دورة الوجه القبيح للكرة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 21 مايو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● ماذا جرى لرياضة كرة القدم.. العنف بات من مظاهرها المتكررة فى كثير من دول العالم؟

 

ربما أستثنى الدورى السورى الذى تقام مبارياته فى أجواء حرب محيطة، لكنها تمضى بسلام داخل المدرجات، وتلك من أعاجيب الزمن. فأحداث العنف تخيم مثلا على دول الربيع العربى، التى تتحدث عن استقرار لم يأت، وثورات أتت ورحلت. وقد انطلقت أحداث العنف والشغب إلى أوروبا المستقرة الديمقراطية، وشهدت شوارع فرنسا وأخيرا بلجراد شغبا وعنفا، فبعد احتفالات جماهير باريس سان جيرمان الصاخبة والهوجاء، وقع اشتباك وأعمال شغب بين جماهير رد ستار وبارتيزان، وهما فريقا القمة هناك، واعتقلت الشرطة أكثر من مائة شخص، بعدما تطورت الأحداث وانتقلت إلى شوارع متفرقة.. كما تعرضت الحافلة التى تقل فريق بارتيزان إلى ضربها بالحجارة بعد فوزه بهدف للا شىء واقترابه من بطولة الدورى. (يبدو أننا نجحنا فى تصدير شىء ما إلى أوروبا، ومن أسف أن يكون ذلك الشىء هو رشق أتوبيسات الفرق بالحجارة).

 

●● العنف فى صربيا ليس جديدا ولكنه متجدد، وكان الاتحاد الأوروبى قد وجه إنذارا قبل فترة إلى صربيا بسبب الشغب.. ولكن كرة القدم ومحيطها فى العالم يعود الآن ثلاثين عاما إلى الوراء، حين كانت جماعات الهوليجانز الإنجليزية  تجوب أوروبا خلف فرقها وتنشر وتنثر العنف، فهل هى دورة تشهد انهيارا أخلاقيا ورياضيا كل فترة؟!

 

●● من تفسيرات علماء الاجتماع لهذا الوجه القبيح لكرة القدم أن الإنسان الأوروبى محاط بقيود صارمة من القوانين، وأنه يجد فى ملعب الكرة ساحة حرية يتخلص فيها من القيود المحيطة به فى الشارع والسكن والعمل عليه أن يحترمها وإلا تعرض للعقاب. فهو يستطيع أن يصرخ ويقف ويقعد، ويفعل ما يريد دون أن يحاسبه من يجلس بجواره أو جاره على الضوضاء التى يصنعها.. وهو أيضا يهاجم الحكم الذى يراه رمزا للسلطة فى المستطيل الأخضر، ومعلوم أن رفض السلطة يعد سلوكا فطريا عند الشعوب، لكن هذا الرفض له دائما قواعده وحدوده، وهذا طبعا هناك فى العالم الآخر.

 

●●●

 

●● حقق البنزرتى التونسى فوزا كبيرا على الإسماعيلى 3/صفر. إلا أن النتيجة لا تعبر عن سير المباراة. فقد كان الفريق التونسى يستحق فوزا أكبر من واقع الفرص التى لاحت له وخاصة من الكرات العرضية التى وصل عددها الخطير إلى 11 كرة عرضية، وكانت كل منها تمر أمام دفاع الإسماعيلى أو فوق رءوسه، لأنه يقفز إلى أسفل.

 

●● فى المقابل تابعنا مباراة إنبى وسان جورج التى انتهت بفوز الفريق الإثيوبى 2/ صفر عبر الإذاعة، وعلى الرغم من الهزيمة كاد إنبى يسجل هدفين على الأقل فى الشوط الثانى، حتى إن المعلق صرخ فى المرتين فزعا لسهولة الفرصتين، ونحمد الله أنه أسرع بإخبارنا أن الصرخة التى أطلقها فى كل مرة سببها فرصة، وليس لدغة.

 

●● اعتذار: نحن لا نزرع الشوك كانت للأديب يوسف السباعى وليس إحسان عبد القدوس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved