المستقبل المحتمل

أحمد الصاوى
أحمد الصاوى

آخر تحديث: الثلاثاء 21 فبراير 2012 - 9:15 ص بتوقيت القاهرة

يعتقد البعض أن المعركة الرئاسية الأرجح أنها محسومة بين الوجوه المعلنة حتى الآن والتى حازت جميعها لقب «المرشح المحتمل» من ناحية هؤلاء يمارسون الدعاية طوال أشهر طويلة مضت، بعضهم مثل حمدين صباحى بدأ حملته الرئاسية قبل قيام الثورة بأشهر، حين انخرط مؤيدوه فى حملات لجمع توقيعات لطرحه كمرشح شعبى فى مواجهة شبح التوريث، ومن ناحية أخرى، الوقت لا يسمح لمرشح جديد بطرح نفسه وتكوين زخم حاشد حوله، طالما أنه غير مرتكز على قوى سياسية لديها حضور فى الشارع، فيعوض ما فاته من دعاية بقبول وشهرة وانتشار القوى السياسية التى ستعلن دعمه.


فى معركة الرئاسة لديك ملاحظة أساسية، أن جميع المرشحين يخوضون المنافسة من باب الاستقلال، حتى لو حصل بعضهم على تأييد بعض القوى والأحزاب، الوسط مستمر فى تأييده العوا، والكرامة بالقطع خلف مؤسسه حمدين صباحى، وقطاعات من الهيئات السلفية تقف خلف حازم صلاح أبوإسماعيل، وشباب الخارجين من الإخوان فى «التيار المصرى أو النهضة» يقفون خلف عبدالمنعم أبوالفتوح، والأحزاب الأساسية التى اختبرت حظوظها فى الشارع فى الانتخابات البرلمانية لا تملك حتى الآن مرشحين مباشرين وتعلن فى كل مناسبة أنه لن يكون لها مرشحون سواء الإخوان أو حزب النور أو حتى الوفد الذى جاء ثالثا.

 

لن تعكس المنافسة إذن طبيعة الخريطة السياسية فى الشارع، حتى هذه اللحظة هى معركة بعيدة عن الاستقطاب الرئيسى الذى ساد فى انتخابات البرلمان على أسس طائفية، وهى بعيدة كذلك عن رؤى الأحزاب وبرامجهم، هى معركة حول أشخاص كل منهم يرتكز على سيرة ذاتية، وأفكار معلنة، وانحيازات ليست منتظمة أيديولوجيا، لكنها تمتاز بالمرونة.

 

بين هؤلاء هناك 3 مرشحين تبدو مواقفهم ثابتة تماما ويتحركون بقدر واسع من الاستقلال بعيدا عن القوى السياسية الرئيسية وكذلك المجلس العسكرى، هم بوضوح أبوالفتوح وأبوإسماعيل وصباحى، وهؤلاء لم تنلهم بذات القدر ما نال غيرهم من هجوم وحملات مرتبطة بالتاريخ الشخصى للمرشح أو بمواقفه الرئيسية.

 

لكن كل ذلك لا يمنع أن يتقدم مرشح جديد، وأن نفاجأ به يوم 10 مارس المقبل وقد تقدم بأوراقه، وهو هنا سيستفيد من نقطتين أساسيتين، أولا أنه سيغازل القوى والكتل التى لم تحسم أمرها من أحد المرشحين المحتملين، وفى الوقت نفسه سيستفيد من حالة من الضبابية فى الاختيار لدى قطاعات كثيرة، ربما تجد ضالته فيه وهى واقعة فى حيرة «نختار مين» وفى الوقت نفسه لديها ملل من الوجوه المطروحة، وثانيا تعرض المرشحون المحتملون كما قلت بفعل طول مدة طرحهم على الرأى العام إلى مدفع النقد والتفتيش فى المواقف والسيرة الذاتية لفترة طويلة جدا أثرت بالسلب على البعض، وهبطت بالبعض من أعلى مراحل التأييد إلى أدناها، وهذه ميزة جديدة أمام مرشح بكر لن يقف أمام المدفع إلا عدة أشهر.

 

إذا كان لدينا مرشحون محتملون، فلن تتضح معالم السباق قبل أن يغلق باب الترشح فى الأسبوع الأول من أبريل، ووقتها سنعرف الفارق بين المحتمل والمتيقن، وقبل ذلك كل شىء محتمل. 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved