الإمبراطور فلوباتير.. والجنرال جبرائيل

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 9:35 ص بتوقيت القاهرة

مثلما انتقدت فى هذا المكان الشيخ محمد حسين يعقوب بعد حديثه عن غزوة الصناديق، وجب علينا أن ننتقد القس فلوباتير بسبب تهديداته وعنترياته، ومثلما انتقدت وغيرى القيادى الإخوانى صبحى صالح بعد مطالبته «بزواج الإخوانى فقط من الإخوانية» وجب علينا أن ننتقد المحامى القبطى نجيب جبرائيل بسبب تصوره أنه صار الحاكم بأمره فى مصر يعطى هذا أمرا وذلك مهلة وكأنه هرقل أو امبراطور الدولة الرومانية القديمة.

 

قبل أيام قلت وقال غيرى إن ما حدث أمام ماسبيرو كارثة ومأساة، ويتحمل مسئوليتها الرئيسية المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومعه الحكومة بكل أجهزتها، وطالبت مثل غيرى بضرورة إجراء تحقيق نزيه وشفاف ومستقل حتى نصل إلى الحقيقة ونمنع تكرار ما حدث.

 

فلوباتير ومنذ حادث إحراق كنيسة صول فى أطفيح صار زعيما ومهيجا إعلاميا، من حقه أن يتكلم فى السياسة كما يشاء وأن ينتقد هذا وذاك، لكن أن يحرض من منطلق أنه قبطى وطائفى فهو يؤجج المشكلة ولا يحلها.

 

أن يخرج فلوباتير أو غيره ليدعو إلى اقتحام التليفزيون أو مهاجمته أمر خطير يتطلب محاكمته العاجلة.

 

محافظ أسوان ارتكب خطئا فادحا فى طريقة معالجته لقضية مضيفة أو كنيسة الماريناب، لكن أن يخرج قس لسبه والدعوة لقتله، فهو أمر كارثى ينبغى أن يواجه بالقانون.

 

تصوروا لو أن شيخا مسلما خرج ليدعو علنا إلى ضرب كاهن أو قس بالحذاء والتهديد بقتله، وتصوروا لو أن نفس هذا الشيخ تهجم بألفاظ بذيئة ضد البابا شنودة.. لو فعل ذلك لكنا جميعا قد انتقدناه وطالبنا بسجنه، لأنه يؤجج الفتنة، وهو الأمر الذى ينبغى أن نفعله مع كل شخص يفعل ذلك سواء كان مسلما أو مسيحيا.

 

نجيب جبرائيل خرج علينا مثل الجنرال قبل أيام ليوجه إنذارا إلى المجلس العسكرى بحل كل مشاكل الأقباط منذ عشرات السنين خلال أسبوع واحد وإلا طالب الأقباط بالتظاهر والاعتصام.. واللجوء إلى الخارج.

 

كنت أتمنى أن يكتفى جبرائيل بالتظاهر والاعتصام والطرق السلمية، لكن أن يقرن التهديد بالخارج فتلك هى الكارثة وعلى كل من يعرف هذا الزعيم أن يقنعه أنه يرتكب خطيئة كبرى عندما يعتقد أن ذلك هو الحل.

 

ما معنى أن يرفض البابا شنودة الاحتماء بالخارج اليوم ثم يخرج علينا جبرائيل وغيره ليطالبوا به، هل الأمر صدفة أم أنه توزيع أدوار كما يقول الخبثاء.

 

مثل هذه التصريحات الغريبة والمريبة والحمقاء والطائفية تضع أصحابها فى مكانة أخطر من مكانة الفلول، وهى أفضل هدية يمكن أن نقدمها لأنصار مبارك ولإسرائيل وكل من يكره مصر ويحاول إجهاض ثورتها.

 

على كل محب لمصر مسلما كان أو مسيحيا أن ينتقد بأقسى العبارات الممكنة مثل هذه التصريحات الطائفية التى صدرت خلال الأيام الماضية من بعض رجال الدين المسيحيين مثلما سبق لنا جميعا انتقاد بعض التصريحات، التى صدرت عن أشخاص ورموز محسوبة على التيار الإسلامى بمختلف فئاته.

 

للمرة المليون الإخوة الأقباط لهم حقوق عادلة ينبغى أن ينالوها باعتبارهم مواطنين مصريين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات مثل أشقائهم المسلمين.

 

لكن لغة التهديد والوعيد والفتونة والاستقواء بالخارج، ستضرهم أكثر مما ستنفعهم.

 

وأمريكا نفسها ومعها كل العالم المسيحى لا يشغلها فى علاقتها مع مصر إلا مصالحها وهى مستعدة لتبيع كل شىء وأى شىء من أجل هذه المصالح، ولو اعتقد أى مسيحى أو يهودى أن الغرب عموما وأمريكا خصوصا سوف يضحى بمصالحه من أجل سواد عيونهم فهو واهم. أمريكا يمكنها أن تبيع إسرائيل من أجل مصالحها.. فهل تبكى على المسيحيين؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved