بكينا فى حجر أم الدنيا..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 - 9:05 ص بتوقيت القاهرة

•• كان المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة بليغا وصادقا وهو يلقى بكلمته فى حفل تكريم مجلة الأهرام الرياضى لمنتخب 90 بمناسبة مرور 25 عاما على التأهل لنهائيات كأس العالم.. وحظيت كلمة وزير الشباب والرياضة بالإعجاب لصدقه، فهو يتكلم بتلقائية، وبروح رياضية وشبابية أيضا.. وقد كانت لفتة ذكية من أسرة الأهرام هذا التكريم الذى يستحقه هذا الجيل ويستحقه مدربه الراحل الجنرال محمود الجوهرى الذى كان مدربا محترفا بحق وعاشقا لكرة القدم ومخلصا لها ولمهنته..

•• حضر التكريم نجوم أشرقت بهم ملاعب كرة القدم، وقدموا فى سنوات مضت البهجة والمتعة للجماهير. ومارس مجدى عبدالغنى هوايته فى إذلالنا بهدفه الذى سجله فى مرمى هولندا من ضربة جزاء، وهو، للأسف، الهدف الوحيد الذى سجله المنتخب فى البطولة، وسجله مجدى عبدالغنى أحد أحسن لاعبى خط الوسط فى زمنه، والذى اشتهر بقدرته الفائقة على الجرى، وقد سألت مجدى عبدالغنى: ماذا لو كنت ضيعت هذه الضربة ؟ أجاب بسرعة بديهة: كنت سأدخل التاريخ كضحية..

•• كان مجدى شجاعا وهو يسدد ضربة الجزاء، فمصر والعالم العربى فى ذاك الوقت كتموا أنفاسهم، فها هى هولندا رود خوليت، وفان باستن وكومان، والنجوم الذين يعتبر اللاعب منهم قصيرا لو كان طوله أقل من متر و80 سم.. وقد كانت واحدة من أجمل مباريات الكرة المصرية على مدى تاريخها، وهى تسببت فى غضب الشارع المصرى بعد اللعب مع أيرلندا وإنجلترا، فكان الظن أن الفريق قادر على العبور إلى الدور الثانى بعد مباراته الأولى..

•• كنت قريبا من المنتخب فى تلك الفترة، سافرت معه إلى الجزائر، لتغطية مباراة الذهاب فى مدينة قسنطينة، التى تعرف بأنها مدينة الألف جسر، حيث ترتبط شوارعها الجبلية بالعديد من الجسور، ويربط جمهورها حب وولع شديد لكرة القدم.. إلا أن الفريق الوطنى المصرى قدم عرضا جيدا ومتوازنا فى تلك المباراة لينتهى اللقاء بالتعادل بدون أهداف، وتخرج صحيفة الشعب الجزائرية بعناوين رشيقة تقول: «كليوباترا تغازل أنطونيو».. فالبطولة كانت فى إيطاليا.. لكن العنوا، الأكثر جاذبية كان بعد فوز المنتخب فى مباراة 17 نوفمبر بهدف حسام حسن الشهير الذى لم يخنقنا به حسام حسن كما خنقنا مجدى عبدالغنى بهدفه فى مرمى هولندا.

•• فى ذلك اليوم كان العنوان فى جريدة الشعب الجزائرية: «بكينا فى حجر أم الدنيا».. ولم يكن ذلك عجيبا على جريدة يرأس تحريرها الأديب البليغ والفيلسوف والوزير فيما بعد عز الدين ميهوبى، ولم يكن ذلك غريبا على زمن كانت الصحافة فيه فى عزها، وكانت مصدرا للأخبار والتحليل والمتعة، قبل أن تنافسها وسائل شاشات التليفزيون وشبكات التواصل الاجتماعى.. «مضت 25 سنة على يوم تأهل المنتخب لكأس العالم للمرة الثانية بعد 56 عاما.. ويارب لا تنتظر الأجيال القادمة بقية المدة للتأهل للمرة الثالثة..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved