الزمالك والأهلى.. (قصة خيالية)!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 17 أبريل 2010 - 4:01 م بتوقيت القاهرة

 كلما أجبت عن السؤال: ماهى توقعاتك لمباراة الزمالك والأهلى.. بأنها خارج التوقعات.. يظن الذين يسألون أنها إجابة دبلوماسية، أرغب بها فى الهروب من ترجيح كفة فريق على الآخر..
القمة 105 أثبتت أن مباريات الفريقين خارج التوقعات بنتائجها، فمن من حضراتكم كان يتوقع هذه النتيجة والأهداف الستة؟، ومن كان يتوقع هذا الهدف السريع والمبكر لأحمد جعفر فى الدقيقة الثانية، وهذا الهدف القاتل لمحمد بركات فى الدقيقة الأخيرة؟!

الأهلى والزمالك بالتاريخ الذى أعرفه، هى المباراة التى يقول عنها أساتذة الدراما: «إنها مثل الدراما القوية التى تشد أنظار المتفرجين وتحبس أنفاسهم، هى التى يتخاصم فيها طرفان على مستوى واحد من القوة ووجود أى طرف ثالث يشتت انتباه المتفرج ويصب ماء باردا على الصراع الساخن».

انتهت المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لكل من الفريقين، لكن كان الزمالك يستحق الفوز بتلك النزعة الهجومية التى بدأ بها اللقاء.. إنها القاعدة الأزلية: الهجوم خير وسيلة للدفاع. وهناك قاعدة مضادة حاول المدافعون عن الدفاع أن يرسخوها، تقول القاعدة: عليك أن تدافع أولا إذا كنت ترغب فى الفوز.
لماذا كان الزمالك يستحق الفوز؟

يستحق بعدد الفرص التى لاحت له قياسا بالفرص التى صنعها الأهلى.. والفرصة فى تعريفها الدقيق هى اللعبة التى يمكن أن تسفر عن هدف بنسبة تفوق 70%.. ولكن الفوز الذى استحقه الزمالك يعود إلى تلك الحصة الفنية الجريئة التى بادر حسام حسن بتقديمها، ونفذها التلاميذ بقيادة شيكابالا والمحمدى وخط الوسط البديع المنظم، المكون من حسن مصطفى وإبراهيم صلاح ثم عبدالشافى وأحمد غانم سلطان.. هؤلاء هزموا منافسيهم فى الرقابة والسيطرة والدفاع، وساعدهم تراجع وسط الأهلى، وإن كان أبوتريكة تحديدا ظهر فى أفضل حالاته منذ عودته من الإصابة.. كذلك كان متعب متألقا ومعه بركات ثم الحارس أحمد عادل عبدالمنعم حتى أخطأ فى هدف الزمالك الثالث!

كانت المباراة حافلة بالصراع وبالمبادرة فى شوطها الأول، ثم كاد الأداء يتحول إلى الموافقة فى الشوط الثانى، الموافقة من الطرفين على التعادل بهدفين لكل منهما، حتى وقع الخطأ الساذج من أحمد عادل عبدالمنعم، ليتقدم الزمالك، ووسط الفرحة التى لا تصدق وتعد تتويجا لنجاح حسام حسن، أكد الأهلى أنه فريق لا يعرف اليأس، ولا يرضى بالهزيمة ولا يستسلم لها!

مشهد مباراة القمة بالكامل كان ممتازا، فالحضور الجماهيرى مشرف والسلوك جيد بصفة عامة والروح الرياضية تخيم على الملعب، وحسام البدرى وحسام حسن يتعانقان، فى تجسيد لصورة خيالية رسمتها، وظننت أنى «شفت معجزة».. لكن يبدو أن الروح الرياضية مثل الأغانى لسه ممكنة.. مبروك للفريقين، ويحيا الزمالك والأهلى.. وآه لو تعرفون كيف أنهما ثروة للكرة المصرية..؟



هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved