أداء الأهلى والمصرى والزمالك

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 19 ديسمبر 2016 - 10:55 م بتوقيت القاهرة

** امتصت مصافحات لاعبى الأهلى والمصرى بعد المباراة هذا التعصب المكبوت أحيانا والصارخ فى أحيان أخرى. وأترك ضربات الجزاء للحكام فهم أصحابها، وما يهمنى الآن هو أن الأفضل فى المباراة فاز. وقد كانت صراعا للقوة، وبدت كلعبة رست أو شد حبل بين الفريقين. وأظن أن حسام حسن توقع أداء هادئا متزنا من جانب الأهلى «يطبخ فيه الهجمة على نار هادئة» ثم يجعل فى لحظة ما يغلى ما فى الإناء ويسجل.. ولم يفعل متصدر الدورى ذلك.. وإنما دافع وانقض بكرات عكسية وطويلة.. وسجل أيضا.

** المصرى أثبت أنه فريق قوى لأنه لعب بقوة أمام القوى.. وفى أداء المصرى لمست ثقة قد تصل إلى الغرور، على اعتبار أنه هزم الأهلى فى الموسم الماضى، وبسهولة يمكنه أن يكرر الفوز لاسيما أن الفريق يتسلح الآن بمجموعة لاعبين مميزين يلعبون ويقدمون كرة جماعية لها شخصية مميزة.. وحقق الفريق معادلة صعبة فى المباراة، فلعب بحماس وسرعة بدون عشوائية.. وهكذا هاجم المصرى ولم يغلق مساحاته فبادر مروان محسن بالتحرك فى ميدان واسع وسجل هدفا مبكرا قلب الموازين، وتبعثرت الخطط فى الملعب..!

** أحب تكرار أن كرة القدم لم تعد لعبة مراكز ولم يعد هناك ما يسمى برأس الحربة الذى يشترى قيراطا من خصمه فى منطقته، ويظل يشاكس ويحارب كى يسرق هدفا.. هذا كلام قديم.. الأمر اختلف، فى ألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وكمان مصر (آه والله..) وكنت أشرت مرارا إلى أن مروان محسن له دوره فى الأهلى وهو يجيده مع أنه دور صعب ومتعب للغاية.. فهو مهاجم متقدم فى لحظة ما، ثم أرنب سباق فى لحظة أخرى.. يسحب المدافعين والمراقبين، ويساهم فى إخلاء منطقة لزميله القادم من الخلف.. وشاهدوا كيف يتحرك مروان محسن كثيرا خارج الصندوق وكيف يفعل هجوم الأهلى كله ذلك.. خاصة أن عدد الذين يدخلون منطقة جزاء المنافس فى الحركة واللعب قد يصل 10 لاعبين فى الفريق، وقد لا يلعبون كلهم فى مباراة لكنهم أصحاب تلك المهارة.. وهم: محسن، السعيد، وليد سليمان، محمد هانى، عمرو جمال، جونيور أجاى، مؤمن زكريا، على معلول، أحمد فتحى، كريم نيدفيد، حسام غالى.. كل هؤلاء عندهم تلك النزعة بالفطرة وبالغريزة وبالتدريب.. وليس بالضرورة أن تكون تلك هى الفلسفة والأسلوب فى كل مباراة.

** الزمالك قبل أيام لعب أمام الاتحاد شوطا ممتعا حين نزلت المهارات ولعبت وتلاعبت.. ولكن الفريق كرته فردية ومازالت كذلك. وحين أخذ لاعبوه يتبادلون الكرة ويلعبونها ويداعبونها ويستمتعون بها كان ذلك مدهشا.. فلماذا لا يفعلون هذا دائما ومن البدايات؟!

إذن الزمالك تسيره ظروف المباريات والأهداف.. وهو ما يفرض عليه أسلوبا يقيده أحيانا، ولا يجب أن يكون ذلك حال فريق يملك مثل تلك المهارات الفردية.

** يبقى فى اليوم المؤتمرات الصحفية، فهى يجب أن تكون فى سياق المباراة وبأسئلة فنية، دون محاولة الزملاء انتزاع تصريحات ومانشيتات مثيرة من المدربين.. وقد كان حسام حسن هادئا أو يصطنع الهدوء بينما هو يغلى كعادته.. وكان الهدوء أمرا طيبا حتى خرج عن بعض الهدوء بفعل ما تعرض له من هجوم وسباب من جماهيره سابقا وترك الكثير من الناس هدوء حسام وأمسكوا فى غضبه المكبوت وتصريحاته غير الدبلوماسية.. لماذا نترك دائما نص الكوب المليان ونرى النص الفارغ.. أظنها سياسة مجتمع؟!

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved