حتى تحيا كرة القدم

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 21 يوليه 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● الكرة المصرية وكثير من اللعبات فى مفترق طرق الآن.. مرة بسبب السياسة والشارع السياسى والتطورات الأمنية، ومرة بسبب الألتراس، وقد أصبحت الكلمة موضة، فأصبحنا نقرأ ونسمع عن ألتراس الثقافة، وألتراس المترو، وألتراس الألتراس.

●● ما يجرى فى السياسة يهدد الرياضة كلها، فالأمن منهك بما يحدث فى الشارع، ولا يمكن مطالبته بحماية مباريات كرة القدم، خاصة فى ظل قرار بمنع الحضور الجماهيرى، وهو قرار أفقد اللعبة الحياة وأفقدها بهجتها.. ويسأل عن ذلك الألتراس أنفسهم، بتجاوزات وقعت فى ملاعب الجيش ترتب عليها رفض استضافة المباريات وقرار منع الجمهور من الحضور. إلا أن ألتراس الأهلى ووايت نايتس الزمالك أصدرا بيانا قبل أيام عبرا فيه عن رغبتهما فى حضور لقاء القمة الإفريقى، وهى رغبة مشروعة، معززة بإقرار تحمل المسئولية.

●● جاء فى هذا البيان أن الألتراس بعد أحداث استاد بورسعيد ضحوا ببهجتهم ومتعتهم إزاء حياة وأرواح. وأشار البيان إلى مباريات حضرها الجمهور بدون شغب، وبنص البيان يقولون: «لسنا بمثيرى شغب ولا براغبى فوضى»، ويؤكد الألتراس: «مستعدون لتحمل المسئولية كاملة امام الله وامام ظروف الوطن وامام الجميع وامام انفسنا».

●● شخصيا أتمنى عودة الجماهير إلى الملاعب، وأن تعود كرة القدم كما كانت، لكنى لست متفائلا، ثم إننى أوضحت من قبل، إذا كانت اللعبة ستهدد حياة جماهيرها، وستشهد اقتحامات وشغب وعنف، فإننى لا اريد كرة القدم، ولا أنصح باستمرارها. وقد سبق وتوقف الدورى أو ألغيت المسابقة 7 مرات، ومنها توقف استمر خمس سنوات بسبب ظروف الحرب.. وهى مهددة الآن بتوقف قد يطول لو لم تستقر الأوضاع السياسية والأمنية فى الشارع السياسى.. بجانب أن مصر تخوض فى سيناء حربا ضد الإرهاب القذر، وهى حرب حقيقية وطويلة.؟!

●● فيما يتعلق بألتراس الأهلى والزمالك أراهما مسئولين لإرساء قواعد جديدة فى مدرجات كرة القدم، والمبادرة الآن مع المجموعتين، فلا اقتحامات، واتفاق مع الجهات الأمنية على العودة للمدرجات بأناشيدهم وأهازيجهم وهتافاتهم، وعليهم الاشتراك بجدية فى تأمين المدرجات والسيطرة على السلوك، كما يعدون، وربما يكون ذلك نواة لتأسيس شركة مدنية تؤمن مباريات كرة القدم على أن تتم الاستعانة بالمركز الدولى فى الدوحه. وقد يبدو الأمر بعيد المنال، وهو سيكون كذلك عند الذين يتثاءبون، ويدهشنى أنهم يتثاءبون منذ 40 عاما، وأن يكون ذلك فى كل مجال، وأمام كل فكرة.

●● إن كرة القدم المصرية فى مفترق طرق، فإما أن تكون أو لا تكون لسنوات، وثمن توقفها سيكون باهظا هذه المرة، لأن الأندية ستعانى إفلاسا ماليا واقتصاديا ورياضيا. والكرة متعة ملايين، وليست متعة جماعات الألتراس وحدها. ولكن جماعات الألتراس وحدها تتحمل مسئولية عودتهم للمدرجات، وإضاءة شمعة أمل فى النفق المظلم كى تشفى وتحيا كرة القدم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved