كيف نعارض مرسى .. ولا نمدح مبارك؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الخميس 25 أبريل 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

هل معنى أن أى شخص ينتقد بعض سياسات الرئيس محمد مرسى أو جماعة الإخوان، انه بالضرورة يريد إرجاع حسنى مبارك إلى السلطة مرة أخرى، أو حتى بقايا نظامه؟!.

 

للأسف الشديد بعض قادة التيار الإسلامى يصورون لأنصارهم الأمر على هذا النحو، لدرجة أن البعض منهم يقول من دون ان يرمش له جفن ــ ان محمد البرادعى أو حمدين صباحى وبقية قادة جبهة الإنقاذ يريدون إعادة مبارك ونظامه للسلطة.

 

الطبيعى ان كل من استفاد من نظام مبارك يتمنى أن يعود «حبيبه» إلى السلطة مرة أخرى، أو ــ اذا تعذر ذلك ــ يعود أحد من رجال مبارك مثل أحمد شفيق وغيره، وفى أضعف الأحوال يحلمون أن يأتى رئيس للجمهورية من التيار الإسلامى.

 

موقف هؤلاء مفهوم لأنهم تضرروا، ومستعدون أن يدفعوا الغالى والنفيس لإفشال حكم مرسى والإخوان.

 

لكن كيف يجرؤ بعض المنتمين للتيار الإسلامى على إلصاق هذه التهمة بالكثير من المعارضين الذين قاوموا بشجاعة نظام مبارك وساعدوا فى إسقاطه ؟!.

 

هل نسى هؤلاء ان الدكتور البرادعى لعب الدور الأبرز فى إسقاط مبارك، وان الإخوان أنفسهم ساعدوا البرادعى بتوكيلاتهم له.

 

وهل نسى الإخوان أن صباحى دخل السجن فى عهد مبارك وتم سحله وضربه ومطاردته لأنه انتقد النظام علنا.

 

وحتى إذا افترضنا جدلا أن البرادعى وصباحى وعمرو موسى وغيرهم كانوا «يمثلون» على الشعب المصرى وكانوا خلايا نائمة لمبارك فهل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ايضا يريد عودة مبارك للسلطة؟!.

 

أبوالفتوح كان قياديا بارزا بجماعة الإخوان، بل لعب دورا رئيسيا فى «تأسيسها الثانى» وهو الآن يوجه انتقادات أساسية للرئيس مرسى ولجماعته.

 

قد يقول بعض الإخوان اننا لا نتهم الجميع بأنهم يريدون عودة مبارك، بل انهم صاروا يقفون فى صف الثورة المضادة؟.

 

إذن السؤال مرة أخرى: هل كل من يعارض الرئيس مرسى وجماعته، من الثورة المضادة أو يدعمها؟.

 

وهل معنى ذلك ان يلتزم الجميع الصمت ضد سياسات مرسى حتى لا يتم اتهامه بأنه ثورة مضادة؟.

 

إذا صح هذا «التخريف» فمعنى ذلك ان حزب النور السلفى صار فى صف الثورة المضادة لمجرد أنه يعترض على بعض سياسات الرئيس والجماعة.

 

بهذا المعنى أيضا، هل كل مستشارى ومساعدى الرئيس الذين قدموا استقالاتهم احتجاجا على سياساته قد صاروا فى الثورة المضادة رغم أن الرئيس هو الذى اختارهم من البداية.

 

المشكلة الكبرى أن كثيرين صاروا يشككون فى مدى ايمان غالبية أنصار التيار الإسلامى بحرية الرأى والتعبير والديمقراطية.

 

شيئا فشيئا فإن هؤلاء باتوا يطبقون نظرية جورج بوش الابن وخلاصتها «من ليس معى فهو ضدى»، لكن الإخوان يريدون تطويرها إلى «من ليس معى فهو عدوى».

 

 هذه النظرية المتخشبة والمتكلسة هى أفضل وصفة لصدام كبير محتمل تلوح نذره وشراراته كل يوم فى الأفق.

 

عندما «تشيطن» معارضيك وتلصق بهم اسوأ الصفات والخصال فإن محاربتهم ماديا تصبح مجرد مسألة وقت.

 

لو أن الإخوان طبقوا هذه النظرية فإنهم لن يخسروا معارضيهم فقط، بل سيخسرون بعض أنصارهم الأقربين، وفى النهاية ستبدأ حروب التصفيات داخلهم بينهم.

 

وفى النهاية اقترح على المؤمنين بهذه النظرية داخل الإخوان ان يتبعوا مقياسا بسيطا وسهلا للتعامل مع معارضيهم وهو ان يعودوا إلى التاريخ القريب وينظروا بهدوء.. هل كان هذا المعارض مع مبارك أم ضده.. وهل يمكن لشخص عارض مبارك وهو فى قمة نفوذه وجبروته أن يؤيده وهو فى السجن.. وإذا حدث ذلك جدلا: ألا يستدعى الأمر أن يسأل الإخوان أنفسهم.. لماذا حدث هذا الانقلاب الخطير؟!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved