دراما بورسعيد.. ومدريد؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 27 أبريل 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● الأزمات لا تتحرك بخطوة نملة.. فلا أحد يسمع أحدا فى هذا البلد، ومثل أثرياء الحرب العالمية، هناك تجار وطنية وتجار سياسة وتجار مشاعر، ومزايدون ومتاجرون بالجماهير.. وقد قلنا مليون مرة إنه لا علاقة مباشرة لبورسعيد المحافظة والناس والمكان والمكانة بجريمة الاغتيال التى وقعت، وعندما تقع جريمة قتل فى القاهرة ويذهب ضحية لها عشرات، ويحاكم القتلة، لا أحد يطالب بالذهاب إلى آسيا كفرا بإفريقيا، ولا أحد يهدد ويتوعد وبهذا التحدى السافر للقانون، ولا يهتف نائب فى البرلمان بالانفصال عن مصر.. يا إلهى كيف يطرح هذا؟

 

●● لقد وقعت جريمة باستاد بورسعيد، وكل القواعد الرياضية تحاسب الفريق الذى تقع على أرضه أحداث شغب، وتفرض عقوبات على الملعب الذى وقعت به المخالفات.. وما حدث تعدى حدود المباراة والرياضة، فكان جريمة قتل جماعية، وقعت بسبب التدافع والاعتداء المباشر والمحترف، وقد غاب الوعى وغابت العقول وغاب الضمير الإنسانى بسبب الاحتقان وجذوره.. والحصيلة للمرة الألف: أنها جريمة قتل.

 

●● أثق أن غالبية أهل بورسعيد يطالبون بالقصاص من القتلة الذين أساءوا لفريقهم ولمدينتهم.. ألم يكن ما وقع جريمة قتل، ألا يجب أن يحاسب القاتل، هل نترك القضاء يؤدى عمله أم يقوم الناس بمهام القضاء.؟ هل يستقيم هذا الأسلوب؟ هل يمكن أن يستمر هذا الحال وتلك الفوضى المذهلة؟

 

●● ومن أسف أن التعميم والإساءات طالت أهل بورسعيد، بحماقة لا مثيل لها، وهى نفس الحماقة التى أساءت للشعب الجزائرى الشقيق بالخروج من إطار خلاف رياضى واقتصادى، إلى ساحة السياسة.. لكن ما حدث سابقا يتكرر الآن مع شعوب ودول صديقة وشقيقة مثل السعودية بمزايدات وهتافات مسيئة للسعودية وشعبها ودون معلومات حقيقية، وهو أمر غير مقبول.. وهذا الأمر الذى لا نقبله يتكرر فى أزمة إنسانية مفجعة وهى قضية بورسعيد.. فتشتعل الأزمة ولا تخمد نارها.

 

●● لقد أشرت بالأمس إلى المحكمة الرياضية الدولية التى يتكون مجلس إدارتها من 60 شخصية رياضية دولية، ويشارك فى عمليات التحكيم 300 من القضاة من 87 دولة ويقوم بالتحكيم فى كل قضية ثلاثة قضاة، واللجوء الى المحكمة يجب أن يكون بموافقة كتابية من طرفى النزاع، وأكرر أن الطرف الآخر الآن فى النزاع مع المصرى هو اتحاد الكرة باعتبار أن الأهلى محكمة لن يطلب اللجوء للمحكمة.. وأن قرار المحكمة نهائى لا يستأنف سوى فى حالات نادرة تتعلق بعدم الاختصاص، وانتهاك القواعد الإجرائية.. ويذكر أن الدكتور نبيل العربى أمين عام الجامعة العربية كان عضوا فى المجلس الدولى للتحكيم الرياضى الذى تنبثق منه المحكمة الرياضية، وذلك بصفته قاضيا فى محكمة العدل الدولية حتى 2006.. وتأسس هذا المجلس فى 22 يونيو 1994 بالعاصمة الفرنسية بما عرف: اتفاق باريس.

 

●● من دراما بورسعيد إلى دراما استاد ريال مدريد.. الأولى كانت ومازالت مفجعة، والثانية كانت ممتعة.. وهى ليست كذلك قطعا لأصدقائنا المدريديين..إلا أن بايرن ميونيخ كان ندا فى المباراتين، ولعب بجرأة وشجاعة فى العاصمة الإسبانية وأثبت أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، وأن الدفاع الإيجابى شىء يختلف تماما عن الدفاع السلبى الذى مارسه تشيلسى تلبية لنداء مدربه دى ماتيو: «اعملوا حيطة..»

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved