لا تقتلنى.. واجعلنى جميلا!

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الخميس 20 أبريل 2017 - 10:25 م بتوقيت القاهرة

يقول معد التقرير الذى يعرض حالتها المثيرة للشفقة، إن عارضة الأزياء الروسية فاليريا ليفتن، كانت فى طفولتها فتاة جميلة مليئة بالصحة والشباب مع ميل بسيط للامتلاء عرضها لسخرية زملاء الدراسة، وحتى حين وصلت إلى عمر المراهقة لم تسلم من السخريات والمقالب، ثم أصابها هوس الجمال والرشاقة والأضواء والشهرة، ما دفعها لاتباع حميات غذائية قاسية وبلا توقف، أصبحت مشهورة ونالت ما كانت تتمنى، لكنها لم تتوقف عن الحميات الغذائية حتى فقدت معظم وزنها، ثم أصيبت بمرض فقدان الشهية، وتحولت إلى ما يشبه الشبح أو الهيكل العظمى!

هوس الرشاقة والجمال يعتبر واحدا من أكثر الظواهر انتشارا بين المراهقات والمراهقين، إنه الهوس الذى يغذى ظاهرة أدوية النحافة ومستلزمات التخسيس الرياضية وغير الرياضية، كما أنه العامل الرئيس وراء انتشار عمليات وعيادات التجميل فى كل العالم، على الرغم من تحذيرات كثيرة، بل وحوادث أكثر دفع كثيرون حياتهم ثمنا للتورط فيها، لكن مبدأ (اقتلنى واجعلنى جميلا) يجد دائما من يتبناه ويدافع عنه بشراسة، وطبعا يستفيد منه!
الجمال ليس عيبا، والبحث عنه والسعى إليه ليس خطيئة، بل إن الله جميل يحب الجمال، لذلك خلقنا فى أحسن وأجمل تقويم، كما ملأ الكون جمالا ودعانا لتمجيده، لكن الخطأ حين تبحث عن هذا الجمال لتكون شبيها بمقاييس الآخرين، لتشبه النجوم والممثلين، لتشبه ما لا يشبهك حتى وإن لم يناسبك هذا الشكل الذى سعيت له! فلماذا علينا أن نكون كنجمات ونجوم السينما وعارضات الأزياء؟ دون أن نفكر فى الطريقة التى يعيش بها هؤلاء وبالطريقة التى ينتهون بها بعد سنوات قليلة من الشهرة والأموال والسير والسقوط على منصات العروض العالمية!
نحن أناس عاديون جدا، لن نظهر يوما فى أفلام هوليوود ولن نقف أمام أضواء الكاميرات، لن تظهر صورنا على أغلفة المجلات ولن نمشى على السجادة الحمراء فى كان ونيويورك والبندقية وميلانو، ولن نكون هوسا للجماهير يوما، وتلك نعمة كبرى، علينا أن نحافظ عليها وعلى صحتنا وتوازننا النفسى بالرياضة والغذاء المتوازن والحياة الجيدة!
هؤلاء الذين نسميهم نجوم الفن والموضة يعتاش معظمهم بتغيير أشكالهم وبعمليات التجميل، لا يعيشون حياة طبيعية كما نعيش، إنهم تحت الضغط ومطالب الأضواء دائما، لذلك يقعون فريسة الاكتئاب والإدمان والأمراض والعلاقات غير المستقرة، لماذا علينا أن نسعى لهذا الخراب النفسى، بينما نحن نتمتع حقيقة بما لا يمكنهم الحصول عليه: الحياة العادية والبسيطة!

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved