لماذا بكى لاعبو فرنسا؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 24 يونيو 2010 - 11:41 ص بتوقيت القاهرة

 رفض دومينيك مدرب منتخب فرنسا مصافحة كارلوس ألبرتو بيريرا عقب مباراة جنوب أفريقيا لأنه غاضب بسبب تصريح قال فيه ألبرتو إن فرنسا لا تستحق الوجود فى النهائيات، إلا أن مدرب جنوب أفريقيا نفى ما ظنه دومينيك، وألغى بنك كريدى أجريكول حملته لدعم الفريق الفرنسى بسبب فضائحه الأخلاقية والفنية.

الصحافة الرياضية فى فرنسا مارست قسوتها فى النقد كالمعتاد عند الأزمات والهزائم، وكانت أكبر هزيمة هى إضراب اللاعبين عن التدريب، وهو ما جعل العديد من الصحفيين الفرنسيين ينشبون مخالبهم فى وجه اللاعبين ومدربهم ورئيس الاتحاد وحتى ساركوزى رئيس الجمهورية.. فالصحافة بقدر ما تحتفل وتحتفى فى أيام الانتصار تغضب وتقسو فى أزمان الانكسار!

الصحافة البرازيلية وصفت رونالدو نجمها الأسبق بأنه رجل ميت، يلعب كرة القدم، وفى الأرجنتين تعرض مارادونا الأسطورة إلى الذبح بعد الهزيمة من بوليفيا بستة أهداف فى التصفيات.. وفى إنجلترا وصفت الصحف منتخب بلادها بأنه فريق بائس يقترب من الخزى والعار، بعد التعادل مع الجزائر. وقالت عن رونى فتاها المدلل: كان خيالا!

خروج فرنسا من المونديال أثار الاستياء إلا أن رد الفعل كان قاسيا إزاء إضراب اللاعبين وسلوكهم. فقالت ليبراسيون: «تهانينا على هذا الفشل الذريع بعد تأهلنا المغشوش. وقالت جورنال دو هارت مان: منتخب فرنسا أضحوكة العالم. وهاجمت كل الصحف الفرنسية اللاعبين ووصفتهم بأنهم مليونيرات، يملكون الملايين، وأعمارهم 24 سنة، وأفسدهم المال وكانوا رديئين على أرض الملعب.. وهم غير متعلمين، وغير محترمين، ولا يعرفون معنى القيم.

ووصفت الصحف الفرنسية أعضاء اتحاد الكرة بأنهم دمى وعرائس مارونيت، وقالت إنها كارثة حقيقية أن يمتزج الجبن بالغرور.. وكان أفضل المانشيتات فى الصحف الفرنسية: «إنها حالة نادرة أن يستقبل الفرنسيون تلك الهزيمة بارتياح؟!»

تلك المقتطفات السريعة أهديها إلى لاعبينا ومدربينا وجميع المسئولين، الذين يغضبهم النقد عندما تقع كوارث أخلاقية أو هزائم مخلة.. لعلهم يدركون الآن كم هى رقيقة الصحافة الرياضية المصرية.. وأهدى هؤلاء جميعا قصة وزيرة الرياضة روزالين باشلو فى اجتماعها باللاعبين قبل مباراة جنوب أفريقيا لمحاسبتهم على إضرابهم وتمردهم ضد مدربهم، فقالت لهم: «كنتم أبطالا فى نظر أطفال فرنسا، ولم تعودوا أبطالا. لقد حطمتم أحلام شركائكم وأصدقائكم وأنصاركم. لقد لطختم سمعة فرنسا.. إن الكرة الفرنسية تواجه كارثة.. ليس لأنكم خسرتم مباراة أو بطولة وإنما هى كارثة معنوية وأخلاقية..!

صفق لاعبو منتخب فرنسا للوزيرة.. ثم انخرطوا فى البكاء لشعورهم بالذنب، وبأنهم خذلوا أطفال البلد الذين يرونهم قدوة. اهتزت فرنسا للتمرد الذى قام به لاعبو الفريق، ولم تهتم بخسارة مباراة.. كانت الوزيرة حاسمة وقاسية وهى تخاطب النجوم، لم تأبه بنجوميتهم.. هكذا الأمم.. «ألو يا أمم.. ألو يا مصر..»؟
«ما حدش بيرد»..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved