يعملون لمصلحة الموساد مباشرة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 - 8:45 ص بتوقيت القاهرة

لدى ما يشبه اليقين بأن كل الإرهابيين فى مصر يعملون لصالح جهة رئيسية هى جهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد». طبعا لا أملك دليلا قاطعا، لكن أؤمن بنظرية «ابحث عن المستفيد».

لو أن هؤلاء مسلمون حقا و«أنصار بيت المقدس» كما يزعمون، لتوجهوا فورا للجهاد ضد العدو الذى يعيث فسادا فى القدس ويدنس الأقصى كل لحظة.

لا أعرف ولا أفهم كيف أن مسلما يحمل سلاحا ويقف على الحدود مع فلسطين المحتلة وبدلا من توجيه سلاحه إلى العدو الظاهر والمعتدى وهو إسرائيل، يقتل جنودا جاءوا من أقصى الصعيد والدلتا ليحموا سيناء وحدودها. كان فى إمكان من يدعون أنهم أنصار بيت المقدس أن يعبروا من أنفاق رفح إلى غزة وعبور الأنفاق إلى النقب وشن عمليات فدائية أو خطف جنود للاحتلال.

كان فى إمكانهم أيضا ما داموا فى سيناء أن يعبروا مباشرة ليجاهدوا هناك، وإما ان يحققوا النصر أو الشهادة.

لكن إصرار هذه الجماعة على تنفيذ عملياتها ضد جنود الجيش والشرطة والأهالى فى سيناء وبقية أنحاء مصر، فى حين أن العدو الصهيونى كان يعربد فى غزة قبل أسابيع، وينتهك حرمة الأقصى الآن، فلا تفسير له إلا أن هذه الجماعة تعمل لمصلحة الموساد فعلا وقولا، مثلما أن كل عمليات تنظيم داعش فى الشام وسوريا لا تفيد إلا أمريكا وإسرائيل وكل أعداء العرب.

لا أقصد أن كل أعضاء أنصار بيت المقدس يدركون أنهم يعملون لصالح إسرائيل، ولكن المؤكد أن قادتهم يدركون ذلك.

فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى نفذت جماعة «فتح المجلس الثورى» المنشقة عن منظمة التحرير التى كان يرأسها صبرى البنا «أبونضال»، سلسلة عمليات لاغتيال كوادر أساسية فى منظمة التحرير مثل عصام سرطاوى بحجة أنهم معتدلون، ثم تبين ان الموساد اخترق هذه الحركة ودفعها لقتل أى شخصية فلسطينية يمكنها أن تشكل خطرا سياسيا على مستقبل إسرائيل.

الآن ما الذى يمنع إسرائيل أن تكرر الأمر نفسه، إن لم تكن نفذته بالفعل؟!.

تدعى إسرائيل وبعض وسائل إعلامها ــ وللأسف بعض إعلامنا يصدق ذلك ــ أنها تساعد النظام المصرى ضد المتطرفين، فى حين أنها الأكثر استفادة مما يحدث فى سيناء، إن لم يكن قد ساعدت بالفعل على وصول الأمور إلى ما وصلت إليه.

المسألة معقدة، ولكن هناك هدفا إسرائيليا جوهريا تسعى إليه منذ توطن الإرهابيون فى هذه المنطقة وهو إيهام وإقناع العالم بأن سيناء صارت منطقة خارج سيطرة الحكومة المصرية، وبالتالى وجب وضعها تحت الحماية الدولية لتتحول بأكملها إلى منطقة عازلة تريح إسرائيل من مشقة أى مواجهة حقيقية مع الجيش المصرى إلى الأبد.

وحتى إذا لم يتحقق هذا الهدف فإن استمرار المواجهة الدامية بشكلها الراهن يشكل خدمة أساسية لإسرائيل لأنه سيحقق الهدف نفسه، عبر استنزاف الحكومة، وبدلا من التفكير فى تعمير سيناء وتنميتها تستمر المواجهة التى يمكن أن تؤدى إلى شرخ أعمق فى علاقة أهالى سيناء ببقية المصريين.

هناك تقديرات مصرية تقول إن الإرهابيين يتلقون مساعدات تقنية إسرائيلية. قد لا تكون السلطات الإسرائيلية هى التى تقدم هذه الأجهزة والمساعدات مباشرة إليهم، لكنها تتركها تمر وتصل إليهم، مثلما كانت تفعل أمريكا مع إيران والعراق أثناء حرب الثمانى سنوات «1980 ــ 1988».

وبالقياس نفسه لا أعرف لماذا لا يفيق أنصار الإخوان من غفوتهم ويخرجون من كهفهم ليدركوا أن تشجيعهم الخفى لأنصار بيت المقدس وغيره من التنظيمات الإرهابية لن يعيد لهم الحكم، بل سيعمق من تنفيذ المخطط الإسرائيلى الصهيونى الذى لا يفرق معه من يحكم مصر.. مبارك أو مرسى أو السيسى؟!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved