آخر أيام المدرسة

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الإثنين 19 يونيو 2017 - 9:50 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة الإمارات اليوم مقالا للكاتب «أحمد حسن الزعبى» يتحدث فيه عن شعوره بعد انتهاء الدراسة فيتساءل فى البداية هل للنهايات رائحة؟ ويقول: أنا أشتم رائحة النهايات، أشتمها حقيقة وليس مجازًا.. عندما تفرغ المدارس من آخر امتحاناتها تصبح للمدرسة رائحة مختلفة، الورق المبعثر فى الساحات، الكتب المحروقة خلف السياج، قصاصات الغش المطوية بين قضبان المقاعد الدراسية، تبدد النظام، رائحة الصيف التى تحرك الشجيرات القليلة فى مدخل المدرسة، العشب اليابس الذى يشبه الحرف اليابس فى سهول الدفاتر، آخر الكلمات التى كتبت فى الدرس الأخير أثناء المراجعة.. دفتر تحضير المعلم وقد امتلأ بالحبر والدروس القديمة، قطع الطبشور الأبيض المصطفة على ذراع السبورة.. وكل شىء..
ويضيف أنه عندما كانت المدرسة تدخل فى أجواء الامتحانات كان يصيبه اضطراب يشبه الاكتئاب، فرغم أنه لم يكن يحب المدرسة، لكنه فى الوقت نفسه لا يحب أن تنتهى، المشاعر نحوها تجلس فى زاوية خاصة لا يستطيع تصنيفها تحت أى شعور.. هى متأرجحة بين الحب والخوف والسعادة، تماما كأى شىء لا يحبه الفرد لكنه لا يريده أن ينتهى، أو لا يحبه وعندما يراه ينتهى ويغادر أو يموت فيحزن عليه، ويتمنى بقاءه على سوئه، المهم ألا ينتهى.
ويختتم الكاتب قائلا: فى آخر أيام المدرسة، أحزن على العلم المرفوع على السارية يرفرف وحيدا، وقد غادر الأولاد قاعات الامتحان باكرا، أحزن على رسمات ممزقة كانت مشروع لوحة فنية فى حصة الفن المهملة أصلا، أحزن على لعبة لم تكتمل بين طالبين، وثمة بقايا ساندويتش فى الدرج الأخير، ربما لم يكمل الطالب وجبته بعد دخول المعلم قبل أسابيع طويلة، أشتم رائحة الحبر من «أقلام الفولوماستر» على الوسائل التعليمية، وأحبال الزينة المعلقة فى الممرات وعلى أبواب الصفوف الأساسية، تعبث بها الريح بصمت مطبق للمكان، أحزن عندما لا أسمع صوت المعلمين وضجيج الضحك المقبل من النوافذ العالية فى حصة تفاعلية جميلة، وصوت إغلاق الأبواب من قبل مراسلى المدرسة، أحزن عندما أسمع صوت البوابة الحديدية الكبيرة للمدرسة تطبق معلنة نهاية اليوم الأخير من الامتحانات، عند الساعة الـ11.

الإمارات اليوم ــ الإمارات

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved