لبنــــــــان على صورة نسائه

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الإثنين 17 فبراير 2014 - 6:30 ص بتوقيت القاهرة

متزلجة شبه عارية، سائقة سيارة مفخخة، وضحية عنف أسرى.. ثلاث نساء لبنانيات احتللن صدارة الأحداث فى الايام الماضية من حيث المتابعة والتحليل والتعليق، وإن كانت الكفة رجحت إلى الاولى بفارق كبير ولأسباب معروفة.

ثلاث نساء اختصرن علامات التشظى اللبنانى الكامل، ذاك الذى تجاوز السياسة بأشواط وما عاد ينفع معه تأليف حكومة تزعم أنها جامعة، ولا استعجال انتخابات رئاسية أو تعيين قادة أجهزة. فهذا كله بات مما لا يصلحه العطار. أما جوهر المسألة ففى المجتمع اللبنانى، أو المجموعات اللبنانية المختلفة، انفصلت كليا عمّا يمكن تسميته دولة، وما يتبعها من آليات منظمة لعلاقات الجماعات وسلوكيات الافراد.

ويبدو كأن المجتمع سبق الدولة وممثليه عندها، سواء لجهة دعمه الحريات الشخصية فى العرى أو الحجاب، أو لجهة تبنيه العنف داخل الأسرة أو فى الممارسة السياسية. وبعيدا عن الصخب الذى أثير حول «صورة لبنان»، والذى اعتبر الرأى العام الرسمى أن المتزلجة أساءت إليها، فانتفض عليه رأى عام مدنى واسع، شاهرا جريمة العنف الاسرى، ومستعينا بأمثلة الانفلات الأمنى والفساد الحكومى وغيرها، يبقى ألا مجال للمفاضلة بين هذه وتلك. فالسؤال الفعلى هو حول دور لبنان، لا صورته.

وإذا توقفنا قليلا عند كل واحدة من هؤلاء السيدات، اللواتى أثبتن مرة أخرى أن لا شيء يتفوق على ثالوث «دين، جنس، سياسة» وما ينتج منه من عنف كامن أو ظاهر، يبقى أن كل واحدة منهن مثال صارخ عن أمزجة لبنانية لا تزال تتخبط فى صياغة هوية مشتركة بين هذه المجموعات، أو ما اصطلح على تسميته «بلدا/ كيانا نهائيا لكل أبنائه». على أن مجموعة برمتها، حسمت قضيتها بأن نقلتها إلى خارج الحدود.

وإن كانت الرياضية سليلة آل شمعون وابنة جبل لبنان تمثل شيئا من زمن مضى وصورة للبنان تحاكى الدور المشتهى، فإن ابنة عرسال ومثلها كثيرون وكثيرات من أبناء «الملحقات» الذين لم يعرفوا من لبنان إلا الإهمال والتهميش، يضاف إليهم سكان أحزمة بؤس ريفى ومدنى هم زادنا للآتى من الأيام.

بيسان الشيخ

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved