التعليم.. الجودة والفجوة


قضايا تعليمية

آخر تحديث: الأحد 23 أبريل 2017 - 9:45 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة عكاظ السعودية مقالا للكاتب «إبراهيم إسماعيل كتبى» يتحدث فيه عن جودة التعليم فيقول: قد لا يبدو غريبا إنما العجب والإعجاب أن نتابع حديثا فى الدول المتقدمة عن حاجتها المستمرة لتطوير التعليم ومواكبة سوق العمل لديها، وهو ذات السباق السريع فى البحث العلمى، فما بالنا بأوضاعنا وأحوالنا مع أزمات التعليم وسوق العمل وما بينهما من فجوة مزمنة ما زلنا نبحث لها عن علاجات وحلول، وما إن نخطو خطوة أو خطوات إلا والعالم المتقدم يتجاوز تجاربه المتطورة أصلا بمراحل نوعية.
كم من ندوات ومؤتمرات وورش عمل ودراسات أقيمت عندنا، وكم من توصيات واقتراحات وخطط، وما زلنا ندور فى نفس الدائرة وكأننا فى نقطة البداية، نفس القضايا وذات الشكاوى، ولا جديد إلا من محاولات تحقق شيئا من الهدف المفقود فى أرض الواقع بشأن الفجوة بين التعليم والعمل.
هذه الحقيقة، إن كان ما يتعلق بالتجارب المتقدمة فى العالم أو الساعيين إلى التقدم ونحن منهم، تابعناها على لسان عدد كبير من مديرى جامعات عالمية كبرى وعمداء كليات وخبراء بمراكز أبحاث شهيرة، وأيضا جامعاتنا بتجاربها العريقة والجديدة منها، وذلك فى جلسات المؤتمر الدولى للتعليم العالى الذى اختتم أعماله قبل أيام فى الرياض، وهو بالفعل فرصة عظيمة القيمة لتلاقى العقول والتجارب من 30 دولة، عبر مشاركة نحو 77 جامعة ومؤسسة تعليمية عالمية ومحلية و59 ورشة عمل، ومعرض شارك فيه عدد هائل من جامعات العالم، حرصت على عرض وتسويق تجاربها وخبراتها، ومثل هذه الفاعليات الضخمة للمؤتمر والمعرض تمثل مظهرا ورافدا ثريا لعولمة الفكر التعليمى.
المملكة بدأت تنفيذ (رؤية 2030) بهدف الهيكلة الشاملة الفاعلة للمقومات الاقتصادية والتعليمية والثقافية للتنمية النوعية ودخول عصر الاقتصاد المعرفى وركيزته العقل البشرى، ومثل هذه التحولات لا بد أن تكون البوصلة صوب التعليم عامة والعالى على وجه الخصوص ليكون بحق قاطرة طموحات المستقبل بلغة العصر.
الفجوة الكبيرة بين التعليم وسوق العمل لا تزال على حالها منذ عقود، رغم خطوات التطوير والتدريب والمسكنات، نظرا لأسباب تقليدية قديمة لا تزال كامنة، يعود بعضها إلى المجتمع، والآخر إلى التعليم، والثالث إلى سوق العمل، ومن ذلك ثقافة الشهادة الجامعية لدى كثير من الطلاب والأسر، ولو كانت فى تخصصات نظرية أدبية تواجه فرصا محدودة للعمل.
الحال نفسه فى مشكلات التعليم العام والفجوة بينه وبين التعليم الجامعى، ويشعر بها الطلاب والطالبات قبل المسئولين والمخططين، وتعانى منها الجامعات حيث تشكو من ضعف مستوى خريجى الثانوية العامة فى مهارات التفكير وضعف التجربة التطبيقية وحتى مبادئ البحث العلمى، ناهيك عن تدنى اللغة الأجنبية، وصولا إلى تراكم مشكلات بقية عناصر التعليم المعوقة لتحقيق الجودة.
القصة تتكرر مع سوق العمل التى ظلت لعقود يلقى بالكرة فى ملعب الجامعات ومخرجات التعليم بشكل عام، والخريجون يشكون تهرب القطاع الخاص، وتوالت أجيال على هذا الخلل، وأخيرا نشطت جهود وخطط التدريب والتحفيز وقرارات التوظيف، لكن التحديات قائمة ومتزايدة بشأن مواءمة المخرجات مع سوق العمل، واليوم توجد نحو 25 جامعة ومئات الكليات المتخصصة، بل بعض كليات ومنها النظرية تضم الواحدة عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات.
أيضا عشرات الآلاف من المبتعثين لا يستفاد منهم بالقدر وبالشكل المطلوب فى القطاع الخاص لحسابات التكلفة مقارنة بالوافدين وفرص العمل التى لا تناسب ثمرة ابتعاثهم، ولا نعرف كيف نستثمرهم حتى الآن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved