أسئلة عن جريمة الوادى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 22 يوليه 2014 - 8:40 ص بتوقيت القاهرة

•• عندما يقع حادث جلل، ويقتل 22 جنديا وضابطا من القوات المسلحة وهم يدافعون عن تراب البلد، وعن ناسها، يكون من الضرورى سرعة مخاطبة الرأى العام المصدوم والمكلوم، عبر جهة رسمية. هذه الجهة قد تكون رئيس الوزراء، أو رئيس الأركان، أو المتحدث العسكرى.. وفى مؤتمر صحفى يشرح المسئول ملابسات الحادث، ويعزز كلامه بخرائط، وصور، وفى مثل تلك الحالات، كما نرى فى العالم كله، من حق المتحدث أن يرفض الإجابة على أسئلة، وأن يرد بأنه جارٍ التحقق من بعض الوقائع، فما أعرفه هو أن الرأى العام يشعر بالارتباك، لأن المعلومات تركت لاجتهادات الصحافة ولوسائل الإعلام، فتضاربت الأرقام، وتناقضت الروايات.

•• عقب وقوع الجريمة مباشرة قيل إن العملية الخسيسة قام بها مهربون، ثم بعد ساعات قيل إنهم إرهابيون. وهى بالتأكيد عملية إرهابية، لكن هناك العديد من الأسئلة التى تحتاج إلى إجابات ومعلومات ومقدر فى الوقت نفسه المسئولية الأمنية وحتمية إخفاء وقائع أو تحقيقات:

ــ متى وقعت الجريمة بالضبط، فى أى ساعة، الرابعة أم السادسة؟ وكيف فاجأ الإرهابيون الجنود؟ وكيف حاصروا النقطة التى سبق وشهدت اعتداءا مماثلا؟ وما هى احتمالات الطرق التى حضروا منها، والتى هربوا عبرها؟ وماذا جرى فى الاعتداء السابق على نفس النقطة؟ ومتى أطلقت قذيفة الآر بى جى على مخزن الذخيرة فى بداية الاشتباك أم فى نهايته؟ وهل قام انتحارى بتفجير نفسه أم أنهم قاموا بتفجير سيارة سبق سرقتها من نفس النقطة؟ ثم كم سيارة دفع رباعى استخدمها الإرهابيون فى الجريمة الخسيسة، فقد قرأت فى صحيفة أنها ثلاث سيارات، وفى أخرى أنها أربع سيارات، وفى ثالثة أنها ست سيارات. وكم عدد الإرهابيين الذين شاركوا فى العملية، 30 أم 20 أم 12.. والقضية هنا ليست فى قيمة معرفة عدد السيارات أو عدد الإرهابيين عند المتلقى مثلى، وإنما القضية هى دقة المعلومات.. أو الشعور بدقة المعلومات.

•• إن تكرار هذه الأحداث متوقع، وهى أحداث مؤلمة تجعل الدماء تغلى فى العروق، ولأننا فى حرب حقيقية، يمكن أن يراها أى إنسان عنده منطق صادق، وأمين، وعين تبصر وعادلة وغير متحيزة، فإن أى حرب فيها خسائر، لكن فى المقابل نريد أيضا خسائر فى العدو.

•• كل من يؤيد الإرهاب هو إرهابى، وكل صامت على الإرهاب هو إرهابى، وكل من يؤيد هذا الإرهاب هو إرهابى. ومن هؤلاء الهاربين الذين جروا مثل «الفراخ» إلى الخارج عقب 30 يونيو، فقد شمتوا فى شهداء الجيش المصرى، وتحدثوا بكلمات فارغة وتافهة على مواقع التواصل الاجتماعى، لكن من المؤكد أن هناك ملايين المصريين والبسطاء الذين أصابهم الحزن والغضب والألم الشديد لما جرى فى الوادى الجديد.. وأنصح بقراءة مقال «من يتضامن مع جنودنا؟» الذى كتبه عمرو الشوبكى فى المصرى اليوم.

والمقال فيه من الأمانة والوطنية والمهنية ما يمكن أن يكون درسا لأصحاب الجماجم الفارغة، وتجار الدين، وتجار الثورة، وتجار السياسة، الذين يخاطبون أنفسهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved