ما يحتاجه السيسى

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 16 أكتوبر 2016 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

قابلت أحد السياسيين الكبار فى الأسبوع الماضى وسألته السؤال التقليدى الذى يسأله كل مصرى الآن: «إحنا رايحين على فين»؟.

أجاب بلا ترد بكلام تقليدى نسمعه كل يوم: الأوضاع فى غاية الصعوبة، ونمر بمرحلة معقدة. سألته وما هو الحل؟!.

تقديره أن مصر تحتاج إلى أن يكون مائة فى المائة من المواطنين وليس 99% فقط يساعدون ويعملون باخلاص أو حسب تعبيره «بيزقوا»، مضافا إليهم دعاء الوالدين والأهم قبل ذلك وبعده ان يكون توفيق ربنا إلى جانبنا. وإذا حدث ذلك من وجهة نظره فإن مصر تظل تحتاج إلى ما يشبه المعجزة لكى تخرج من أزمتها نظرا لأن الصورة شديدة القتامة.

يحتاج السيسى إلى جهاز إدارى كفء، لكى يساعده فى الانتقال من حال الأزمة إلى حال الانفراج، لكن المشكلة أن هذا الجهاز بوضعه الراهن عامل معوق وليس مساعدا، وهو عبء على أى رئيس أو حكومة.

يحتاج السيسى إلى بدء إصلاح التعليم فورا، حتى يجد كوادر وكفاءات فى السنوات القليلة المقبلة، خصوصا أن حجم الجهل والتخلف فى الجهاز الإدارى للدولة غير مسبوق، هذا الجهل وانعدام الكفاءة يقود إلى كوارث لا حصر لها، ستظهر آثارها فى المستقبل ــ لا قدر الله ، يحتاج الرئيس إلى حرب حقيقية ورادعة ضد اللصوص خصوصا الذين يتاجرون بأقوات الشعب.

يحتاج السيسى طبعا إلى أموال وموارد كثيرة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد خصوصا فى ظل ضعف الصادرات والاستثمارات المباشرة وانهيار السياحة وقلة تحويلات المصريين بالخارج، كل ذلك مصحوبا بأزمة اقتصادية يعانى منها العالم بأسره، والأخطر اضطرابات غير مسبوقة فى المنطقة تهدد وجودها نفسه.

لكن أهم ما يحتاجه السيسى أن يحيط نفسه بأكبر عدد من الخبراء والكفاءات فى كل المجالات، يحتاج الرئيس إلى الانفتاح على المجتمع بأكمله، يحتاج الرئيس إلى أن يسمع من كثيرين ويرى كثيرين من كل فئات وقطاعات المجتمع. واذا استطاع ان يستعيد تحالف 30 يونيه أو معظمه فإنه يكون قد قطع نصف الطريق لحل الازمة.

هذا المطلب الأخير يكاد يكون عليه إجماع من كل الذين تحدثت إليهم واستمعت لهم فى الفترة الأخيرة.

التحديات التى تواجه مصر الآن غير مسبوقة، ونكاد نواجه مشاكل لا تتوقف وكلما مررنا من أزمة نجد أزمة جديدة تندلع.

هل هناك استهداف وتربص من بعض القوى الخارجية؟! ربما يكون الأمر صحيحا، وإذا كان كذلك بالفعل فإن مواجهته لا تكون بحملات إعلامية هنا وهناك، بل عبر تحقيق أكبر نسبة توافق وطنى ممكنة ولكى يحدث ذلك فإن الرئيس يحتاج إلى الانفتاح أكثر على الجميع، خصوصا القوى الوطنية التى شاركت فى ٣٠ يونيه ٢٠١٣.

يحتاج الرئيس إلى أن يستقبل ويجلس ويستمع إلى خبراء من كل الأطياف والمجالات.

يحتاج الرئىس إلى وجود نوافذ وأبواب مفتوحة طوال الوقت مع المجتمع.

لا أقصد بالطبع بكلمة «الجميع» معناها الحرفى بل القوى والشخصيات الفاعلة فى المجتمع.

يحتاج الرئيس إلى توسيع قاعدة مستشاريه، لا أعرف حدود الدائرة الراهنة، وهناك تقارير أن الرئيس يستمع ويجلس إلى شخصيات كثيرة، لكن ذلك لا يصل إلى الإعلام، ولا أقصد مرة أخرى أن يتم الإعلان عن كل مقابلات الرئيس، لكن الهدف الجوهرى أن يزيد عدد المستشارين بحيث ينعكس ذلك فى تخفيف الأزمات والمشكلات التى صارت تواجه المجتمع يوميا. المؤكد أن الرئيس يبذل جهدا كبيرا يوميا، ويحرص على أن يفعل أشياء كثيرة بنفسه، لكن ذلك للأسف لن يكون صالحا طوال الوقت، بل ربما يستغرق وقت وصحة الرئيس. المطلوبة مستشارين على أعلى مستوى من الكفاءة، فذلك أحد أهم طرق الخروج من الأزمة التى نواجهها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved