسمه «وحش داعش الذى خرج أو تم إخراجه من القمقم».

مرة أخرى، علينا أن نرحب بالخطوة القطرية، ونواصل طرق كل الأبواب حتى لا تتورط السياسة القطرية فى مزيد من معاداة المصريين لإرضاء مجموعة صغيرة للغاية منه.

فى الأيام الأخيرة أرسلت الدوحة بعض الإشارات الإيجابية إلى القاهرة، وبعضها تم عبر الرئيس الفلسطينى محمود عباس حينما كان مجتمعا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بحضور خالد مشعل قبل إنجاز اتفاق وقف العدوان الصهيونى على غزة.

يومها سألت مسئولا مصريا عن تقييم القاهرة لهذه الإشارات فقال إنها ليست جوهرية، لكنها ليست سيئة أيضا، والأمر يشبه أن شخصا تعود أن يسبك ثلاث مرات يوميا بألفاظ مسيئة جدا، ثم قلل السب إلى مرتين وبألفاظ أقل سوءا! فى التقييم السياسى حصل تطور رأته القاهرة شكليا لكن المهم هو كيف سيتطور فى المستقبل؟

ربما تكون قطر قد راهنت رهانات سياسية خاطئة حينما تصورت أن جماعة الإخوان يمكن عودتها إلى الحكم عبر دعم أمريكى قطرى تركى، وربما تكون التطورات الإقليمية والدولية لعبت ضد «التصور القطرى» أو لنقل التصور الأمريكى، فتم تغيير كل قواعد اللعبة.

لكن المؤكد أن المصالح تظل هى المحرك الأول لكل سياسات البلدان، وبالتالى نعود إلى السؤال الأول، وهو كيف ستتصرف قطر فى المستقبل؟

هل إبعاد قادة الإخوان وأنصارهم مجرد خطوة شكلية أم حقيقية؟ وهل ستتوقف عن دعمهم ماليا، وهل تغير قناة الجزيرة سياستها تجاه مصر، وإذا خففت لهجتها فهل ستتولى قنوات أخرى ممولة قطريا نفس المهمة؟!

الخطوة القطرية إشارة جيدة، لكن القصة المصرية القطرية ما تزال طويلة والمفاجآت ما تزال واردة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved