الحج.. 1ــ شرط الاستطاعة

جمال قطب
جمال قطب

آخر تحديث: الخميس 26 يوليه 2018 - 9:40 م بتوقيت القاهرة

يبين القرآن الكريم فريضة الحج بقوله تعالى: ((ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)). هكذا جاءت الفريضة مشروطة بالاستطاعة، وكلمة الاستطاعة رغم وضوحها إلا أنها شرط فى الفريضة فلابد من التدقيق فيها تفكرًا وتدبيرًا ثم تفقها والتزامًا.

(1)
الاستطاعة هى مجموع القدرات التى تزيل جميع العقبات التى تحول بين المسلم وبين الذهاب إلى البيت الحرام لإنجاز هذه الفريضة المشروطة.
ورحلة الحج عمادها أربعة عناصر هى:
1ــ القدرة المالية.
2ــ القدرة الصحية (نفسيا وجسديا).
3ــ أمن الطريق.
4ــ الإذن الرسمى (التأشيرة).
فبغير توافر هذه الأركان الأربع تسقط الفريضة ويبقى على المسلم الوعى والسعى لاستيفاء هذه الأركان.

(2)
«القدرة المالية» هى عبارة عن تكلفة الرحلة بجميع نفقاتها ذهابا وإقامة وعودة، ويضاف إليها تدبير نفقة من تلزمك نفقته أثناء غيابك (نفقة جميع المسئولين منك أصولا وفروعا كالوالدين والزوجة والابناء والإخوة القصر)، كما يضاف إليها تكلفة من يقوم بعملك أثناء غيابك، فلا يترك المسلم مسئولياته بدعوى الحج حيث لابد من إسناد المسئوليات إلى من يحسنها والاطمئنان لعدم إهمالها أو ضياعها.. وهذه كل تكلفة «مالية» يجب أن تستدرك ساعة الإعداد لرحلة الحج.
وهذا الذى ذكرته فى القدرة المالية ما زال «عنوانا» يحتاج إلى شرح وبيان موعده فى لقاء آخر.

(3)
أما «القدرة الصحية» فهى صحة «النفس والجسد» لأن الحج عبادة، ولا تصح العبادة إلا من مسلم بالغ عاقل (سليم نفسيا) ثم (سليم جسديا) ليقوى على مشاق السفر والسعى والطواف، وهنا نذكر قضية الصحة والمرض والأعراض المفاجئة، فإذا خرج المسافر من بلده صحيحا سليما معافى ثم فاجأته أعراض المرض فى الطريق فما هو الواجب أو المطلوب؟
إن تمهيد الطرق (برا وبحرا وجوا) مسئولية الدول والحكومات، ومن تمهيد الطرق تحديد خطوط الملاحة بحرا وجوا بأقصر الطرق الممكنة، وأقصل الوسائل المريحة فضلا عن تزويد كل ناقلة (سفينة/ طائرة/ حافلة) بإسعافات طبية عاجلة، وعن نشر الخدمات الطيبة فى أماكن وجود الأعداد الكبيرة. ولعل هذا الإلتفات إلى مسؤلية الدول والحكومات يفتح آفاقا جديدة فى فقه فروض الكفاية ووظائف ومسؤليات الدول والحكومات.

(4)
فإذا تحدثنا عن أمن الطريق، فليس ذلك بعجيب أو مستغرب، أو يظن البعض أنه كان شرطا فقط فى الازمان السالفة حيث الحج البرى وما كان يلقاه الحجاج من أهوال عصابات قاطعى الطريق، بل إن فى عصرنا هذا يتم اختطاف الطائرات والسفن أو تدميرها أو إغراقها، فتلك مسئولية كبرى لابد من أن تتحملها الدول لأن الحج كنشاط هو رحلة سياحية يجب أن يتمتع صاحبها بما يتمتع به سائر السياح من رعاية وحماية وتأمين.

(5)
فإذا وصلنا إلى عنصر الإذن الرسمى (التأشيرة)، فلنذكر جميعا أن تأشيرات الدخول تنظيم راق يجب أن يلقى احتراما من الكافة حرصا على سلامة وراحة وفود الحجيج، ولكن هذا التنظيم ليس حقا مبهما، فينبغى لهذا التنظيم أن يتوفر منه:
ــ الحيادية بين جميع الجنسيات.
ــ النسبة والتناسب بين عدد المسلمين فى كل بلد.
ــ دوام زيادة العدد كل عام إلى غير ذلك مما نسأل الله توفيقه فى أن نشير إليه فى لقاء قادم.
يتبع

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved