معركة اليورو..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 23 يونيو 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● قبل مباراة ألمانيا واليونان نشرت صحيفة الإندبندنت الإنجليزية رسما كاريكاتوريا على مساحة واسعة، يقف فيه الحكم «السيدة أنجيلا ميركل» ممسكا بصفارته وعلى وجهه ملامح الغضب والتحدى. ويضع يديه فى وسطه ويقف وعينه موجهه إلى كابتن اليونان وهو مواطن يونانى مسن ومذعور، وينظر هذا المواطن فى وجه الحكم وهو يصرخ خوفا وألما. وفى نصف الملعب الآخر خلف الحكم مباشرة يقف كابتن ألمانيا، وهو السيدة أنجيلا ميركل أيضا. واللاعبون أعضاء منتخب ألمانيا جميعهم أنجيلا ميركل، وحتى مساعد الحكم، أنجيلا ميركل.. أما الكرة فهى بيضاء على نقطة منتصف الملعب ومزينة بعلامة اليورو.

 

●● بعد فوز اليونان على روسيا خرجت الصحف فى أثينا بعناوين تبث غضبها على المستشارة الألمانية ميركل، تعبيرا عن الغضب الشديد من أسلوب تعامل أوروبا مع الأزمة المالية اليونانية.. وقد تنوعت عناوين الصحف فى الصياغة، لكنها اتفقت على نقد الأوروبيين: وكتبت «سبورت داى»: «هكذا يتأهل المدينون لك.. استعدى يا انجيلا»..

 

●● قبل مباراة اليونان وألمانيا دعا الاتحاد الأوروبى إلى إزاحة السياسة من الملعب، وعدم المزج بين كرة القدم وبين الأزمة المالية الأوروبية أو ما يعرف بأزمة منطقة اليورو فيما أكد لاعبو المنتخب اليونانى أنهم سيكونوا «محاربين» فى المباراة وقال لاعب الوسط المنتخب كوستاس كاتسورانيس ردا على اسئلة الصحفيين عن احتمال تأهل منتخب بلاده على حساب الألمان: «سنجعلهم يمضون أوقاتا صعبة»..

 

●● هكذا عندما نقول ونؤكد أن كرة القدم ساحة صراع مشروعة، للثقافات والحضارات والأزمات، وان هذا الصراع مهما كان مقبولا ومشروعا عند جماهير الكرة الأوروبية فإنه فى النهاية هناك له سقف لا يتعداه، ولا يمكن أن يتحول إلى معركة رأى عام، أو إلى حرب بين شعبين تستخدم فيها كل وسائل الإساءة والانحطاط الأخلاقى. ولكنى أكتب تلك الكلمات قبل مباراة ألمانيا واليونان، وأضع بعض الخطوط على عصبية لاعبى اليونان التى أخشاها!.

 

●● إذا كان رونالدو أختير أحسن لاعب فى مباراة هولندا والبرتغال، والتى اعتبرت أحسن مبارياته الـ93 مع منتخب بلاده، فإن الصحافة البرتغالية التى هاجمته بعنف قبلها، خرجت وهى تهتف له بعدها. وعقب فوز البرتغال على التشيك خرجت 52 صحيفة من بين 37 صحيفة بمانشيتات غزل فى كريستيانو، وبصورته طبعا وهو يجرى فرحا بعد هدف الفوز.. وكانت أبرز العناوين: «أنا قادم للفوز بالذهب».. «القوى».. وقال العديد من الخبراء أن ورنالدو لو أكمل بهذا المستوى، ولعب به فى الدور قبل النهائى فإن البرتغال مرشحة للفوز بالكأس.

 

●● حكمة كرة القدم وفلسفتها التاريخية تقول التى تبدو نصا مقتبسا يردده دائما أهل الدبلوماسية: «دعونا ننتظر ونرى.. كيف ستنتهى معركة اليورو».  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved