رخصة الأندية المحترفة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 18 أبريل 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● هذا موضوع رياضى، يعنى بشئون كرة القدم.. وقد لايجد استحسانا. أعرف جيدا أن مشكلة الأهلى ومباراته مع البنزرتى أهم من مستقبل الكرة المصرية عند الأغلبية. وأعرف أن مشكلة مباراة الزمالك مع سان جورج الإثيوبى والحضور الجماهيرى أهم الف مرة من مستقبل صناعة كرة القدم عند الأغلبية.. لكننى مللت هذا الحديث عن المشاكل، إنه حديث دائم وقائم.. حتى أصبحت صفحات الرياضة صفحات حوادث. ولاحظ العناوين والمانشيتات فى كل الصحف.. إنها تبدأ بكلمة يرفض، ومضونها الفعل يرفض، ولن تجد الفعل يلعب وينتصر ويسجل رقما قياسيا إلا قليلا..

 

●●  أمامى مشروع مقترح بلائحة تراخيص أندية كرة القدم المحترفة، أعدته لجنة التطوير بالاتحاد برئاسة خالد بيومى. وهو جهد منظم، ودقيق، وفى حالة تطبيق المقترح سوف تنقل الكرة المصرية من منطقة الاحتراف العشوائى المشبوه، الذى تمنح فيه أرباح مذهلة للعمال من مصانع خاسرة ومدينة وتستلف طوال الوقت من الغير لدرجة التسول.. والمشروع المقترح يهدف إلى حماية الثقة ونزاهة المسابقة، ورفع مستوى الأداء المحترف بالنسبة للعاملين فى مجال اللعبة، بجانب الشفافية وتحسين الرقابة. وهياكل القوائم المالية.. وغير ذلك من أمور تنهض بكرة القدم التى نقول دائما إنها صناعة، ولكنها فى واقع الحال تبدو كأنها زراعة أو تجارة أو سياحة..؟!

 

●● فى المشروع المقترح والمطروح أمامى من جانب لجنة التطوير هناك معايير لمنح رخصة الاحتراف. وهى مسجلة فى الدراسة، وهناك قواعد محددة للعقوبات، والمخالفات التى تقع.. ( هل سيقبل الجميع بتلك العقوبات أم سيعيش الريس حنفى للأبد فى وجدان الرياضة المصرية ؟ ) وهناك برامج تنمية الناشئين، ومعايير الاستادات، والأمن والسلامة.. ويبقى فى نهاية الأمر : هل نرغب فى تطوير اللعبة حقا وسنكون جادين فى تلقى المشروع ودراسته والسعى لتطبيقه أم أن الجهد الذى بذل سيذهب هباء ولن نستفيد منه، وسينتهى بصورة جماعية تذكارية لأسرة الكرة المصرية بجانب الكراسة التى تحتوى المشروع.. إنه سؤال طويل بطول وعمر كرة القدم فى مصر التى بدأت مع فرقة ناشد أفندى سنة 1895.. وأطرح هذا السؤال لأننى أعلم بقدر ما أشعر، أن بعض الأندية التى لاتتوافر شروط الفوز برخصة الاحتراف سوف تضغط بجماهيرها وبشعبيتها من أجل تأجيل تطبيق المشروع ثلاث أو أربع سنوات حتى توفق أوضاعها. فتوفيق الوضع، يساوى فى مصر تشكيل لجنة تقصى حقائق لأى شىء. فتخرج فى النهاية إلى لاشىء. وسيكون ذلك هو هدف تلك الأندية..

 

 ●● خالد بيومى شكرا على جهدك وعلى جهد اللجنة.. وننتظر الفعل والتطبيق من الأندية وليس بالكلام، والكلام، أملا فى جائزة نوبل للكلام التى نستحقها بجدارة واستحقاق لدرجة أن الكلام «خلص».. 

 

●● داخل الإطار: تطوير الكرة المصرية منظومة كاملة. لكن كيف يمكن تطوير اللعبة بينما كل صغيرة وكبيرة تتعلق باللعبة وبالصناعة وبالأندية وبالمباريات بيد جماعة من جمهور النادى وليس بيد جماعة الإدارة. وكمان، كل صغيرة وكبيرة من قرارات الوزارة تخضع لتقييم جماعة من الجمهور تريد فرض صوتها وكلمتها بالحشد والاستقواء. متى ينتهى هذا العصر.. متى يهل علينا ربيع الكرة المصرية.. ؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved