ما هى وظيفة مؤتمرات الشباب؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأربعاء 26 أبريل 2017 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

جيد أن يستمر انعقاد مؤتمر الشباب بصفة دورية. المؤتمر القومى الاول انعقد فى شرم الشيخ فى الاسبوع الاخير من اكتوبر الماضى، والمؤتمر الاخير انعقد الثلاثاء فى الاسماعيلية ويختتم الخميس ان شاء الله. وبين المؤتمر الاول والاخير انعقد مؤتمران، الاول فى القاهرة فى ديسمبر الماضى، والثانى فى اسوان فى يناير الماضى. لكن الاكثر جودة من دورية الانعقاد وانتظامها، ان يتحول المؤتمر إلى آلية فعلية، تقود إلى تحقيق اختراقات حقيقية فى علاقة الدولة، بغالبية الشباب، وتفتح لهم طاقة امل حقيقية فى الغد، بحيث يتحولون إلى حائط الصد، الذى يواجه التطرف والارهاب من جهة، والذراع التى تبنى هذا البلد من جهة اخرى.

بعض المعارضين يسأل: هل هناك جدوى من انعقاد هذا المؤتمر؟! ولسان حاله هو انه لا جدوى.
وفى ظنى أن هذه الاجابة عدمية، وقد حضرت المؤتمرات السابقة، وانعقادها افضل كثيرا من غيابها، وبالتالى يصبح السؤال الجوهرى هو: ما هى الطريقة المثلى لتحويل هذا المؤتمر إلى رافعة لتنفيس اختناقات الشباب؟!.
فى الكلمات الافتتاحية التى قيلت عصر يوم الثلاثاء الماضى كان من بينها ما يلى:
«المؤتمر فرصة امل لشباب كثيرين. تحدى الواقع والابتكار. ملتقى الحوار. كانت هناك فجوة كبيرة بين الحكومة والشباب، وجاء المؤتمر ليخلق قناة اتصال بين الطرفين سوف نتواصل مع شباب العرب وافريقيا والعالم بأكمله. منصة للحوار بين الدولة بكل مؤسساتها وبقية المجتمع».
سمعنا ايضا كلمات طيبة على لسان الفنان أحمد حلمى وحازم امام واحمد فائق وفريدة الشوباشى واسعاد يونس.
ان يتجمع ١٢٠٠ شاب معظمهم من المحافظة أو الاقليم الذى تقع فيه المحافظة، فهذا امر طيب ومحمود، طالما انه ليس تجمعا عشوائيا ومظهريا. وأن يحرص رئيس الجمهورية على حضور معظم الجلسات، فهذا ايضا امر طيب.
لكن السؤال مرة اخرى هو: ماذا نريد من مؤتمرات الشباب وما هى اهدافها؟ اظن ان الاجابة الصحيحة، قد توفر لنا الكثير من الوقت والجهد.
سبب هذا السؤال اننى سمعت فى تقديم وافتتاح مؤتمر الاسماعيلية ان المؤتمرات السابقة ساهمت فى حل بعض المشكلات الاقتصادية.
واذا جاز لى ان اقترح على المشرفين على مؤتمر الشباب بصفة عامة، فهى ان يركزوا على القضايا التى تهم الشباب، والا يحدث تداخل بين وظيفة المؤتمر، ودوره، وبين وظيفة بقية الوزارات والهيئات.
تصورى ان حل مشكلة خدمية أو انشاء أى مشروع يتعلق بالبنية التحتية مثلا، ليس مهمة مؤتمر الشباب، بل هو دور الحى والمحافظة والوزارة، وبقية مؤسسات الدولة. لكن الوظيفة الاهم لمؤتمر الشباب ان يضع التصورات والرؤى والافكار، ويتخذ قرارات واجراءات تساعد فى حل الازمة بين الدولة والشباب. افضل نموذج لهذا الامر، هو قرارات وتوصيات المؤتمر الاول فى شرم الشيخ، حينما تم تشكيل لجنة رئاسية بقيادة اسامة الغزالى حرب، لوضع معايير للافراج عن المسجونين من الشباب، وتم الافراج عن دفعتين بالفعل، وفى نفس المؤتمر، تم تشكيل لجنة لتعديل قانون التظاهر، قبل ان تحكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية احدى مواده بالفعل.
كل خطوة يخطوها المؤتمر فى اتجاه حلحلة ازمة الشباب، ودفعهم للانخراط فى العمل العام، تعنى المساعدة الفعلية فى «تسليك ماسورة العمل العام شبه المسدودة منذ شهور طويلة وربما سنوات. وفى كل الاحوال يستحق القائمون على تنظيم المؤتمر الشكر، على هذا الجهد، رغم قلة عدد الكثير من الخدمات فى العديد من المحافظات.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved