عربة أخرى قبل الحصان..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 20 يوليه 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

** تبدأ البطولة العربية لكرة القدم بعد نهاية دورى محلى طويل، وفى وسط منتصف مسابقة كأس تنتظر إسدال الستار بعد أسابيع، وخلال موسم مشحون ومزدحم، يتضمن مباريات محلية وإفريقية ودولية للمنتخب، ومنها تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية.. وهذا يعنى إجهادًا حقيقيًا للاعبين الذين شاركوا ويشاركون فى كل ما سبق من منافسات كأساسيين.. فهل يمكن أن نرى تدويرا جادا ومدروسا، أم سنرى دفعا للاعبين نجوم وأسماء بهدف حماية المدربين لأنفسهم من احتمالات النقد والحساب؟ 
** قبل أسابيع اعترضت على اعتراض حسام البدرى بشأن الاشتراك فى البطولة العربية.. وكان اعتراض البدرى مفهوما، ويرجعه إلى الإجهاد وحاجة اللاعبين للراحة. وكان اعتراضى على اعتراض البدرى أن الأهلى بإدارته أعلن المشاركة، وعليه أن يلتزم بذلك. وأنه بعد الإعلان عن مشاركات الأندية كلها، لا يجوز أبدا مناقشة فكرة الاشتراك من عدمها.. فقد سئمنا من وضع العربة قبل الحصان.. بينما أقبل بأى نقاش ودراسات قبل إقرار المشاركة والإعلان عنها.. 
** فيما يتعلق بالأهلى تحديدا. أظن أنه يملك أكثر من فريق.. فإذا غاب عبدالله السعيد هناك صالح جمعة. وإذا غاب مؤمن هناك ميدو جابر. وإذا غاب وليد سليمان هناك حمودى. وإذا غاب فتحى هناك محمد هانى. وإذا غاب أجايى هناك عمرو جمال وهناك أيضا متعب. فما هى قيمة شراء النجوم؟ وما هى قيمة تكوين فريق يضم 20 نجمًا مثلا؟ 
** فنيا سيظل الإجهاد مبررا عاما. لكن يمكن علاجه بالدفع بالنجوم الذين تعاقد معهم الأهلى أو اللاعبين الذين تعاقد معهم الزمالك.. وكنت أشرت من قبل إلى أنه صدرت موافقات وأعلنت الأندية مشاركتها وأن موعد البطولة معلوم. وأن الاتحاد العربى أعلن أنه راجع مواعيد مباريات بطولتى الأندية الإفريقية مع الكاف... فكيف يعود الجدل والنقاش فى كواليس البطولة عن جدوى المشاركة وهى توشك أن تبدأ.. أم هى عربة أخرى توضع قبل الحصان؟ 
** أكرر دائما أن الأهلى والزمالك قوة ناعمة فى الإقليم العربى والإفريقى والآسيوى، ونحن فى القرن الحادى والعشرين، تغيرت استراتيجيات الأندية الكبرى.. (هناك فرق إنجليزية وأوروبية تلعب الآن فى الصين دورة ودية) لم يعد كافيا الانحسار داخل المحلية، ولابد من الانطلاق ومن الانتشار الإقليمى والفوز بجماهير فى المحيط. وقد اكتسب الأهلى والزمالك شعبية عربية مبكرا فى الستينيات، والحفاظ على تلك الشعبية ضرورة، بل وزيادتها ضرورة. ثم هناك الدور السياسى للمؤسسات الرياضية الكبرى ومنها بالطبع الأهلى والزمالك. وهذا الدور يفرض على الأهلى ممارسته بإيجابية. وهذا الدور مع مفهوم القوة الناعمة للفريقين الكبيرين يفرض عليهما المشاركة.. كتبت هذا الكلام من قبل وأكتبه اليوم إيمانًا به 
** إن الأهلى أو الزمالك لهما دورهما فى الإقليم العربى. وهو دور مهم. دور تمارسه القوى الناعمة فى الدول. ومرة أخرى أكرر وأردد وأكتب أن القوى الناعمة هى الفن والسينما والأغنية والأدب والثقافة، والرياضة والموسيقى. القوة الناعمة للبرازيل منتخبها. القوة الناعمة لإسبانيا هى برشلونة وريال مدريد. القوة الناعمة لألمانيا الصناعة. القوة الناعمة لليابان هى العمل.. القوة الناعمة لروسيا فرقة البولشوى. القوة الناعمة لأمريكا هى السينما.. القوة الناعمة لمصر فى إقليمها كل هذا وأكثر.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved