نحو مبادرة خليجية ثانية فى اليمن

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الإثنين 22 يونيو 2015 - 10:45 ص بتوقيت القاهرة

لا جدال أن الحكمة اليمنية اليوم باتت مفقودة، ولو كانت كما كانت لما خسر اليمنُ اليمنَ، الجهل وحده هو سيد الموقف الآن.. فإن خسر اليمنى اليوم أهم خصائصه كإنسان رشيد بسبب انتقال قضيته من مربع الحكمة إلى مربع الجهل فمازال هناك متسع من الوقت لعودة الحكمة اليمنية من جديد، فبدون هذه الحكمة سوف يستمر الجهل، وسوف يحرق اليمنى بعظام اليمنى الآخر، الرهان على جنيف رهان على الجهل، والجشع، فالأمم المتحدة ليست قادرة، ولا تستطيع، أن تخلق حلا سياسيا، إن غابت حكمة اليمنى عن قضيته، وحكمة اليمنى اليوم فى سلاحه وضميره، إن شاء قتل وإن شاء عدل وسامح.

فى رمضان تصفد الشياطين، وفى رمضان أيضا فرصة لاسترجاع الحكمة النقية الخالية من شوائب المكر والخداع، تفجيرات داعش فى ليلة رمضان الأولى تطرح سؤالا يتوق للحصول عن إجابة حكيمة، لصالح من هذه التفجيرات؟ وإلى أين سوف تنقل قضية اليمن؟ داعش ليس مهتما بوطن اسمه اليمن وكذلك القاعدة وكذلك الحوثى ومع شريكه صالح، ولكنهم جميعا يشكلون مشهدا من مشاهد العراق وسوريا، فاليمن، الذى كان سعيدا، متجه نحو هذا المصير، لا تجنّى على أحد ولكن هذا الأحد هو من تجنّى! هناك فقر فى الحكمة وفائض غنى فى الدماء، وعلى هذين النقيضين تعيش المليشيا والجيوش المرتزقة، فمادام الدم متوافرا فلن يتوقف الجهل عن إراقته، الذين شاهدناهم فى جنيف ليسوا أصحاب قضية أو أبطال معركة بل هم الجريمة الموجودة فى جوف القضية، فهم كالسارق والسرقة، السارق لا بد من وجود شىء يسرقه، والسرقة لا تكون سرقة إلا بوجود سارق، فصور ممثلى صالح والحوثى تعطيك هذا المعنى، فكيف تكون السرقة جريمة والسارق ليس مجرما!
الأمم المتحدة بدعوتها لهذا المؤتمر التعيس ألغت الأمم المتحدة، فهى مثل الطالب الذى يذاكر جغرافيا فى اختبار الرياضيات، مبادرة تعيسة من منظمة تعيسة، تعمل على استمرار القتال بشرط أن يصل الغذاء معه، وتطلب من القاتل توصيل الطعام للمقتول!

عبقرية أممية لا نشاهد إبداعها إلا فى الوطن العربى، بحق شىء يصيب بالغيظ، فقد أصبحت هذه المنظمة مصدرا للإخفاقات والفشل السرمدى الذى لا يزول.. الشقيقات العزيزات الدول الخليجية قدّمت مبادرة شريفة أنقذت اليمن من حرب أهلية فى 2011، وصنعت عاصفة الحزم التى وضعت فى فم الجشع الفارسى حجرا، فقد جاء الوقت للدفع بمبادرة خليجية ثانية، يجمع فيها اليمنى مع اليمنى، مهما كان هذا ومهما كان ذاك، وتكون بها كل الاحتمالات واردة بما فيها تشكيل حكومة جديدة وجيش جديد، مبادرة تعمل على تهيئة اليمن فى الدخول بعضوية مجلس التعاون الخليجى، قبل أن يدخل بحلف داعش وطهران، مبادرة خليجية ثانية تعيد لليمن حكمته وأرضه، فداعش تريد أن تلحقه بخلافتها وفارس تريد أن تلحقه بإمبراطوريتها.

مطلق بن سعود المطيرى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved