حادث طابا ليس مفاجئًا

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الثلاثاء 18 فبراير 2014 - 5:40 ص بتوقيت القاهرة

هل فوجئنا بالحادث الإجرامى الذى استهدف شاحنة السائحين الكوريين أمس الأول عند منفذ طابا البرى على حدودنا مع فلسطين المحتلة؟! ستكون كارثة لو أن أحدا أجاب بنعم.

المنطقى والطبيعى والمتصور والمتخيل أن الإرهابيين سوف يلجأون إلى كل الوسائل المتاحة أمامهم لتحقيق أهدافهم.

الإرهابيون وأعوانهم، وأعداء مصر وأعداء الحكومة وأعداء النظام طيف واسع من المنظمات والحركات والدول الصغرى والمتوسطة والكبيرة، وبالتالى فما حدث فى منفذ طابا هو أمر متوقع لا ينبغى أن يفاجئ أحدا.

العبدلله كتب قبل أيام فى هذا المكان أنه علينا كمجتمع أن نتعايش مع الإرهاب، ونتعلم كيف نواجهه بطريقة صحيحة لأنه لن يتوقف فجأة أو بكبسة زر أو بقرار إدارى أو حكومى.

فى أوائل التسعينيات كانت «الجماعات الإسلامية الجهادية» هى التى تحارب المجتمع. وقتها كان سلاحهم الجوهرى، الذى ضغطوا به على الحكومة هو السياحة والأقباط. استهدفوا المنشآت السياحية، وكانت ذروة ذلك الحادث الإرهابى البشع بقتل السائحين فى معبدالدير البحرى بالأقصر عام 1997 مما أصاب السياحة بضربة موجعة وقتها.

إضافة بالطبع إلى مهاجمة الكنائس ورجال الأمن الذين يحرسونها.

هذان الهدفان لم ولن يتغيرا، لكن الجديد الآن أن هناك أهدافا جديدة أضيفت إلى الهدفين القديمين، صار الإرهابيون يستهدفون كل المنشآت الشرطية ومنشآت القوات المسلحة ومنشآت الدولة والشعب.

يمكننا أن ننتقد ما فعله مسلحو الجماعة الإسلامية فى التسعينيات كما نشاء، لكنهم لم يهاجموا الجيش ومنشآته، لم يهاجموا قناة السويس مثلا أو محطات المترو.

المشهد الآن تعقد وصار غريبا، ولا نعرف بالضبط حقيقة من يحاربوننا بالكامل، ولا من يدعمونهم.

هل يمكن مثلا أن نستثنى إسرائيل مما يحدث فى مصر خصوصا فى سيناء؟!

نظريا قد تكون إسرائيل ضد حماس والمتطرفين من الإسلاميين، لكن إذا كان الطرف الآخير يرتكب أعمالا تصب فى مصلحتها، فما المانع من الاستفادة منها أو حتى تركها تمر، أو تستعر باعتبارها الأكثر استفادة مما يحدث فى مصر الآن.

نتحدث عن كل يوم عن وجود مؤامرة كبرى على مصر وشعبها وثورتها، وطالما أن ذلك صحيح، فلماذا لا نضع الخطط البسيطة والطبيعية لمواجهة هذه المؤامرة؟!

نتهم كل يوم جماعة أنصار بيت المقدس بانها تقف هى وبعض فصائل الإسلام السياسى وراء كل العمليات الإرهابية، فلماذا لم نستعد ونؤمن السائحين خصوصا فى سيناء؟!

أعرف أن الانتحارى إذا قرر أن يقتل نفسه ويقتل معه آخرين يصعب إيقافه فى كل المرات، لكن علينا أن نبدأ من الآن فى التعامل بجدية أكثر مع مسألة الإرهاب والإرهابيين بطريقة وقائية.

لا يكفى أن نحاربهم فى المقالات الصحفية والمقابلات التليفزيونية ونتركهم على أرض الواقع يتحركون ويضربون ويفجرون وينسفون.

الإرهابيون قرروا أن يحاربونا بطريقة مفتوحة، فلتكن المواجهة معهم مفتوحة وعملية، وذلك يتم عبر إجراءات محددة، شعارها التخطيط الجاد وليس الكلام المعسول وبناء أكبر توافق سياسى ديمقراطى ممكن فى المجتمع.

الإرهابيون لن يتوقفوا إذا وصفناهم بالمتوحشين، لكن إذا تمت مواجهتهم وكشفهم وفضحهم بالمعلومات الصحيحة وليس الكلام المرسل وقبل ذلك وبعده إشراك الشعب فى هذه المعركة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved