فى مقت الإرهاب والعنف

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 19 مايو 2015 - 9:45 ص بتوقيت القاهرة

أمقت استباحة الدماء والإجرام الإرهابى وأعمال العنف، كمقتى للتبريرات الفاسدة التى تسوقها عصابات الإرهاب والمجموعات العنيفة وكمقتى للمظالم وللانتهاكات.

قتل ثلاثة وكلاء للنيابة العامة المصرية فى العريش وإصابة رابع هو جريمة شنعاء تستدعى الترحم على الضحايا وطلب الصبر والسلوان لذويهم ــ وها قد بتنا نطلبهما بانتظام على وقع الإجرام الإرهابى المتواتر، تماما كما تستدعى تعقب المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة وتوفير المزيد من ضمانات وإجراءات حماية موظفى العموم (ومن بينهم أعضاء النيابة العامة والسلطة القضائية) والعمل على حماية عموم المواطنات والمواطنين بمواجهة فعالة للإرهاب وللعنف تتجاوز الاختزال فى أدوات عسكرية وأمنية.

عمليات القتل الجماعى والجرائم ضد الإنسانية وأعمال التدمير والتخريب التى يرتكبها تنظيم داعش فى العراق هى عنوان لدموية ووحشية تقشعر إزائهما الأبدان، وتستدعيان مواجهة فعالة بمزيج من الأدوات العسكرية والأمنية وكذلك من الأدوات القانونية والسياسية والمجتمعية قبل أن يتواصل إسقاط داعش للمدن العراقية وتتصاعد عمليات القتل والاغتصاب والتهجير والتدمير، وقبل أن تعيد الولايات المتحدة الأمريكية ارتكاب نفس خطايا حربها الأولى على الإرهاب وتزج هى وحلفاؤها من أطراف دولية وإقليمية ببلاد العرب إلى كوارث تفتيت جديدة.

عمليات القتل الجماعى والجرائم ضد الإنسانية وأعمال التدمير والتخريب التى يرتكبها تنظيم داعش فى سوريا هى عنوان لدموية ووحشية لا يمكن التعامل معهما بالانتقائية التى تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والكثير من الأطراف الإقليمية. ليس فقط تراث البشرية الأثرى والإنسانى فى بالميرا وفى مناطق سورية أخرى هو الذى يتعرض للتدمير وللتخريب أو يقترب منهما، بل الشعب السورى هو الذى يواجه إجرام داعش وإجرام نظام الأسد المستبد وإجرام جماعات تواجهه بذات أدواته، ولا تعنى حياة الناس ولا حقوقهم وحرياتهم لجميع هذه الأطراف المجرمة الشىء الكثير، ولا تعنى أيضا للأطراف الدولية والإقليمية التى تواصل دعمها تسليحا وتمويلا غير ما يكفى لرطانة علنية خالية من القيمة والمضمون.

عبء النجاة بمصر من الإرهاب والعنف كما من المظالم والانتهاكات يقع علينا نحن، تماما كما لن تنجو لا العراق ولا سوريا إلا بتوافق مواطنى البلدين على إزاحة شرور الاستبداد والظلم والإرهاب والفساد. وإن لم نفعل وإن لم يفعلوا وإن لم نتمسك بالسلمية والمساواة والعدل والديمقراطية والتنمية، سيستمر الثمن الباهظ الذى نحمله لبلداننا مواطنات ومواطنين ومجتمعات ودول وطنية.

استفيقوا قبل فوات الأوان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved