الزمالك بعشرة لاعبين .. و12 مركزًا هزم الحرس .. إنها عدالة السماء فى الكلية الحربية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 16 أبريل 2011 - 9:58 ص بتوقيت القاهرة

••أخطاء الحكام جزء من لعبة كرة القدم كما يقول بلاتر.. وحكم هذه الأيام تحاكمه على مدى المباراة 20 كاميرا تليفزيون وعشرات المحللين والنقاد. لكن ياسر عبدالرءوف كان فى قلب الحدث، ولم يمنح الصفتى ضربة جزاء صحيحة، ولكنه أخرج له بطاقة صفراء، ثم حمراء ليلعب الزمالك بعشرة لاعبين، ويواجه مديره الفنى ولاعبو الفريق خطر الخسارة.. التى قد تعنى فى النهاية ضياع فرصة المنافسة على لقب الدورى.. شعرت وكأن حسام حسن يحدث نفسه ويستعين بمقطع لنجاة الصغيرة ويتمتم به: «خاف الله».. فيرد عليه عبدالرءوف كما رد من قبل عبدالحليم: «بلاش عتاب»؟!

•• لعب الزمالك بطريقته 4/2/2/2.. وأهدر أبوكونيه شوية فرص فى الشوط الأول فهو دائما فى المكان الصحيح. وهو دائما ينهى الهجمة بشكل غير صحيح.. وقد زادت الفرص بعد هدف الهردة العجيب فى مرمى عبدالواحد، الذى كرر القفز إلى أسفل. أو مارس رياضة القفز من وضع الثبات دون الحركة.. وكنت أظن أنه نوع من الأهداف نراه كل 10 سنوات. إلا أن عاشور الأدهم جعلنا نرى هدفا عجيبا مماثلا بعد ساعة فى مرمى على فرج.. ليفوز الزمالك، ويتأمل جمهوره عدالة السماء فى الكلية الحربية.

•• كان استبعاد شيكابالا مغامرة.. قيل إنها «قرصة فى الأذن».. لتخلف اللاعب عن معسكر الفريق فى الخليج. ولكن تأزم الموقف دفع حسام حسن للدفع بشيكابالا فى الدقيقة 44 من الشوط الأول. وفى مثل تلك الحالات يكون الأفضل معاقبة اللاعب ماليا، خاصة أن الجهاز الفنى تفهم أسباب غيابه هو والمحمدى عن الرحلة.. وهى مغامرة لأن شيكابالا هو اللاعب الوحيد الأن الذى يمكن وصفه بـ«ميسى» الكرة المصرية.. وأسأل الله أن يقيه شر الغرور حين يقرأ ذلك.. إن كان يهتم بقراءة مثل هذا الكلام أصلا..!

••فوز الزمالك بعشرة لاعبين يعد تجسيدا لظاهرة حيرت الخبراء: كيف يتحول النقص العددى فى فريق إلى مصدر قوة أحيانا؟

حدث ذلك فى العديد من المباريات.. فقد تغيرت كرة القدم عما كانت عليه منذ عشرات السنين، فلم تعد حصيلة مباراة مرهونة بقدرة فرد واحد وموهبته، وإنما هى حاصل جمع قدرات أفراد وتوظيفها فى عدة مهام. فقديما كان المهاجم مهاجما فقط، وكان المدافع مدافعا فقط.. وتغير هذا وأصبح ممكنا أن يلعب فريق بعشرة لاعبين، ولكنهم يؤدون مهام 12 أو 13 مركزا بزيادة معدلات الجرى، والمرونة التكتيكية للاعب وللفريق، ومنها والمساندة، وتضييق المساحات، وبالسرعات بالإضافة إلى تغيير طريقة اللعب وإعادة توزيع اللاعبين فى الملعب. خاصة أن الفريق المصاب بطرد لاعب قد لا يحتاج إلى أربعة مدافعين فى مواجهة فريق يلعب برأس حربة واحد.. وعلى سبيل المثال حدث أن زاد الدور الهجومى لأحمد سمير، وهو الظهير. وزادت معدلات الجرى من جانب الأدهم. بقدر ما ساهمت تغييرات حسام حسن فى تعويض النقص العددى، بزيادة لاعبى الوسط.. فيما كان تراجع الحدود فرحا بنقطة التعادل وراء منح الزمالك مساحات للتقدم وتهديد مرمى على فرج.. يشهد على ذلك أن فرص الزمالك كانت أكثر خطرا فى الشوط الثانى..

•• هكذا نجد أن معدلات الجرى والجهد ارتفعت، وبالتالى ينجح الفريق الذى يلعب بعشرة لاعبين فى تعويض مجموع المسافات، التى يفترض أن يقطعها بأحد عشر لاعبا، وهو أمر يرتبط بصورة مباشرة بطرق التدريب أيضا.. ومن ذلك أن مورينيو مثلا يحرص على أداء مباريات تدريبية بين فريقين كل منهما يضم عشرة لاعبين فقط، خاصة أن البطاقات الحمراء باتت تظهر كثيرا بسبب الالتحامات والمساحات الضيقة، كما أن أساليب اللعب ساهمت فى تحسن الأداء على الرغم من طرد لاعب، ومن تلك الأساليب دفاع المنطقة، ومراقبة مواهب الخصم بالمنطقة بدلا من أسلوب الرقابة رجل لرجل.. وهذا الأسلوب الأخير «انقرض» من ساحة كرة القدم.

•• تأتى أيضا الإجابة المحققة والمدروسة، عن فوز عشرة لاعبين على 11 لاعبا فى تحليل للدورى الإنجليزى خلال الفترة من 1992 إلى 2000 جاء فيه أن 11.8% من المباريات التى شهدت طرد لاعب من أحد الفريقين انتهت بفوز الفريق الناقص. وأن النسبة ارتفعت إلى 13.7% من المباريات فى مسابقات الدورى بكل من إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا فى موسم 2006 / 2007. وفى بطولات كأس العالم التى أقيمت قبل عام 1990 تعرض 37 لاعبا للطرد من فرق، ولكنها لم تنجح فى تحقيق الفوز أو التعادل.. بينما تحسن الأمر كثيرا فى المباريات التى تبعت ذلك ولم يعد طرد لاعب يمثل خطرا كبيرا.. والواقع أن طرد لاعب من فريق لم يعد له نفس الأثر السلبى، الذى كان طوال الـ120 عاما من عمر كرة القدم.

•• تبقى أخيرا مسألة نفسية، خاصة حين يطرد لاعب بقرار خاطئ من حكم، فيتولد الشعور بالظلم عند زملائه، ومن هذا الشعور يستمد الفريق طاقة ايجابية، فترتفع معدلات الحماس، وتصل إلى مستوى القتال، والروح القتالية، فتنتصر الشجاعة على الكثرة.. بعكس ما نظن بأن الكثرة تهزم الشجاعة. لا يوجد مطلق فى كرة القدم، ولا فى الحياة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved