من أجلك أنت.. بجد

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 18 مارس 2011 - 10:44 ص بتوقيت القاهرة

 هذه حقيقة، وليست من أجلك أنت «بتاعة» الحزب الوطنى، صاحب الشعارات المصنوعة التى بدت دائما مصبوغة، وروحها بلاستيكية. ومن أجلك أنت بجد، هو الاستفتاء على التعديلات الدستورية غدا.

وأهم ما فى الأمر هو مشاركة الملايين من المصريين فى التصويت، لا يهم نعم أو لا. المهم أن يوجه الشعب المصرى رسالة للنظام السابق، وللنظام اللاحق. مضمونها أن الشعب موجود. وهو صاحب القرار

<< منذ الإعلان عن التعديلات الدستورية هناك فى الشارع المصرى جدل حول الإجابة بنعم أو لا. الرأى العام بمختلف طبقاته الفكرية والمادية يناقش التعديلات، ويختلف، ويتفق.
وهذا حوار مجتمعى عام غير مسبوق. لم يكن الشعب مهتما بالسياسة. ولا يعنيه رجالها.
هؤلاء الذين يجلسون ويتعاركون، ويصفون ما يجرى بأنه «حراك»، ويبذلون جهودا مضنية لإقناع المصريين بأن الأمر مهم جدا، وهو لم يكن مهما على الإطلاق عند ملايين المصريين. فكيف تكون السياسة مهمة فى حياتهم بينما إرادتهم مزورة، ومسلوبة؟
<< توجهوا إلى اللجان، وتحملوا الزحام، وقولوا للعالم إن المصرى امتلك بلده أخيرا، وقولوا رأيكم. فمصير البلد ومستقبلها ومستقبل أولادنا يستحق المشاركة.

وتذكروا أن الدستور هو الحصن الذى يحمى المواطن والوطن. بتحديد السلطات. وأرجو أن ننتقل من حالة الثورة. إلى الديمقراطية التى نحلم بها. وأن ينتهى بنا الأمر إلى انتخاب برلمان يعبر عن الشعب، وليس برلمانا يخدم الحزب الذى يحكم.

منذ 40 عاما لم نعرف برلمانا يمثل الشعب المصرى.. ومن أسف أن هناك تصنيفات عجيبة لا مثيل لها، من نوع 50 % عمال وفلاحين. وأذكر أن الشارع السياسى أهدر سنوات أيام حكم الرئيس السادات فى تعريف من هو العامل ومن هو الفلاح.

<< النخبة فى الأغلب هى التى تشرع. لكنها تفعل ذلك لمصلحة الشعب وليس لمصلحتها. تلك هى الوطنية.

وهذا هو العمل البرلمانى الذى نفهمه وننتظره. دون شعارات لا تصدق، ولا تطبق. دون مؤتمرات يقف لها البلد، ولجان تنعقد ولا تفعل شيئا.

نريد حزبا يحكمنا بلا تمثيل وبلا ممثلين، وبلا خطب منمقة، وكلام أجوف.

نريد حزبا يحكم مصر دون لاب توب، وزهرة اللوتس، وكليبات لشباب يبدو أنه مستورد، مثل تلك الفلاحة البيضاء ذات العين الخضراء التى تبدو واحدة من فلاحات الريف الأوكرانى..؟

<< من أجلك أنت الحقيقة، احمل علما مصريا صغيرا وتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بصوتك ولا يهم نعم أو لا.. المهم أن نشارك.

وأن نوجه رسالتنا للسابقين وللقادمين: المصريون يحبون بلدهم. ويهتمون به. حين يمتلكونه. والوطنية أن نقول رأينا. وسيكون وطنيا من يقول لا أو يقول نعم..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved