كارثة الكرة الإنجليزية..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 26 أكتوبر 2014 - 8:15 ص بتوقيت القاهرة

• تصل القيمة السوقية لبطولة الدورى الإنجليزى «البريميير ليج» إلى 3.33 مليار جنيه إسترلينى، وهى أغلى مسابقة محلية لكرة القدم فى كوكب الأرض، وفى المركز الثانى يأتى الدورى الإسبانى الليجا، الذى تصل قيمته السوقية إلى 2.44 مليار جنيه.. لكن ثراء المسابقة المحلية الأولى فى إنجلترا أصبحت كارثة تهدد الكرة الإنجليزية ومنتخب الأسود الثلاثة، إذ إن البريميير ليج استمد قوته من اللاعبين الأجانب الذين قدرت نسبتهم بحوالى 67% من مجموع لاعبى الفرق العشرين، وهؤلاء الأجانب يمثلون 100 جنسية، وقد ترتب على ذلك نقص عدد اللاعبين الإنجليز الذين يمثلون الأندية لدرجة أن فريق الأرسنال كان يمثله 11 لاعبا أجنبيا فى مواسم سابقة.

تلك المشكلة دفعت الاتحاد الإنجليزى إلى بدء دراسة جادة حول أزمة المنتخب الذى خرج من الدور الأول لكأس العالم الأخيرة، وفشل فى إحراز أى لقب قارى أو عالمى منذ عام 1966 حين أحرز لقب المونديال، وشارك خبراء وشخصيات فى الدراسة، وتصلت اللجنة إلى ضرورة تخفيض عدد اللاعبين الأجانب بدءا من موسم 2015 / 2016، وذلك بقرار من الحكومة البريطانية يقضى بالحد من منح تراخيص عمل للاعبين من خارج الاتحاد الأوروبى على أن يرتفع عدد اللاعبين الإنجليز فى كل فريق، ومعروف أن العدد الآن 8 لاعبين بكل فريق.

إطلاق البريميير ليج فى عام 1992 كان بهدف تسويق الدورى عالميا، ولذلك فتحت الأبواب أمام اللاعبين والمدربين الأجانب.. وإزاء موجات الإقبال على الدورى وانتشار المسابقة عالميا وفتح أسواق جديدة أمام الأندية فى الشرق الأوسط وأسيا وأمريكا الشمالية،ارتفعت القيمة السوقية للأندية الإنجليزية، وزادت أرباحها، إلا أن المفارقة هنا أن ريال مدريد وبرشلونة يحتلان القمة بالترتيب ويليهما بايرن ميونيخ ثم مانشستر يونايتد وعلى ذكر بايرن ميونيخ أعتقد أن الاستعانة بالإسبانى جوارديولا كان فى إطار التسويق العالمى للفريق، فقد قال الرئيس التنفيذى كارل هاينز رومينيجه أن البوندزليجا تأخر 10 سنوات عن الدورى الإنجليزى فى عملية تسويق المسابقة الألمانية..

وفقا لتصريحات رئيس الاتحاد الانجليزى لكرة القدم جريج دايك هناك 66 لاعبا إنجليزيا يمكن الاختيار منهم للمنتخب الآن، والخطة أن يصل العدد إلى 90 لاعبا بحلول 2022 وهو العام الذى يضع الاتحاد الإنجليزى فى حساباته الفوز بكأس العالم..

على أى حال المعركة بدأت بين الاتحاد الإنجليزى وبين رابطة الأندية المحترفة التى تدير البريميير ليج.. هى معركة حول مستقبل اللعبة والمنتخب، بين المسئولية الوطنية والمهنية للاتحاد وبين الرابطة الحريصة على القيمة المالية للمسابقة المحلية وعلى الحقوق المادية للأندية..؟

أشير هنا فى النهاية إلى أن القيمة السوقية للدورى المصرى على سبيل المثال قدرت بـ77.86 مليون جنيه والدورى السعودى قيمته 83.51 مليون ريال.. وأذكركم مرة أخرى بأن قيمة الدورى الإنجليزى تجاوزت 3 مليارات جنيه استرلينى.

قال الاتحاد فردريك تيريز رئيس اتحاد دوريات المحترفين الأوروبية «إن الاتحاد يعتبر أى تعديل لأجندة مونديال 2022 مضرا بالمنافسات المحلية والأعمال والمصالح الرياضية».

أذكركم بأننا هنا قلنا مرات إن قطر سوف تتعرض لأكبر عملية ابتزاز رياضية فى التاريخ كى توافق الدول الأوروبية على إقامة مونديال 2022 فى الشتاء.. وأن احتمال سحب البطولة منها قائم أيضا خاصة أن تنظيم المونديال فى الشتاء سوف يربك الأجندة الرياضية الدولية كلها بما فيها الدورة الأوليمبية..

لماذا منح «الكوتش بلاتر» ورفاقه البطولة إلى قطر؟ ألا يعلمون أن صيفها حار رطب جدا.. فعلا لايوجد دخان بدون نار؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved