عزف على القانون

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 26 مارس 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● ما يحدث هذه الأيام من عنف واعتداءات ورفض لكل قرار، هو قمة الفوضى، ويقود البلد إلى أخطار لا يتصورها الذين يمارسونها، وقد كان حديث الساعة والدقيقة الذى أعرفه وأمارسه طوال حياتى هو القانون وتطبيق القانون، وكنت ومازلت أشعر فى بعض الأحيان مثل عازف الربابة فى المقهى، يدندن بكلمات تنطق بالحكمة ويجلس أمامه رءوس تزينها عمم وهى تتمايل طربا، دون أن تتأمل أو تسمع كلمات العازف، أو كأنى مثل فيلسوف القرية المصرية فى المسلسلات، وهو ينطق بالحكمة ويتمتم بكلمات تبدو للبعض بأنها هلوسة، وتبدو للبعض الآخر أنها من بنات أفكار سقراط.. وطوال غنائى للقانون والعزف على كلمة القانون، لم أسأل نفسى السؤال الصعب: هل يمكن تطبيق القانون على من يخرب ويدمر ويعتدى على الممتلكات العامة والخاصة.. هل يمكن حقا تطبيق القانون وهناك طابور خامس فى البلد يتظاهر بالوطنية وفى الوقت نفسه يشعل النار كلما هم القانون؟

 

●● سؤال آخر لكم ولكل من مواطن: ماذا تفعل أنت شخصيا إذا تعرض بيتك لاعتداء أو حاول شخص غريب اقتحامه؟ قل لنا ماذا تفعل؟

 

●● السؤال موجه إلى الجميع.. وفكروا فى الإجابة لأنها أصعب بكثير مما تظنون، استنادا على سهولة السؤال..

 

●● إجابتى أنا: لن أسمح باقتحام بيتى وسأدافع عنه بكل الوسائل، لن أسمح بتهديدى وتهديد أسرتى..

 

●● السؤال بصورة مختلفة: ماذا يجب أن يفعل الجيش والأمن إذا حاول إنسان واحد اقتحام وحرق وتدمير وزارة أو مبنى حكومى مثل هيئة قناة السويس، وماذا لو حاول إنسان حرق الداخلية أو قام بإحراق المتحف، كيف يطبق القانون هنا؟

 

●● مرة أخرى: هل يمكن تطبيق القانون بقوة وحسم؟

 

●● الإجابة: هذه الأيام لا يوجد قانون كى يطبق.. لا أراه. ولم أتخيل فى يوم من الأيام أنى سأرى ما أراه يحدث فى مصر.. إلا أن مراسل التليفزيون المصرى فى بورسعيد، قال فى برنامج صباح الخير، تعليقا على مظاهرات المدينة: «نرى وجوه وأشخاص تشعل النار ولا علاقة لهم بكرة القدم.. نرى ناسا تزيد من الاحتقان بإثارة أمور أخرى لاعلاقة لها بعقوبات المصرى، والناس هنا فى بورسعيد مستاءة من سلوك هؤلاء؟»

 

●● إنه يتحدث عن طرف ثالث أو رابع، وقد كثر الحديث عن الأطراف، وقد تصل ثمانية مثل أطراف الأخطبوط..

 

●● أعود إلى القانون الغائب قسرا أو عمدا أو عجزا، وأتساءل لماذا يغيب القانون فى المحروسة ولا يطبق، هل لأن هناك من يزايدون ويشعلون نار الفتنة فى البلد، هل هم أهل الطابور الخامس الفاسد؟

 

الإجابة: فى ألمانيا أصدرت محكمة حكما بسجن مشجع كرة قدم لمدة خمس سنوات وغرامة مالية كبيرة لأنه ألقى قنبلة أصابت أكثر من 30 شخصا فى مباراة، وكانت الكاميرات المثبتة بالاستاد وراء كشف شخصية المجرم..

 

●● انتهى الخبر.. الذى قرأته وأخذت أضحك حتى كدت أن أموت من الضحك، ففى بلادنا يمكن أن نضع 54 كاميرا فى ملعب ولا نرى وجها فاسدا أو قاتلا أو مشاغبا، لأن التصوير امريكانى و.. المشاهد هندى؟  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved