مادة العروبة..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 16 يناير 2010 - 9:28 ص بتوقيت القاهرة

 ** يلعب المنتخب الوطنى اليوم مباراته الثانية مع موزمبيق.. وسوف تظل كل مباراة صعبة حتى تنتهى، وسوف نطالب دائما بالاحتفال بعد انتهاء الحفلة وليس قبل أن تبدأ الحفلة.. وموزمبيق وجه من الوجوه الجديدة على خريطة الكرة الأفريقية، وتلك الوجوه قادرة على صناعة المفاجآت الفارقة والساحقة فى مباراة أو فى مباراتين، لكننا لم نعرف فريقا من المنتخبات الجديدة توج بطلا للأمم الأفريقية حتى اليوم. كل الأبطال هم مصر وغانا والكاميرون وساحل العاج وتونس والمغرب والسودان.. وراجعوا أيضا أبطال كأس العالم ستجدوهم البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين، على الرغم من هذا الحديث اليومى عن خريطة الكرة التى تغيرت، وهى تغيرت فعلا فيما يتعلق بالمستويات والمنافسات، لكنها لم تتغير بعد بالنسبة للأبطال.. إلا أن مباراة اليوم صعبة لأن موزمبيق فريق سريع وعشوائى، ومباراته مع بنين كانت عبارة عن لقاء قوى وصاخب فى بطولة أفريقيا للناشئين تحت 17 سنة.. فأرجو أن نلعب بحذر؟!

** فى معرض حديثى عن تصريحات طارق دياب أشرت إلى المذيع الذى يدير الحوار بأستوديو الجزيرة.. وسألت كيف رأيت ما بداخل هذا المذيع؟

رأيته من درس تعلمته من إعلامية كبيرة، قالت يوما إن كاميرا التليفزيون تلتقط ما بداخل الإنسان، وتكشفه.. إنها ترى النفاق ولو كان من يلقيه يدعى الصراحة، وترى الجهل ولو كان حامله يدعى العلم. وترى الكذب ولو كان صاحبه يدعى الصدق.. ترى الكاميرا النفوس.. ويرى تلك النفوس كل الناس..

وقد كان من مبررات طارق دياب أنه قصد أن عرب شمال أفريقيا لا يحبون فوز مصر، كما لا يفرح المصريون لفوز منتخبات عرب الشمال. وهنا لا يعرف دياب الشعب المصرى.. هذا الشعب الذى احتفل بمنتخب تونس وبه شخصيا يوم تألق فى مونديال 1978.. وبمنتخبى الجزائر والمغرب عندما لعبا فى كأس العالم.. كنا نفرح بصدق، فلماذا يتحدث دياب عن عدم فرحة عرب الشمال.. ولماذا رأى أن فرحة المعلقين العرب من أمثال عصام الشوالى ويوسف سيف وحازم كاديكى وغيرهم بالانتصارات المصرية نفاقا. ورغبة فى الفوز بشعبية.. لماذا يرى أن الحب لمصر نفاقا.. إننا نعرف بسهولة الحب الصادق الخارج بتلقائية، كما نعرف الحب المزيف المرسوم على وجه أصفر بابتسامة صفراء وعريضة!

الرد الوحيد الذى استطاعه نادر السيد أنه قال لدياب حين كرر عدم فرحة شمال أفريقيا لفوز مصر: «لكن أنا أفرح حين تفوز تونس».. وكان تعليق دياب هو الصمت البليغ.. مرة أخرى يا عم طارق زهقتونا من دروس القومية العربية والعروبة التى تعطى للمصريين، بينما عند حضراتكم هى «مادة من خارج المقرر»؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved