إسرائيل عضوا فى الاتحاد الإفريقى!

خالد أبو بكر
خالد أبو بكر

آخر تحديث: الأحد 24 ديسمبر 2017 - 9:00 م بتوقيت القاهرة

كشف التصويت الإفريقى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار الذى دعا الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحظى بتأييد 128 دولة، عن نجاح الجهود الإسرائيلية الممتدة لاختراق دعم إفريقيا للقضية الفلسطينية، وهو ما يحمل فى ذاته إشارات خطر كبيرة لمن يهمه أمر القضية الفلسطينية والنفوذ والحضور المصرى والعربى فى القارة السمراء.

فمن أصل 53 دولة إفريقية أعضاء فى الجمعية العامة، صوتت دولة إفريقية وحيدة (توجو) ضد مشروع القرار الرافض لنقل السفارة الأمريكية للقدس، وامتنعت عن التصويت 9 دول، وغابت 6 دول، فيما أيدت القرار 37 دولة.

وبقراءة هذه الأرقام يصبح عدد الدول الإفريقية التى نجحت إسرائيل فى تحييدها عن دعم القضية الفلسطينية سواء برفض القرار أو الامتناع عن التصويت أو الغياب 16 دولة بنسبة تبلغ 30.5% من مجموع دول القارة. وإذا استبعدت الدول العربية الإفريقية البالغ عددها 10 دول ترتفع النسبة إلى 37% من أصل 43 دولة إفريقية غير عربية.

هذه النتائج المثيرة للقلق فيما يتعلق بالتأييد الإفريقى للحقوق الفلسطينية، ليست مفاجئة للمتابعين للحركة الإسرائيلية النشطة فى القارة السمراء، لاسيما فى الأشهر الأخيرة؛ ذلك أن الحكومة الإسرائيلية جعلت من تطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية أحد التحديات التى تسعى لكسبها، فقال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى عشية توجهه لزيارة كينيا لحضور حفل تنصيب رئيسها فى 28 نوفمبر الماضى: «إن هدف الزيارة تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع إفريقيا، بما يشمل إقامة علاقات مع دول لا يوجد لدينا علاقات دبلوماسية معها».

وبمجرد وصوله العاصمة الكينية نيروبى قال أمام حشد من الزعماء الأفارقة «آمل فى انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقى، بصفة مراقب، وأرغب بشدة فى التعاون شخصيا مع أى دولة من الدول الإفريقية، بل مع الاتحاد الإفريقى؛ لأننا نستطيع المساعدة على بناء مستقبل أفضل لإفريقيا».

وأضاف متوجها إلى القادة الأفارقة بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»: إننا معنيون بالتعاون معكم ومع أى دولة من دولكم بغية توصيل إفريقيا بالكهرباء، فأى مبادرة من جانبكم ستلاقى مبادرة من جانبنا لاغتنام المستقبل وجعل الحياة أفضل». ولفت إلى أن إسرائيل تساهم مساهمة ملموسة فى مجالات «المياه والزراعة وتأمين الفضاء الإلكترونى والتكنولوجيا المعلوماتية والصحة».

وفى ختام الزيارة قال نتنياهو «إن إسرائيل تحظى بالاحترام والتقدير فى القارة السوداء، وأن العلاقات مع دولها أقوى من أى وقت مضى».

الملاحظ أن الخطاب الإسرائيلى الموجه للدول الإفريقية يقوم على تعزيز المصالح عوضا عن الخطاب العربى العاطفى فى مجمله، يتضح ذلك من خلال ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية فى الرابع من ديسمبر الحالى بأن نتنياهو شارك فى مراسم التوقيع على اتفاقية «Power Africa» مع الولايات المتحدة والتى من شأنها دعم نشاط الشركات الإسرائيلية فى مجال الطاقة فى إفريقيا.

وترعى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مشروع Power Africa بغرض توصيل 60 مليون أسرة فى إفريقيا بالكهرباء، وكذلك إضافة 30 ألف ميجاوات للقدرة الكهربائية المتوفرة فى القارة الإفريقية بحلول عام 2030.

الهدف النهائى للتغلغل الإسرائيلى فى إفريقيا هو الحصول على تأييد القارة السمراء فى المنظمات الدولية، فبحسب تقرير لموقع قناة i24NEWS الإسرائيلية فقد قال نتنياهو فى جلسة أمام الكنيست «أرغب برؤية انعكاس قرب علاقاتنا فى نمط تصويت دول الاتحاد الافريقى فى المحافل الدولية».

هذا عن الجهد الإسرائيلى لكسب أصوات الدول الإفريقية، فماذا فعل العرب لكسب تأييد هذه الدول؟ وهل مطلوب من دول هذه القارة التى تعانى الفقر فى معظمها أن ترفض التقارب مع إسرائيل ورفض حزم سخية من المساعدات لأجل سواد عيون العرب وقضاياهم؟

إن اعتبارات الأمن القومى المصرى خصوصا والأمن القومى العربى عموما تتطلب المضى قدما فى تعزيز المصالح مع الدول الإفريقية؛ فإسرائيل تمارس بهدوء وصبر لعبتها المفضلة فى اختراقنا وتطويقنا وعزلنا من العمق الإفريقى هذه المرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved