عن تفتيت الأصوات فى الانتخابات وواجب المشاركة

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

آخر تحديث: الأربعاء 26 أكتوبر 2011 - 9:55 ص بتوقيت القاهرة

قبل أن يدخل الاستعداد للانتخابات فى مرحلته الحاسمة الراهنة بتقديم الأحزاب لقوائمها والمرشحين على المقاعد الفردية لأوراقهم، سعيت مع البعض من الناشطين فى الحياة السياسية إلى إقناع القوى الوطنية على اختلاف أطيافها بضرورة التوصل لقائمة موحدة فى الانتخابات يكون هدفها تبنى مطالب الدولة المدنية والتحول الديمقراطى والعدالة الاجتماعية وتواجه بقايا النظام القديم انتخابيا دون تفتيت لأصوات المتعاطفين مع الثورة بين تحالف ديمقراطى وكتلة مصرية وتحالف الثورة مستمرة وغيرهم.

 

فشلنا فى هذه المهمة وغابت القائمة الموحدة، بل إن انقسامات التحالفات والكتل والتنافس بين مرشحين على المقاعد الفردية تتشابه منطلقاتهم السياسية بلغوا حدا لم يعد معه الحديث عن تفتيت الأصوات مجرد توقع إنما حقيقة مقبلة. برلمان ٢٠١١ سيكون برلمانا منقسما ومفتتا بخليط من بقايا النظام القديم وجديد متنوع به أطياف إسلامية وليبرالية ويسار ومستقلة.

 

إزاء هذه الحقيقة المزدوجة، تفتيت أصوات وبرلمان منقسم، يصبح أمامنا فى مصر ثلاثة أهداف رئيسية ينبغى أن نسعى جميعا مواطن ومواطنين لتحقيقها. الهدف الأول هو العمل بكل الطاقات الممكنة لضمان نسبة مشاركة شعبية مرتفعة فى الانتخابات. انتخابات مصر قبل الثورة كان بطلها الرئيسى هو التزوير والأدوار الأخرى للتحايل على إرادتنا لعبتها خلطة العنف والمال والشعارات الدينية والخدمية بمعناها الردىء (لمجموعات صغيرة وبصورة صنعت الفساد والمحسوبية)، الذى ارتبط بنواب الوطنى المنحل. التزوير والخلطة هذه هبطا بنسب المشاركة فى الانتخاب إلى ما دون ٢٠ بالمائة. وما لم ننجح فى إشراك ما يفوق ٥٠ بالمئة من الناخبات والناخبين فى ٢٠١١ سنتيح الفرصة للشريحة المحدودة التى دوما ما خرجت للانتخابات ومارست التزوير والعنف أو حفزها المال أو الشعارات على المشاركة للسيطرة على تشكيل البرلمان القادم.

 

الهدف الثانى هو تمكين المواطن من الاختيار بوعى بين قوائم مختلفة ومرشحين متنوعين ودون خوف. أعلم أن هذا الهدف شديد المثالية وبعيد عن الواقع المصرى، كما أن الاختيار الواعى لا يتحقق إلا بعد جولات من الممارسة المستمرة. إلا أن المسئولية الوطنية وحقوق المواطن يحتمان علينا الاجتهاد فى حملات للتوعية وللتثقيف ببرامج الأحزاب والمرشحين على امتداد مصر. والإسهام الحقيقى هنا لن يأتى إلا من منظمات المجتمع المدنى والنشطاء. أما الأحزاب والمرشحون على المقاعد الفردية فلابد من أن ينفتحوا على المنافسة بحملات حقيقية توعى المواطنة والمواطن ولا تمتهنهما بشراء الأصوات أو بشوادر اللحوم والخدمات العينية.

 

الهدف الثالث هو إدارة حملات انتخابية نزيهة تبتعد عن العنف والتجريح اللفظى وغياب الموضوعية وترتكز إلى البرامج والأفكار. هذه مسئولية الأحزاب والمرشحين غير الحزبيين وعلى الجميع أن يدرك أن عيون الوطن عليهم وأن العودة للممارسات الانتخابية السيئة قبل الثورة سيكون لطمة قوية لثقة المواطنات والمواطنين فى الأحزاب ونخب السياسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved