من يستحق جائزة نوبل؟!

طلال سلمان
طلال سلمان

آخر تحديث: الأربعاء 16 ديسمبر 2009 - 10:38 ص بتوقيت القاهرة

 ليس العرب، ومعهم المسلمون، طرفا مقررا، ليس لهم «صوت» فى اللجنة ذات المهابة الدولية التى تقرر لمن تمنح جائزة نوبل للسلام التى أعطيت قبل أيام للرئيس الأمريكى باراك أوباما فى «جو عاطفى مؤثر» بلغ الذروة بخروج بعض الملوك عن وقارهم، وامتداد التصفيق أكثر من مساحته المقررة، بينما التمعت الدموع فى عيون بعض من لم يعرفوا البكاء أبدا، فى مثل هذه المناسبة.

لكن «أطياف» العرب والمسلمين كانت حاضرة وبقوة فى كلمة المحتفى به والمكرم بأرفع جائزة معنوية فى العالم، كما أنها خطرت ــ ولو عابرة ــ فى أجواء ذلك الاحتفال الملكى لتضيف إلى المعنى فتبرر هذا الاختيار الاستثنائى والملفت لرئيس لما يمضى عام على انتخابه، ثم أنه فى بلاده الآن موضع خلاف ذهب بنصف الشعبية الأسطورية التى حظى بها عشية انتخابه والتى جعلته استثناء سياسيا فريدا، إن بلونه أو باختلاط الأعراق والأديان فى نسبه، وبينها الإسلام والزنوجة، وكلاهما حاجز دون الوصول إلى السدة.

كذلك فان «أطياف» العرب والمسلمين كانت حاضرة، وبقوة، فى هذا الاحتفال الجليل، انطلاقا من أن الانتصار (الغربى) عليهم معا كان بين المبررات المضمرة لاختيار الرئيس الأمريكى الملون فى العرق والدين لجائزة نوبل للسلام.

والواقع أن العرب والمسلمين يحظون الآن ــ عالميا ــ بصورة غاية فى البشاعة، تكاد تطمس حقيقة أنهم ضحايا لعصور الاستعمار الغربى الطويلة، ثم لحكامهم الذين استولدتهم ترسبات الحقبة الاستعمارية وتشوهات القصور التى لحقت بالحركة الاستقلالية فى ديارهم التى تسلموها مدمرة ومقسمة وبلا مؤسسات وبلا حياة سياسية وبلا جيوش، فكان عليهم أن يبدءوا من تحت الصفر لبناء ما لا يعرفون تماما كيف يبنونه فى غياب الكفاءات والطاقات، ومع الرغبة فى الابتعاد عن «النموذج» الذى خلفته الحقبة الاستعمارية عندهم من غير أن يكون فى أيديهم دليل طريق آمن إلى المستقبل.

على أن العالم ليس معنيا بالماضى، ولن تتوقف دوله العظمى أمام مسؤوليتها عما أصاب شعوب العالم الثالث بعامة، والعرب والمسلمين بخاصة على أيدى مستعمريها ومن اختاروه من المتعاونين معهم حكاما لحقبة ما بعد الاحتلال...

أما من جاء بعد ذلك فقد حاول جهده أن يتحرر من مخلفات الماضى، وأن يسرع خطاه ليلحق، وكثيرا ما تعثر، وكثيرا ما انشق على نفسه، وكثيرا ما تاه عن طريقه، لقد نال مثل هذه الجائزة من القادة العرب اثنان، كانا قد دخلا التاريخ، بصورة أو بأخرى ولأسباب يمكن فهمها بظروفها، من قبل أن تعطى لهما: هما الراحلان الكبيران أنور السادات وياسر عرفات، إلا أن كلا منهما كان له شريك إسرائيلى، وربما يكمن المعنى فى الشراكة ذاتها... خصوصا أن الإنجاز الذى برر منحهما هذه الجائزة العظمى ملتبس جدا، فلا السلام قد تحقق منهيا الصراع العربى ــ الإسرائيلى، ولا شعب فلسطين اقترب ذراعا من أرضه ومن حقوقه فيها، بل هو الآن ــ وبالتأكيد ــ أبعد منه عنها فى أى يوم مضى... ثم إن القائد الفلسطينى الذى منح نصف الجائزة مع «شريكه» الإسرائيلى قد اغتيل بالسم البطىء، كما دلت الشواهد على «المرض» الذى أودى بحياة ياسر عرفات وهو تحت الحصار الإسرائيلى،
خاصة وقد منع وصول الأطباء والأدوية إليه، كما أنه لم يمكن من السفر لعلاج جدى إلا بعد وساطات وشفاعات كادت تتسبب فى سلسلة من الأزمات الدولية، وإلا بعد ما تأكد المحتل الإسرائيلى من أن «القائد التاريخى» إنما يعود ليدفن فى ارض وطنه الأسير، وأمام باب مكتبه فى مقره المحاصر.

منحت جائزة نوبل للسلام «لبطلين وطنيين» فى إسرائيل، وللحركة الصهيونية العالمية، راعية مشاريع الاستيطان التى لا تتوقف بل هى تواصل التهام البقية الباقية من حقوق الفلسطينيين من أرضهم ومن حلم الوطن فوقها،
أما الشخصيتان العربيتان اللتان جاءتهما الجائزة، ربما لتبرير منحها للبطلين الإسرائيليين، فقد قضيا اغتيالا، من قبل ومن دون أن يتحقق أى سلام.. ثم إن الشعب الفلسطينى قد دفع، من دمه، بعد منح الجائزة لقائده الراحل أكثر مما دفع على امتداد سنوات طويلة! وهذه الحرب الإسرائيلية على غزة شاهد، فى حين أن غزة الشهيدة لا تزال، حتى هذه اللحظة، تحت الحصار القاتل، برا وبحرا وجوا.. والحصار يتعزز الآن بسور من حديد، تحت الأرض، لمنع أى لعبة للأطفال أو أى حبة دواء أو أى كتاب من اختراق الحصار المزدوج.

بالمقابل فإن جائزة نوبل للرئيس الأمريكى الأسمر تأتيه متوهجة بدماء العرب (التى تسيل غزيرة فى العراق، ثم إنها لما تتوقف فى فلسطين)، ويحتاج واحدنا إلى «براءة» تتجاوز الحد، والى سذاجة مطلقة تدانى الغباء لكى يفترض أن الرئيس أوباما قد نال الجائزة القيمة للونه المختلف أو لبراعته فى الخطابة أو حتى لخطته الإنقاذية للاقتصاد فى بلاده، وبعيدا عن مسئولياته كقائد أعلى للقوات المسلحة الأمريكية المنهمكة فى حربها المستمرة منذ ثمانى سنوات فى أفغانستان.. وليس مما يخفف من أثقال المسئولية أن تكون هذه القوات قد نأت بنفسها فى الشهور الأخيرة عن المذبحة المفتوحة ضد العراقيين فى بلادهم تاركة المسئولية تذهب إلى الإرهاب أو توظف سياسيا ضد واحدة من دول الجوار أو ضد بعضها مبرئة ذمة واشنطن وقيادتها الملونة من المسئولية عن الدم!

لن نتطرف إلى حد القول أن الحروب الأمريكية (والإسرائيلية) إنما تشن فقط ضد العرب والمسلمين فى العالم كله، بدءا بفلسطين، وصولا إلى العراق، وانتهاء بأفغانستان ومعها باكستان..

ولسنا من السذاجة لكى نصدق أن هذه الحروب هى «حروب عادلة»، فالرئيس الأمريكى نفسه قد اعتبر احتلال للعراق حربا غير مبررة، خصوصا أنها عاقبت الشعب الذى كان مقهورا بالطغيان، ثم عاقبته ــ مرة أخرى ــ الإدارة الأمريكية، التى وصلت بها الفظاعة إلى حد توظيف مرتزقة جمعت قتلتها من أنحاء متفرقة فى العالم (بلاك ووتر) ثم أطلقت المائة والخمسين ألفا من سفاحيها، وربما المائتين وخمسين ألفا، يعملون قتلا وذبحا فيمن يشتبهون فى احتمال مقاومته لجنود الاحتلال، تاركين المفوض السياسى الأمريكى بريمر ينهب وييسر لغيره من عملائه والعاملين فى خدمته من السماسرة العراقيين أن ينهبوا من ثروات العراق ومن أرصدته بغير حسيب أو رقيب.

كذلك فلسنا من السذاجة بحيث نصدق أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أقوى من الرئيس الأمريكى، وبالتالى فهو يفرض عليه أن يتراجع عن تعهدات قطعها علنا، وفى خطب رسمية، وعبر رسائل فصيحة بعث بها إلى الأطراف المعنيين عبر موفده الخاص جورج ميتشيل الذى سرعان ما تحول إلى موزع بريد بابتسامته البلاستيكية، مهمته أن ينقل التعديلات التى تفرضها حكومة نتنياهو على الرئيس الأمريكى بحيث باتت «مبادرته» الميمونة غير ذات مضمون، وصار العرب عموما والفلسطينيون خصوصا يتوقعون مع كل زيارة جديدة لميتشيل إعلانا بتراجع أمريكى (رئاسى) جديد حتى انتهت «المبادرة» إلى نقيضها.

ومع تقديرنا للحظة العاطفية التى عاشتها الأسرة الملكية النرويجية والتى وصلت مع ولية العهد إلى حد البكاء، إعجابا بطلة الرئيس الأمريكى الشاب وببلاغته كخطيب مفوه، فالأمر معنا مختلف جدا.. فمنذ عقود طويلة اندفع الأمريكيون إلى وراثة الاستعمار القديم (البريطانى، الفرنسى، والبلجيكى.. إلخ فى أفريقيا) بوصفهم أنصار قوى التحرر والمستقبل الإنسانى الأفضل.. ولكنهم ما لبثوا أن بدلوا مسلكهم فأخذوا عن المستعمر القديم أساليبه، وأضافوا إليها نتاج تقدمهم العلمى وتفوقهم التقنى الممتاز، وما أن سقط الاتحاد السوفييتى بأثقاله فى الداخل والخارج، حتى هبوا يحاولون السيطرة على الكون جميعا، بالمال والنفوذ والمخابرات وجيوش الاحتلال معا.

لم يدخل الأمريكى (المارينز) بلادنا محررا. ولم تتدفق أساطيله الجوية والبحرية، بطائراته الأسرع من الصوت والحاملة أطنانا من القنابل والصواريخ بعيدة المدى، لكى تحرر بلادنا بإلحاق الهزيمة بجيوش الاحتلال النازى.. بل لقد جاءتنا مرارا لمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلى، كما فى حروب 1967 و1973، أو لتعزيز قدراته كما فى الحرب الإسرائيلية على لبنان فى يوليو 2006، أو فى حربه على الفلسطينيين فى غزة.

بالمقابل فان المصادفات قد خانت مانحى الجائزة ذات الفرادة دوليا، إذ قبل ساعات من وصول الرئيس الأمريكى إلى ستوكهولم كان قد أصدر قراره بإرسال ثلاثين ألف جندى إضافى إلى أفغانستان، بذريعة التمهيد للانسحاب منها.. هذا فى حين كانت واشنطن تجدد «بالقوة» للرئيس الأفغانى الذى نصبته بقوة حرابها والتى وما زالت تشن عليه حملات عنيفة تتهمه بالفساد وتدينه بتزوير الانتخابات التى كانت ضرورية لإضفاء الشرعية عليه مجددا وهو يدمر البيوت الطينية فى أرجاء هذه البلاد سيئة الطالع، التى جربت فيها الدول العظمى جميعا أسلحتها الفتاكة: (بريطانيا بداية، ثم الاتحاد السوفييتى)، وها هى الولايات المتحدة تتابع «المهمة المقدسة» بأسلحة أشد فتكا وتدميرا.

كذلك ومن سوء طالع الرئيس الأمريكى أن بغداد كانت ــ عشية وصوله إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة ــ تسبح فى دماء أبنائها، فى واحدة من أبشع المجازر التى تنظمها الجماعات الإرهابية التى أعفت قوات الاحتلال نفسها من مطاردتها ومنع تفجيراتها الدموية المخيفة، بذريعة أن الأمن بات مسئولية الأجهزة الرسمية العراقية، التى يعرف الاحتلال الأمريكى وجوه نقصها وأسباب الخلاف بينها والتى كثيرا ما يكون مصدرها.

أما الجيش الأمريكى فمهمته الآن تأمين سلامة الصفقات الجارية للنهب المستقبلى لنفط العراق، بحقوله القائمة أو المستجدة والتى يتم العمل لدفع إنتاجها إلى السوق، قبل أن يحين الموعد الرسمى الذى أعلنته واشنطن لسحب جيشها من العراق أى خلال العام 2011، إلا إذا طرأ ما يفرض التعديل على هذا الموعد.

أما فى إسرائيل فكان الكنيست يصوت على مشروع قانون يمنع أى انسحاب (ناهيك بالجلاء) عن أى أرض فلسطينية أو سورية (الجولان)، إلا إذا أقر الفلسطينيون بأن بلادهم ليست بلادهم، وإنهم طارئون عليها اغتنموا غياب «أصحابها الشرعيين» من الألمان والبولونيين والروس والفالاشا والأمريكيين والأستراليين والأكراد والفرس والغجر، فأقاموا فيها ثم ادعوا ملكيتها بذريعة أنهم فيها منذ ألفى سنة أو يزيد، عاشوا وتوالدوا وبنوا المدن والقرى وزرعوا الأرض وغرسوا الشجر وصدوا عنها الغزاة وأعادوا بناء ما هدمته الحملات الصليبية، وحفظوا أهل الإيمان جميعا، مسلمين ونصارى ويهودا من أبنائها ظلوا فيها آمنين يتقاسمون مع شركائهم فى الوطن حلو الحياة ومرها حتى جاءتهم «النكبة» مع الصهيونية ومشروعها الاستيطانى الذى يحاول تزوير تاريخا وجغرافيتها وأهلها الذين ما زالوا وما زالت فيهم ولهم وستبقى ولو بعد ألف عام.

ومن محاسن الصدف أن هذا القرار كان يتخذ فى الكنيست بينما تعمل الورش بهمة ملفتة على بناء حاجز من الفولاذ يقطع تماما ويفصل بين مصر وقطاع غزة بذريعة مكافحة التهريب.

والمقصود بالتهريب قائمة طويلة من الممنوعات تمتد من الدواء إلى الغذاء والملابس وحليب الأطفال، وكل ما له صلة بالآليات وقطع الغيار،بذريعة منع إنتاج الصواريخ التى سوف تستهدف الاحتلال الإسرائيلى إذا ما تمكنت الورش البسيطة فى هذا القطاع الذى يكاد أهله الفلسطينيون يرون أنفسهم «مصريين» إلى حد كبير، ليس فقط بسبب تولى مصر المسئولية عنه ــ مباشرة ــ منذ نكبة 1948 وحتى هزيمة يونيو 1967.. ثم عودتها إلى تولى مسئولية ــ ولو معنوية ــ عنه بعد اتفاق فك الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلى، بل لعوامل يتداخل فيها التاريخ مع الجغرافيا مع النسب، مع القلق على الحاضر والمستقبل والهوية.

ليست ستوكهولم مسئولة، بطبيعة الحال، عن أحوال العرب والمسلمين.

وليست اللجنة المقررة لمن تذهب جائزة نوبل للسلام معنية بتدارك انحرافات الأنظمة فى البلاد العربية والإسلامية، خصوصا بعدما صارت باكستان ــ بعد أفغانستان ــ بركة من الدماء المسفوحة ظلما وعدوانا، مرة على أيدى من يطلق عليهم تصنيف «الإرهابيين»، ثم مرة أخرى على أيدى أسلحة الجيش النظامى بما فيها الطائرات الحربية والطائرات الأمريكية من دون طيار التى تخصصت بالاغتيالات والمذابح الجماعية.

لقد استقبل الجمهور الملكى فى ستوكهولم الزائر الأمريكى الكبير بحفاوة استثنائية وصفقوا له، بأصوله التى يختلط فيها المسيحية بشىء من إسلام أبيه، ويختلط فيه العرق الأبيض لأبيه مع العرق الأسود لأمه الأفريقية.

لكن اللقاء الذى كان حارا إلى درجة أسالتا دموع الأميرات الساميات لن يستطيع طمس حقيقة أن يدى الرئيس الأمريكى مغمستان بدماء شعوب عدة تشاء الصدف أن تكون عربية والإسلامية، ربما لا تعنى الكثير لتلك البلاد الاسكندنافية البعيدة والتى تحاول توكيد إشفاقها وتعاطفها عبر استقبالها آلافا كل عام من المشردين بعيدا عن أوطانهم، وأولها فلسطين، وبعدها مباشرة العراق، إضافة إلى أقطار عربية أخرى ضاقت حكوماتها الموالية للأمريكيين بمعارضيها، فضيقت عليهم حتى اختاروا المنافى البعيدة ليرتاحوا ويريحوا.

وبالطبع ليس لنا أو لأى كان غيرنا أن يتدخل فى أعمال اللجنة المهابة التى تقرر لمن تمنح جائزة نوبل للسلام.. ولكن من حقنا أن نلاحظ، بشىء من الدهشة والاستغراب أن بعض من أعطيت لهم فى السنوات الثلاثين الأخيرة من أهل السياسة مدوا إليها أيديهم بغير أن يمسحوا عنها ما تبقى من دماء العرب والمسلمين.

وليست شهادة طيبة لهذه الجائزة أن يزج بها فى أتون حرب تبتعد أكثر فأكثر عن السياسة لتتبدى وكأنها «دينية» لا تكرم من العرب إلا من أعطوا إسرائيل ما ليس من حقهم أن يعطوه، فجعلوها أقوى عليهم فى مستقبلهم مما كانت فى ماضيها.

أما من الإسرائيليين فهى لم تكرم إلا أبطال حروب انتصروا فيها على العرب بالمفاوضات أكثر مما انتصروا عليها بالسلاح.. ووسائل الدعم التى أتيحت لهم فى الحرب كما فى المفاوضات كانت غربية عموما، وأمريكية على وجه الخصوص، وهذه مسيرة الرئيس الملون الذى فقد بريقه بسرعة قياسية داخل بلاده، وهى الأغنى والأقوى فى العالم، تقدم الشهادة التى لا تدحض عن عداء نظامها للشعوب الأخرى، المختلفة فى الدين كما فى الهوية، مع التمنى أن تبقى جائزة نوبل قيمتها المعنوية العظيمة فلا يتدخل الغرض السياسى فى تحديد من يستحق شرف نيلها.. وألا يتقدم لأخذ الجائزة السامية من تغطى يديه دماء الشعوب المجاهدة من أجل حقها فى الحياة، وفى الخبز مع الكرامة فى أوطانها التاريخية التى لن تلغيها الحروب، سياسية أو عسكرية، أو معنوية كالجائزة التى ابتدعها منشئها ليخفف من هول اختراعه المدمر للحياة الإنسانية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved