مَنْ يتصدى لقُطَّاع الطرق فى الصحافة المصرية؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 26 يوليه 2015 - 9:08 ص بتوقيت القاهرة

عندما اجتمع رؤساء تحرير الصحف المصرية مع أعضاء مجلس نقابة الصحفيين برئاسة النقيب يحيى قلاش، فى مقر نقابتهم بشارع عبدالخالق ثروت قبل أسبوعين، للمطالبة بإلغاء المادة ٣٣ من مشروع قانون مكافحة الإرهاب، لفت نظرى الكلام المختلف الذى قاله الشاعر المتميز جمال بخيت، الذى ركزعلى ضرورة أن ينظف الصحفيون بيتهم أيضا من الداخل. بخيت وبعد أن أعلن تضامنه مع مطالب زملائه قال إن هناك مشاكل داخل البيت الصحفى ينبغى معالجتها حتى نضرب المثل فى المحاسبة والنزاهة والأمانة.

المفاجأة أن البعض حاول إسكات بخيت أو الغلوشة عليه، بحجة أن الوقت ليس مناسبا لمثل هذا الموضوع، وعلينا أولا أن ننتهى من قضية المادة ٣٣ وبعدها نتفرغ لمناقشة أى قضية أخرى.

أؤيد كل ما قاله جمال بخيت وأعتقد أن قضية تنظيف البيت من الداخل عاجلة ومهمة وينبغى أن تكون لها الأولوية. هى الآن ربما تكون ورما حميدا، وأتمنى ألا تكون قد تدهورت لتتحول إلى سرطان، وأى سكوت عليها يعنى أن مهنة الصحافة المصرية مهددة فعلا.

لا يمكن أخلاقيا للصحفيين أن ينتقدوا كل المجتمع ليل نهار، ثم يسكتوا إذا فسد أحدهم أو تجاوز، كيف يمكن أن ينتقد الصحفى وزيرا أو غفيرا ولا ينتقد زميلا يمارس الإرهاب والبلطجة ضد كل المجتمع؟!.

هناك آلاف الصحفيين والإعلاميين يمارسون عملهم كل يوم بمنتهى المهنية والنزاهة والأمانة والشرف، لكن هناك قلة تمارس أعمال البلطجة الإعلامية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من دون رادع.

من حق أى زميل صحفى أو إعلامى أن ينتقد ويهاجم أى مسئول طالما كان ذلك فى حدود العمل الصحفى الطبيعى، والقواعد المهنية المتعارف عليها.
عندما منحت القوانين الإعلامية حرية انتقاد الآخرين ، كان الهدف هو عرض الحقائق أمام الجمهور كى يتمكن من تشكيل وجهة نظره، وأن يستطيع صانع القرار أن يتخذ قراراته على أساس صحيح. لكن هذه القوانين لم ترخص لأى إعلامى حرية البلطجة والهجوم العشوائى على الآخرين، أو ممارسة أقصى ابتزاز يمكن تخيله بحق البعض.

نقابة الصحفيين وكل هيئة أو جهة ذات صلة ينبغى عليها أن تسارع فعلا إلى كشف الغطاء عن أى صحفى يمارس ابتزاز المجتمع، وأن تعلن بوضوح أنها ضد هذه الممارسات.

بعض الوسائل الإعلامية ــ خصوصا الفضائيات ــ تتستر على العديد من الممارسات الضارة. بعض أصحاب هذه الفضائيات يستأجرون إعلاميين ليقوموا بمهمة قطاع الطرق ضد بعض الأحزاب والشخصيات العامة.

لا أعرف هل تدرك نقابة الصحفيين وغرفة صناعة الفضائيات وكل من يهمه أمر الإعلام، أن ترك مثل هذه الكائنات تعيث فسادا وبلطجة فى المجتمع يسهل من مهمة المتربصين بالمهنة، وإننا جميعا سوف ندفع ثمنا فادحا لهذه الممارسات الكارثية؟!!.

الوحوش الإعلامية التى يتم إطلاقها على خلق الله قد تفيد شخصا أو جهة بصورة مؤقتة الآن، لكن على المدى البعيد، فإن الأمر يشبه تربية الوحوش أو العفاريت.

أتمنى ونحن نعيش حالة من التوحد والاصطفاف سواء للتصدى للإرهاب أو ضد بعض المواد القانونية سيئة السمعة، أن نستغل هذه الفرصة وتعلن الجماعات الصحفية موقفا موحدا من كل الممارسات السيئة التى تتم باسم الصحافة والإعلام. أتمنى أن يبادر الزميل والصديق يحيى قلاش وكل المحترمين داخل نقابة الصحفيين إلى إعلان الحرب على كل هذه الكائنات التى تهدد بتدمير ما تبقى من سمعة للصحافة المصرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved