حاضنات الأعمال فى الجامعات المصرية.. الطريق لريادية الأعمال

هبة مدحت زكى
هبة مدحت زكى

آخر تحديث: الإثنين 27 مارس 2017 - 11:14 ص بتوقيت القاهرة

تستعد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ــ جامعة القاهرة فى الأيام القليلة القادمة لإطلاق أول حاضنة أعمال فى الجامعات المصرية الحكومية، التى ستقدم خدماتها الفنية والاستشارية فى مجال ريادية الأعمال لطلاب وخريجى جامعة القاهرة فى الفئة العمرية من 18ــ 35 سنة.

تعتبر حاضنات الأعمال فى الجامعات، هى المعمل الرئيسى الذى يهيئ ويدرب الشباب الراغبين فى خوض تجربة ريادية الأعمال أو ممن لديهم مشروعات ريادية فى بداياتها، وذلك من خلال برامج تدريب وورش عمل يقدمها خبراء متخصصون يطلق عليهم «مرشدون Mentors»، فى مجالات التمويل والإدارة والتسويق والاستشارات الاقتصادية. وتساعد هذه البرامج رواد الأعمال ممن لديهم أفكار مبتكرة، على تطوير أفكارهم وإطلاق مشروعاتهم وقدرتها على المنافسة فى الأسواق.

فمشروعات ريادية الأعمال تنشأ فى الأساس بتلك الأفكار البسيطة من الشباب والتى يطلق عليها StartــUp وبالرغم من نبوغ هذه الأفكار وأصالتها إلا أن هؤلاء الشباب يواجهون دائما بمشكلات فنية تحول دون استكمال مشروعاتهم وذلك نتيجة لنقص معرفتهم بهذه الأدوات. ومن ثم، تعتبر حاضنات الأعمال بالجامعات هى الملاذ لهذه المشروعات الوليدة حيث تتيح لها النمو بشكل صحيح قبل أن يتم اطلاقها كمشروعات مستقلة تنافس فى الأسواق.

•••

إن مشروعات ريادية الأعمال تمثل إحدى دعائم النمو للاقتصاد المصرى لما تتيحه من خلق فرص عمل وتوظيف لكثير من الشباب فى سن العمل، فهذه المشروعات توفر توظيف ذاتى للمشاركين فيها، فلا يضطرون للانتظار فى قوائم التوظيف الطويلة أو الالتحاق بوظائف لا تحقق طموحاتهم ولا تتناسب مع قدراتهم. كما تمتاز هذه المشروعات بتوفير فرص عمل للآخرين، فغالبا ما يعمل مع رائد الأعمال فريق عمل مكون من مجموعة من الأشخاص تتكامل جهودهم لإنجاح المشروع.

نضيف إلى هذا أن هذه المشروعات لا تحتاج لرأس مال كبير، بل إنه فى كثير من الأحيان تعتمد هذه المشروعات على التمويل الذاتى من المدخرات الشخصية للأفراد أو عن طريق التمويل الجماعى Crowd Funding والذى يشترك فيه مجموعة من الأشخاص بمبالغ مالية صغيرة لتكوين نواة لتمويل المشروع، وبالتالى لا يضطر رائد الأعمال لخوض خطوات كثيرة وربما تندرج بعضها على صعوبات للحصول على تمويل من البنوك. كما تساهم هذه المشروعات بشكل كبير فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى. ووفقا لإحصائيات البنك الدولى، تساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 45% من إجمالى التوظيف، ويصل نسبة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى فى الاقتصادات الناشئة إلى 33%، وتزداد هذه النسبة إذا ما أضفنا المشروعات الصغيرة والمتوسطة غير الرسمية والمشروعات متناهية الصغر.

وقد ساعدت فى نجاح الفكرة ثورة المعلومات والتقدم التكنولوجى الكبير فى مجال الاتصالات والذى تواكب مع النمو المتزايد للإنترنت والذى يعتبر التكنولوجيا الأكثر نموا فى العالم، حيث أن هناك نحو 3.9 بليون شخص يستخدمون الإنترنت وهو ما يمثل نصف سكان العالم تقريبا. أما بالنسبة لمصر، فيصل نسبة مستخدمى الإنترنت بالنسبة للعدد الإجمالى للسكان وفقا لآخر الإحصائيات العالمية لـ 33% أى أن من بين كل 3 أشخاص يوجد شخص يستخدم الإنترنت. وبهذا فقد أتاح هذا التقدم التكنولوجى والانتشار المتزايد للإنترنت واستخدامه كمنصة لإطلاق العديد من التطبيقات المتنوعة، فرصة سانحة لرواد الأعمال لاستخدام التكنولوجيا التى يوفرها الإنترنت لإطلاق مشروعات مبتكرة ورائدة. كذلك يساعد الإنترنت نظرا لاتساع رقعة مستخدميه إلى فتح أسواق جديدة لرواد الأعمال والوصول لمستهلكين جدد عن طريق التطبيقات المتاحة على الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية.

•••

ونظرا للأهمية الكبيرة لمشروعات ريادية الأعمال فى دعم الاقتصاد القومى ومساهمتها فى تخفيض نسبة البطالة وخلق فرص عمل للشباب، تهدف حاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى تقديم ثلاثة خدمات رئيسية هى: تنمية الوعى لدى الطلاب بأهمية ريادية الأعمال، برامج الحاضنة، برامج عيادة الأعمال. ويتم العمل على تنمية الوعى لدى الطلاب، من خلال ندوات تستهدف رفع الوعى بريادية الأعمال وإلقاء الضوء على المفاهيم المرتبطة بها، واستعراض أهم الممارسات التطبيقية من خلال جلسات مع رواد أعمال يتم فيها نقل الخبرات للطلاب. بالإضافة لورش عمل، ودورات تدريبية، ومسابقات فى ريادية الأعمال تساهم فى تأصيل فكرة ريادية الأعمال عند الطلاب.

كذلك تعمل الحاضنة على خلق جيل جديد من رواد الأعمال القادرين على توظيف معرفتهم العلمية فى إنشاء مشروعات جديدة وذلك من خلال برنامج الحاضنة والذى تستمر دورته لفترة من 4ــ6 أشهر يحصل خلالها المشاركون على مجموعة متكاملة من الخدمات مثل: أساسيات الأعمال، الدعم التسويقى، أبحاث السوق، إدارة التمويل فى الحاضنة. وفى نهاية هذه المدة يقوم المشاركون بعرض مشروعاتهم على لجنة من الحكام تتكون من مستثمرين وخبراء متخصصين فى المجالات المختلفة. كما تقدم الحاضنة للمشروعات المشاركة فى دورتها تمويل للمساعدة فى بدء هذه المشروعات، بالإضافة إلى توفير مكان مناسب للعمل، وتطوير الأفكار للمشروعات الناشئة. كذلك تعتمد حاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية على شبكة من الخبراء فى المجالات المختلفة سواء كانوا رواد أعمال لديهم خبرة كبيرة فى مجالاتهم أو خبراء أو أكاديميين ممن لهم اهتمام فى دعم المشروعات الناشئة وذلك لتقديم خدماتهم الاستشارية فى برنامج عيادة الأعمال لرواد الأعمال الذين يواجهون بمشكلات فنية أو إدارية ويحتاجون لتلقى استشارات من خبراء متخصصين.

وتعد هذه الحاضنة تجربة رائدة تقودها الجامعة الأم؛ جامعة القاهرة، لتكون نموذجا يمكن تكراره فى الجامعات المصرية الحكومية والخاصة المنتشرة فى ربوع مصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved