الأهلى والزمالك.. على أنغام صوت الصمت

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 16 يوليه 2017 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

- جوهر الصراع فى ملعب برج العرب.. كيفية إيقاف البدرى وإيناسيو اختراقات السعيد ومؤمن.. ومعروف وستانلى

- فوز الأهلى يعنى وضع حبة كريز على تورتة الدورى.. وفوز الزمالك يجعل التورتة مجرد قطعة حلوى محشوة شماريخ
** عند أهل كرة القدم فى مصر والشرق الأوسط، نحن على موعد الليلة مع مباراة القمة رقم 114 فى الدورى، بين الأهلى والزمالك التى ستدور رحاها باستاد برج العرب تحت قيادة أسكتلندى مستورد.. والأهلى والزمالك هما الزعيمان والغريمان، وهما فريقان أحدهما عامر والآخر غامر، وجمهورهما يقدر بالملايين وترك الفريقان للآخرين القليل (تلك ليست إحصائية الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فهذا رقم جماهيرى مصدره الشارع والمقاهى).


** الأهلى والزمالك من أصحاب القوة والنفوذ، تُخلى من أجلهما مباريات أى أسبوع، وتعد مباراتهما عيدًا للكرة المصرية، فى يوم ترتجف فيه القاهرة حين كانت المباراة بحضور الجمهور، ولكنها الليلة فى برج العرب، دون جمهور وعلى أنغام صوت الصمت. والمعسكران خارج إطار الاستاد فى انتظار النتيجة. فى انتظار حفلة المنتصر، وغضب المهزوم. فى انتظار بوستات المنتصر وتويتاته، وسخريته.

** الفريقان أثقل الفرق وأقواها، لأنهما يحتكران معظم البطولات، وانكسار أحدهما يحظى بكل الاهتمام حتى لو حقق فريق يدعى الدراويش أكبر انتصار. وهما فريقان شرهان، يأكلان من لاعبى الفرق الأخرى، ولا يشبعان أبدًا. 

** عند أهل الخبرة والتدريب والعلم، يعتبر الأهلى، اليوم، أفضل فنيًا وأجهز بدنيًا، وعند أهل الأهلى، يعد الفريق الآن صاحب ممالك وطريقه نحو الفوز سالك. وعند أهل الزمالك يعد فريقهم أسدًا جريحًا، وعندما يجرح الغضنفر، يكون وحشًا، شرسًا، صعب المراس، ويجب أن يخشاه الغير، هم يقولون ذلك.

** يلعب الأهلى كرة جماعية. أعاد إليه حسام البدرى فلسفة التنظيم. الدفاع مهمة الجميع. الهجوم مهمة الجميع. فالفريق عبارة عن تروس متشابكة، وحين تدور العجلة. فإن كل ترس يدفع الآخر ويدافع عن الآخر.. وتميز الأهلى على مدى مبارياته هذا الموسم بزيادة لاعبيه داخل صندوق المنافس. فيدخل عبدالله السعيد، وجمعة أو وليد سليمان، ومؤمن زكريا مع عمرو جمال. بجانب الجناحين معلول وفتحى فى موقف الهجوم. وهى زيادة إيجابية وليست شكلية أو مظهرية.. وفى الوقت نفسه يرتد الفريق إلى الدفاع فى حالة فقدان الكرة.. ومن المهم ملاحظة مركز رأس الحربة فى الفريق. فهو يترجم فى أقرب لاعب إلى مرمى وحارس المنافس فى حالة الهجوم. هو وفقا للتشكيل عمرو جمال لكنه ليس بالضرورة عمرو جمال دائمًا. فرأس الحربة فى الأهلى يتحرك ويخرج من موقعه مخليًا الساحة لأحد القادمين من الخلف، ومن ملامح قوة الأهلى كفريق أنه لا يفقد الكرة بسهولة حين يمتلكها فى منطقة ملعب الخصم. فالكرة تمضى من قدم إلى قدم بمساعدة تحركات مستمرة فى المساحات.. وهذا مقارنة بأداء الفرق الأخرى فى الدورى المحلى، ولا أعنى بها المقارنة مع ريال مدريد أو برشلونة.. أو ألمانيا. 

** التشكيل المتوقع: شريف إكرامى أحمد فتحى وسعد سمير ورامى ربيعة وعلى معلول حسام عاشور وعمرو السولية وعبدالله السعيد ووليد سليمان ومؤمن زكريا وعمرو جمال (جونيو أجايى).

** الزمالك قدم عروضًا متفاوتة المستوى، ومن أفضلها مباراته الأخيرة أمام طلائع الجيش فى كأس مصر. ولكن بصفة عامة غابت الجماعية فى مباريات كثيرة. وعادت فى مباريات قليلة. وحين يلعب الفريق بأداء جماعى فإنه يتميز على منافسه لاسيما فى موقف الهجوم. والمشكلة أن هذا الأداء الجماعى يبدو وقتيًا وفى لحظات، وليس حالة مستمرة. ويحسب للمدرب البرتغالى أنه نظم اختراقات لاعبى الوسط وخصوصًا معروف يوسف، وهو مع ستانلى يشكلان جبهة يسرى متناغمة. فهذا يدخل الصندوق حين يفتح الآخر على الجناح.. ونظرًا لإيجابية تلك الجبهة لم يتقدم كثيرًا أحمد أبو الفتوح فيما تركت الحرية لحسنى فتحى فى حالة انضمام شيكابالا للداخل. كما شكل شيكابالا وحسنى فتحى جبهة يمنى لكنها ليست على نفس القدر من التناغم فى الناحية اليسرى. وألزم إيناسيو شيكابالا وستانلى بالدفاع والعودة حتى منطقة الجزاء. كما ظهرت قوة الزمالك الهجومية بدخول منطقة جزاء المنافس بستة لاعبين، والتوغل حتى الست ياردات. وقيمة هذا الدخول تنجلى فى أثناء اللعب والحركة وليس فى الكرات الثابتة.. 

** والتشكيل المتوقع: محمود عبدالرحيم جنش (عمر صلاح)، حسنى فتحى وعلى جبر، ومحمود حمدى الونش، وأحمد أبو الفتوح أو ناصف، معروف يوسف وطارق حامد، شيكابالا، وستانلى، وباسم مرسى.

** شكل الصراع فى هذه القمة سيكون على النحو التالى: على دفاع الزمالك مراقبة اختراقات عبدالله السعيد، ومؤمن زكريا. وأحمد فتحى الذى قد يتأخر للواجب الدفاعى. بينما سيكون مهمًا بالنسبة للأهلى مقابلة معروف يوسف وهو قادم من الخلف. والتصدى لستانلى فى الجبهة اليسرى وحرمانه من الاختراق. وحرمان شيكابالا من تسلم الكرة والتصرف فيها وتوزيع لمساته المميزة على زملائه. وفى الوسط يتميز خط الأهلى بأنه أسرع من خط الزمالك. أسرع جريًا وأسرع تصرفًا فى الكرة. وعدد أصحاب النزعة الهجومية فى الأهلى أكبر من عدد أصحاب تلك النزعة فى الزمالك.. 

** لا توجد مباراة عادية، أو لا قيمة لها بين الأهلى والزمالك، ولا يوجد سيناريو مكتوب مسبقًا للقمة. وقد تبدو المباراة لا قيمة لها، لأن الأهلى حسم الدورى قبيل نهايته وفاز «بتورتة» الدورى مبكرًا، لكن ينقص التورتة حبة الكريز التى تزينها وتلك الحبة هى الفوز على الزمالك.. وفى المقابل سلم الزمالك بذهاب الدورى إلى الجزيرة لكنه سوف يسعى بكل قوة لأن يهدى الأهلى «قطعة حلوى كبيرة لكنها محشوة بالمشاريخ لا تؤكل ولا يحتفل بها».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved